طالبت مليشيا الحوثي الانقلابية بإلغاء القرار الأممي 2216 الذي يقضي بتسليم المليشيا لأسلحة الدولة والانسحاب من المؤسسات الحكومية. وادَّعت مليشيا الحوثي، خلال لقاءات قادة الجماعة بالمبعوث الأممي مارتن غريفيث، أن صدور قرار مجلس الأمن الدولي 2216، تكبيلاً للحل السياسي وإعاقة لأي جهود باتجاه السلام المنشود، في مؤشر على استمرارها في عدم الانصياع لتنفيذ بنود القرار.
وكشفت اللقاءات مع غريفيث أن الجماعة لم تُعِرْ أي اهتمام للتنديد الدولي الواسع بتصعيدها الصاروخي الأخير على الأراضي السعودية، بل زعمت، على لسان قادتها، أن هذا التصعيد أمر مشروع لها ولن تتوقف عن القيام به إلا بوقف عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية.
وبدورها، حاولت إيران التنصل من مسؤولية تزويد المتمردين الحوثيين بالأسلحة والصواريخ، ونفت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها بهرام قاسمي، تورطها في هذا الأمر.
وزعم قاسمي في تصريحات نقلتها وكالة «تسنيم» أن الاتهامات السعودية الموجهة إلى بلاده «واهية ولا أساس لها».
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، أن الصواريخ التي أطلقتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على المملكة العربية السعودية والمبعوث الأممي لا يزال في صنعاء رسالة واضحة للعالم بأن هذه الميليشيات لا تريد السلام وليس لديها استعداد للاستجابة لمتطلباته.
وقال المخلافي، في تصريح رسمي: «كلما بدا للعالم أن اليمن يمكن أن يخطو خطوات نحو السلام واستعادة الدولة والأمن والاستقرار باستعداد واستجابة الحكومة اليمنية لكل الجهود والتوجهات الدولية أوعزت إيران لميليشياتها الحوثية في اليمن بإطلاق صواريخها لتدمير أَي فرصة سلام».
وكشف وزير الخارجية اليمني عن أن أعضاء الوفد الأوروبي الدبلوماسي الذي زار صنعاء أخيراً بناءً على طلبهم «اكتشفوا بأنفسهم أن جماعة الحوثي لا تفهم معنى السلام وأنها فهمت زيارتهم فهماً خاطئاً شجعها على استمرار جرائمها»، مشيراً إلى أن التصعيد الصاروخي بعد الزيارة الأوروبية يثبت ما تأكد منه الوفد.
وأشار إلى أنها «ليست المرة الأولى التي يُفشل فيها الحوثيون مساعي السلام، بل إن كل مرة يبدو أن هناك أملاً للسلام تبدِّد الصواريخ الإيرانية هذا الأمل لمرات أربع سابقة وبعد لقاءات للمبعوث الأممي مع الحكومة اليمنية ودعمها لخططه ولقاءاته المقترحة مع الحوثيين، حيث كانت تأتي الصواريخ لتبدد أي فرصة للسلام».
وقال وزير الخارجية اليمني: «الحوثيون كما عبّروا للوفد الأوروبي الذي صُدم من ذلك يروّجون أنْ لا مشكلة في اليمن، وأن ما يحدث سيعالجونه بإطلاق الصواريخ، اعتقاداً أن الأشقاء في السعودية سيخضعون لابتزازهم، ويتناسون أن العالم يرى المشكلة على حقيقتها باعتبارهم الانقلابيين والمعتدين على الشعب اليمني».
ودعا المخلافي المجتمع الدولي ليكون حازماً مع الانقلابيين الحوثيين ومن ورائهم إيران، لحملهم على «الالتزام بالقرارات الدولية وبمتطلبات السلام ومنها وقف اعتدائهم على المدن اليمنية والمدنيين وإطلاق الصواريخ، وإلا فإنهم سيواجهون موقفاً دولياً موحداً وحازماً».