أعلن الحوثيون، صباح اليوم الاثنين، قصف منزل الرئيس المقتول على عبدالله صالح، ليتبعها إعلان رسمي بقتله بعدة صور عبر التواصل الاجتماعي. وكان على عبدالله صالح، قد دعا الشعب اليمني للتوحد لطرد الحوثيين من صنعاء، ودارت اشتباكات استخدمت فيها كافة الأسلحة. السيناريو الأول: الثورة وطرد الحوثيين، بعدما أعلن قيادات حزب الرئيس الراحل على عبدالله صالح الشعب اليمني بمواصلة قتال الحوثيين. وأعلن الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادي، انطلاق عمليات «صنعاء العروبة» العسكرية ضد الحوثيين لتطهير كامل التراب اليمنى من العناصر الإيرانية وتلك المدعومة من طهران. وحساب شخصي على «فيس بوك» منسوب لصلاح نجل على عبدالله صالح، دعا الشعب للثأر: «يا شعب يا شعب الثأر الثأر، ولعن الله من جلس ببيته بعد الآن ثأر أبي ثار كل يمني، قاتلوهم أين ما وجدوا تحركوا رحمة الله تغشاك يا أبي». وقال السياسي فاروق حمزة، رئيس تجمع أبناء قبيلة عدن، في تصريحات صحفية: «علي عبدالله صالح ختم حياته بتوجيه أعضاء ومناصرين حزب المؤتمر الشعبي العام إلى الوجهة الصحيحة وهي مواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية والانتصار للجمهورية واستشهد بعد ان دشن بنفسه معركة تحرير صنعاء من جبروت طهران». السيناريو الثاني: قد تشهده اليمن، ولكنه بعيد الحدوث ولم يتحدث عنه أحد باستثناء إيران، بعدما دعت لحوار سياسي وشامل بين الحوثيين والقبائل اليمنية وقوات الرئيس الراحل على عبدالله صالح. وعبر بهرام قاسمى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في بيان عن «الأسف إزاء المواجهات الأخيرة» ودعا «كافة القوى اليمنية إلى الهدوء وضبط النفس». السيناريو الثالث: تدخل عسكري دولي لضرب الحوثيين حتى لا تسقط اليمن تحت سيطرة إيران. جدير بالذكر أن الحوثيين أعدموا «صالح» رميا بالرصاص، إثر توقيف موكبه قرب صنعاء بينما كان في طريقه إلى مسقط رأسه في مديرية سنحان جنوب العاصمة صنعاء. وكشف القيادي، عن أن على عبدالله صالح فر من صنعاء باتجاه مسقط رأسه، إلا أن الحوثيين أوقفوا موكبه على بعد 40 كيلومترا جنوبىصنعاء بينما كان متجها نحو سنحان واقتادوه إلى مكان مجهول حيث أعدموه رميا بالرصاص. اسوأ سيناريو للمنطقة: من جانب آخر قال اللواء السعودي المتقاعد، عبد الله غانم القحطاني، إن من يحكم صنعاء منذ ثلاث سنوات هو الحرس الثوري الإيراني، مضيفا: "مقتل صالح سيدخل اليمن والمنطقة في أسوأ سيناريو في تاريخها". وأضاف القحطاني، في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الإثنين: "الحوثي مجرد واجهه إيرانية، وهذا كان خطأ استراتيجيا في تقدير المواقف من جانب اليمنيين أنفسهم وبشكل خاص حزب المؤتمر". وتابع: "السيناريو القادم لن يكون أسهل مما سبق. ستكون هناك عمليات ثأر ربما بين القبائل وبين الحوثي، وأتوقع أن تكون هناك فوضى تعم اليمن وبشكل خاص في صنعاء، وستحول الحوثي إلى قوة إرهابية تقتل كل من يناوئها ويعارضها ويقف ضدها بلا رحمة، وتقتل كل من يؤيد إنهاء حكم الحوثي وإيران في اليمن". وتابع القحطاني: "أعتقد أننا على أبواب مرحلة مهمة جدا، وتستدعي من جميع المخلصين في المنطقة إنهاء تلك المأساة"، مضيفا: "الرئيس السابق صالح، الذي قدم اليمن للحوثيين يجني هو بنفسه ما قدمت يداه بحق نفسه ودولته وجيرانه". وأضاف: "قد تنطوي صفحة صالح، لكن علينا أن ندرك أن هذا الفعل ليس يمنيا، وإنما هو وارد من إيران، وهذا يفسر صمتها خلال اليوميين الماضيين وعدم تناولها لأخبار صنعاء، فهم لا يحتاجون لمجرد الكلام، لأن عناصرهم الفنية والقتالية والقناصة والعناصر الاستخباراتية موجودة تحت غطاء الحوثي في صنعاء". وقال اللواء السعودي المتقاعد: "لا يعقل أن تقود "ميليشيا" الحوثي ، منظومة عسكرية كان يقودها الرئيس السابق مدة 40 عاماً بكل تلك البساطة والسهولة، وهو ما يؤكد وجود قوة خارجية تقود صنعاء". وطالب القحطاني الجميع، وبشكل خاص حكومة هادي، الاستمرار في التقدم لإنهاء هذا الأمر، مضيفا: "للأسف فإن تكلفة هذا الأمر ستكون كبيرة وسيكون هناك ضحايا بشكل كبير، وبكل أسف، سيدفع الشعب اليمني المقهور والمغلوب الثمن". ولفت اللواء السعودي المتقاعد إلى أن عملية دخول صنعاء من جانب التحالف هى إحدى الخيارات، وربما يكون مقتل صالح هو الشرارة التي تشعل الثورة ضد الحوثيين لإخراجهم من صنعاء". ودعا القحطاني، إلى إدراك حساسية الوضع الراهن في اليمن، مشيرا إلى أن ما يحدث هو أخطر مرحلة يمر بها اليمن في تاريخه الحديث ومنذ أن تولي صالح الحكم في اليمن قبل 40 عاما. ولفت اللواء القحطاني إلى أن الصراع المستمر، الذي انتهى اليوم بغياب بطل هذا الصراع، يشير إلى أن هناك مرحلة أخرى من هذا الصراع"، مضيفا: "لا نعلم ما بها من مفاجأت". وتابع: "يجب أن يكون حادث اليوم رسالة لليمنيين وغيرهم بأن من يضع يده في يد "الحوثي" وإيران تكون نهايته على أيديهم، وهذا المشهد يذكرنا بما حدث مع القذافي في ليبيا".