اتجهت شكوك جديّة بشأن المسؤولية عن عملية التفجير التي استهدفت، الجمعة، سوقا شعبيا في مدينة مأرباليمنية باتجاه استخبارات الرئيس السابق علي عبدالله صالح كونه المستفيد الأول من رفع فزّاعة التنظيمات المتشدّدة وإرباك الوضع الأمني والإيحاء بفشل التحالف العربي والحكومة الشرعية في بسط الاستقرار في اليمن. وتسبب انفجار عبوة ناسفة وضعت في سوق شعبي مزدحم بمدينة مأرب، الجمعة، في سقوط سبعة قتلى وأكثر من عشرين جريحا. وجاءت العملية لتقطع الاستقرار الفريد الذي تحظى به مأرب الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
وكشفت مصادر مطلعة في مأرب لصحيفة “العرب” عن نتائج التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية إثر القبض على فتاتين قادمتين من صنعاء وبحوزتهما عبوات جاهزة للتفجير عن بعد.
وقالت ذات المصادر إن الأجهزة الأمنية في المحافظة ألقت القبض كذلك على قائد المجموعة الذي ينتمي لإحدى الوحدات الاستخبارية المرتبطة بالرئيس السابق، مرجحة أن تكون فتاة ثالثة من ضمن المجموعة جار البحث عنها هي التي قامت بوضع العبوة في السوق الشعبي بمأرب.
وعن الهدف من هذه العملية قال مصدر سياسي ل”العرب” إنها تأتي في سياق استغلال وجود الجماعات الإرهابية في اليمن لتحقيق مكاسب سياسية في ظل قلق المجتمع الدولي من تنامي دور تلك المجموعات، وكذا السعي لشيطنة المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش الوطني وتكريس صورتها كحاضنة للجماعات الإرهابية.
ودأبت العديد من الجهات الرسمية في الحكومة الشرعية على اتهام الرئيس السابق بالوقوف خلف الكثير من العمليات التي ضربت المناطق المحررة وتبرأ منها تنظيم القاعدة، فيما لم يثبت عمليا وجود فاعل لتنظيم داعش على الأراضي اليمنية.
ويُذكر أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح قال في آخر مقابلة تلفزيونية له إن القاعدة انتقلت إلى مأرب والبيضاء، وذلك في سياق تقليله من أهمية العملية العسكرية التي قام بها التحالف العربي والجيش الوطني لتحرير محافظة حضرموت من قبضة القاعدة.
وكانت أجهزة الأمن التابعة للحكومة الشرعية قد ألقت القبض قبل أيام على خلية نسائية قادمة من صنعاء وبحوزتها عبوات متفجرة، واعترفت بعض النساء الأعضاء في الخلية بأنّه تم تجنيدهن من قبل شخصية أمنية في العاصمة بهدف زرع العبوات في الأسواق والأماكن العامة.
وعلمت “العرب” أن جهازا أمنيا حديثا شكل في مأرب مؤخرا في ظل المخاوف من اختراق الجهاز الأمني السابق يدعى “أمنيات مأرب” هو الذي يتولى عملية التحقيق في هذه القضية، كما يشرف على العديد من الجوانب الأمنية الحساسة في المحافظة.