سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جلسة ساخنة للبرلمان ...وزير الداخلية يحمل وسائل الاعلام مسئوولية الانفلات الامني وناصر عرمان يرد:"إذا كانت الحكومة تريد إخراس الإعلام فلتعالج سلبياتها".
رفض وزير الداخلية اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان وصف الإعلام للوضع الأمني بأنه منفلت، مصراً على أن الوضع الأمني جيد. وفي حين سجل العام الجاري أعلى رقم في عمليات الاغتيالات التي طالت قيادات أمنية وعسكرية ومدنية وتنامي عمليات واتساع رقعة الجريمة وترك بعض الجناة المعروفين يسرحون ويمرحون وعلى رأسهم قاتل الشهيدين (أمان والخطيب)، قال قحطان خلال استجوابه أمس في البرلمان إن الأجهزة الأمنية حققت تقدماً في ضبط الكثير من القضايا الجنائية وإحباط عمليات إرهابية وتهريب أسلحة. وبرر وزير الداخلية لقاءه بمفجري أنابيب النفط والمعتدين على أبراج الكهرباء في مأرب، أثناء زيارته مع وزير الدفاع للمحافظة قائلاً: "الأجهزة الأمنية تفاوض مفجري أنابيب النفط والغاز وخطوط نقل الكهرباء وقاطعي الطرق العامة على أساس التهديد باستخدام القوة بدلاً من دفع مبالغ مالية". وكان وزير الداخلية قد أمر محافظ مأرب بصرف 9 ملايين ريال لعناصر من آل شبوان -ينتمون لحزب الإصلاح- فجروا أنبوب النفط في الكيلو 107، وبرر –في حينه- صرف المبلغ بأنه مقابل السماح للفريق الهندسي بإصلاح الأنبوب وكذا تعهدهم بحماية الأنبوب، وذلك وفق ما أدلى به في حينه ل"اليمن اليوم" الشيخ علي الشبواني. وفي لقائه ب(صالح الدماجي) -أحد مفجري الأنبوب- خاطبه وزير الداخلية بأن يحتجز معدات الفريق الهندسي حتى تنفيذ مطالبه. وتحدث قحطان عن الطائرات الأمريكية بدون طيار قائلاً: "إنها تستهدف في معظم عملياتها سيارات لإرهابيين كانت مجهزة للتفجير"، و"إن سقوط ضحايا مدنيين نادر الحدوث". وانتقد قحطان التناولات الإعلامية للشأن الأمني، مشيراً إلى أن الصحفيين كانوا من قبل يضعون كلمة كاذبة بين مائة كلمة صادقة فيما اليوم يسردون تفاصيل كاذبة من أولها لآخرها. وقال إن حديث الإعلام عن "انفلات الأمن" يشجع ضعفاء النفوس على ارتكاب الجرائم. وزاد بأن الإعلام يتحدث عن الاختلالات الأمنية ولا يتطرق إلى الإنجازات، واصفاً إياه بالسيئ وأنه لا يخدم المصالح الوطنية. في المقابل، قال رئيس المجلس يحيى الراعي إن الإعلام الحكومي وليس الإعلام الحزبي هو الذي يشوه بنشره أخبار التفجير، ويقول إن مخربين هاجموا أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ومنعوا الفريق الهندسي من إصلاحه. من جهته قال رئيس كتلة الأحرار النائب عبده بشر إن رد وزير الداخلية كان مخيبا للآمال. وأضاف: أقسم بالله أن الاختلالات الأمنية زادت وأن الوضع اليوم أسوأ مما كان في 2011. ووصف النائب سنان العجي حديث وزير الداخلية بالإنشائي وأنه لم ولن يقنع حتى الشخص العادي. وأشار العجي إلى أن أحداً لن يصدق وزير الداخلية وهو يتحدث عن حال أمني أفضل، كون الانفلات الأمني اليوم لا يطاق ولم يشهد تاريخ اليمن من قبل. فيما عبر النائب فؤاد واكد في تصريح خاص ل"اليمن اليوم" عن استغرابه من حديث وزير الداخلية وقال: لقد بدا الوزير قحطان كما لو أنه يعيش في كوكب آخر وأن الاختلالات الأمنية لا تحصل ولا يعرف عنها وينطبق عليه المثل القائل "إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم". وأضاف واكد: في حضرموت قتل 93 من رجال الأمن والقوات المسلحة دون أن يفتح تحقيق لأي منهم ناهيك عن الطائرات بدون طيار التي يتغنى قحطان بعملياتها. وتساءل: هل كل ما وجدنا سيارة مفخخة يجب أن نستنجد بأمريكا لضربها؟ كما أننا لم نر محاكمة أي من المتقطعين أو مهاجمي أبراج الكهرباء والنفط خلال هذه الفترة التي يترنم وزير الداخلية ويقول إنه حقق الأمن فيها.. بل إننا تابعنا المخرب كلفوت وهو يدعو وزيري الداخلية والدفاع إلى تناول الغداء في منزله. وأشار إلى أن وزير الداخلية لديه 18 طلبا للمثول أمام مجلس النواب ولم يستجب لطلب واحد.. ووزير الدفاع لديه 11 طلبا للمثول ولم يستجب. وقال النائب واكد: تصور أنه في الوقت الذي هاجمت فيه القاعدة الجنود في شبوة وقتلت أكثر من 43 جنديا وضابطا يقوم وزير الدفاع بزيارة إلى الصين لشراء ملابس للجيش، بينما رئيس الوزراء البريطاني عندما طُعن جندي قطع زيارته من فرنسا ليشرف بنفسه على التحقيق. بدوره استغرب النائب المستقل ناصر عرمان اعتبار وزير الداخلية الأوضاع الأمنية أفضل. وقال: كانت الاختلالات الأمنية عام 2011م نتيجة صراع جبهتين واضحتين وفي محافظات يمنية محدودة، فيما تعاني كل المحافظات والمديريات اليوم من سوء الأوضاع الأمنية. وأضاف عرمان: أقسم إننا لم نعرف هذه الاختلالات منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر في ستينيات القرن الماضي، و"إذا كانت الحكومة تريد إخراس الإعلام فلتعالج سلبياتها".