أثارت تعزية بعث بها الرئيس السابق علي عبدالله صالح في وفاة أحد ثوار سبتمبر ومهاجمته لحكم الإمامة غضب قيادات في التيار الإمامي باليمن. وكان الرئيس السابق صالح بعث أمس الخميس بتعزية في وفاة المناضل أحمد الرحومي أحد قيادات ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالحكم الإمامي في اليمن.
وأشاد صالح بالأدوار البطولية للفقيد الرحومي، وشن في الوقت نفسه هجوماً لاذعاً على حكم الأئمة لليمن ووصفه بأنه "أعتى حكم رجعي كهنوتي عرفته البشرية جثم على صدور اليمنيين عقوداً طويلة من الزمن..".
وفي التعزية التي بعث بها إلى أسرة الرحومي ونشرها على صفحته في الفيس بوك، قال صالح إن نظام الأئمة "مارس أبشع أنواع الظلم والإضطهاد والإستبداد بل والطغيان, فتك بالأحرار والعلماء والمثقفين والمشائخ والأعيان ورجال الفكر والأدب والقضاة وكل ذي رأي مستنير.. الذين أعدمهم إرضاءً لشهوة الحكم والتسلط على مقدرات الوطن".
وأثار هذا الهجوم غضب قيادات فيما يعرف بالتيار الإمامي الذي يرفض الإعتراف بثورة سبتمبر التي أنهت حكم الأئمة ويصفها بالإنقلاب الذي أقصى الأئمة من “آل بيت النبي” الذين يعتبرهم المذهب الهادوي أصحاب الحق الحصري في الحكم.
حيث عبر حسن زيد أمين عام حزب الحق وهو أحد الأحزاب الحليفة لجماعة الحوثيين التي تحالف معها صالح مؤخراً للإنقلاب على حكم الرئيس هادي، عبر عن امتعاضه بشكل واضح من هذه الرسالة التي مجدت ثورة سبتمبر وأبطالها.
وأعاد حسن زيد وقت لاحق على صفحته في الفيس بوك نشر الفقرة المتضمنة هجوماً على حكم الأئمة وفتح الباب لتعليقات نشطاء حوثيين وجهوا لصالح اتهامات للرد على مهاجمته للإمامة. حيث تضمنت التعليقات التي كتبها نشطاء حوثيون بارزون على صفحة حسن زيد تعليقات تتهم صالح بإشعال وإادرة ست حروب في صعدة واتهموه ب"تصفيات واغتيالات وجرائم استهدفت العلماء والمثقفين ورجال الفكر والأدب والقضاة وكل ذي رأي مستنير……".
وقد لاقى هذا التعليق استحسان حسن زيد الذي وافق على مضمونه.
ويأتي هذا الهجوم من صالح والامتعاض العلني من قبل أحد لافتات التيار الإمامي انعكاس للأزمة التي يشهدها تحالف الإنقلاب في صنعاء خاصة في ظل تململ الحوثيين من الإتفاق الذي أبرم مؤخراً بين الجانبين حول تشكيل مجلس سياسي من الطرفين لإدارة البلاد بديلاً عن اللجنة الثورية التي شكلها الحوثيون العام الماضي بعد انقلابهم على سلطة الرئيس هادي.
وخلال الأيام الماضية أبدى صالح وعبر تغريدات كتبها سكرتيره الصحفي نبيل الصوفي انزعاجه من تراجع الحوثيين عن الإتفاق وعودتهم لتفعيل اللجنة الثورية التي يفترض أن مهمتها انتهت بحسب الإتفاق بين الطرفين.
وفي أكثر من تغريدة اشتكي الصوفي من توقف قناة الفضائية اليمنية، التي كانت ناطقة باسم الحكومة وسيطر عليها الحوثيون، عن تغطية أنشطة واجتماعات المجلس السياسي الذي يشغل ممثلون عن حزب صالح نصف مقاعده وانتقد تركيز القناة على تغطية أنشطة وتحركات رئيس ما يسمى باللجنة الثورية التابعة للحوثيين الذي قال إنه "لم يعد له صفة تنفيذية"، وطالب إدارتها بتوضيح.
