بعث المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي رسالة إلى الأمين العام للأم المتحدة بانكي مون، أثنوا من خلالها عن موقف مجلس الأمن الداعم للمبادرة الخليجية وسعيه للحفاظ على أمن واستقرار اليمن عبر الخروج من الأزمة بإصدار قرارات برقم (2014-2051). كما عبروا عن انتقادهم للتصريحات الأخيرة للمبعوث الأممي جمال بنعمر التي بدا فيها خصماً لا وسيطاً وهو ما يعرض الثقة بالمنظمة الدولية للضعف. نص الرسالة: السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة السادة رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي الموضوع : تصريحات ومواقف ممثلكم جمال بنعمر التي تتنافى ودوره كوسيط وعدم التزامه بالمبادرة الخليجية وقواعد الدور الحيادي للمنظمة الدولية ودورها في اليمن . نتشرف نحن في حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، في الإعراب عن بالغ تقديرنا واحترامنا لدور مجلس الأمن في دعم المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتشديده على الحفاظ على الوحدة اليمنية، وسعيه للحفاظ على أمن واستقرار اليمن، عبر الخروج من الأزمة بإصدار قرارات برقم (2014-2051). إلا أن ثقتنا بالمنظمة الدولية، بالحل السياسي، تتعرض للضعف نتيجة بعض المواقف وسيل التصريحات التي رصدناها لمبعوثكم جمال بنعمر، مما دفعنا للتساؤل حول مضمون وحدود مهمته، فتصريحاته ومواقفه تشير إلى أنه تخلى عن قواعد التسوية، فبدلاً من تذليل العقبات نجده يعمق الخلافات ويطلق من التصريحات عبر وسائل الإعلام المختلفة، ما أظهر تحيزاً في مواقفه، وخروجاً عن مبادئ وأسس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة . لقد ارتكز الموقف الدولي على الالتزام بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، ووفق قراري مجلس الأمن (2014-2051) اللذين أكدا على المرحلة الانتقالية وتزمينها، إلا أنه أخذ على عاتقة تغيير التزمين وتفسير الآليه التنفيذية، أرضاء لبعض الأطراف . إن إطلاق هذه التصريحات في هذه المرحلة، وكأنه أصبح صاحب المبادرة وصاحب القرار الأخير فيها.. يشجع بعض أطراف المبادرة على التمرد على روح المبادرة الخليجية وغاياتها. إننا ونحن نقدر الجهود الدولية مع جهود الدول العشر الراعية للمبادرة، والحريصة على إنجاح التسوية السياسية وفق المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة، وقراري مجلس الأمن الذي وقف على مسافة واحدة من جميع أطراف الأزمة السياسية التي قبلت بالحل على قاعدة لا غالب ولا مغلوب . لقد تحول مبعوثكم السيد جمال بنعمر من وسيط محايد ونزيه وحريص على مصلحة الشعب اليمني صاحب المصلحة الحقيقية في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وقراري مجلس الأمن، إلى طرف منحاز إلى أحزاب اللقاء المشترك، ومدافع عن أطروحاتهم الداعية إلى قيام مرحلة تأسيسة، وتأخير صياغة الدستور وإجراء الاستفتاء عليه، ومن ثم إجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، حسب التراتبية الواردة في المبادرة وآليتها التنفيذية المزمنة، رغم إدراكه لضعف الدولة بكافة مكوناتها وأن المنقذ لليمن هو الإسراع بالخروج من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الدولة المدنية الحديثة بكافة مؤسساتها. وكذلك تبنيه في بعض خطاباته تحريضاً للجنوبيين ضد الشماليين والعكس. إن السيد جمال بنعمر، يتجاوز دوره كوسيط محايد بقوله على قناة الجزيرة، بتاريخ (7/2/2013في برنامج (لقاء اليوم) إن اتفاق نقل السلطة يقضي بشكل واضح بتخلي الرئيس السابق عن ممارسة العمل السياسي، بما في ذلك رئاسته لحزب المؤتمر الشعبي العام، مؤكداً أن قرار مجلس الأمن رقم 2051 بشأن اليمن يشدد على ضرورة النقل الكامل للسلطة. وتجاوز بذلك إلى قوله إن انتخاب اليمنيين للرئيس هادي بشكل كبير من الأصوات يؤكد على أنهم قرروا طي صفحه الماضي والبدء بصفحه جديدة خاليه من صالح تماماً ) مستفزاً بذلك المؤتمريين وحلفاءهم الذين كان الرئيس هادي مرشحهم وبدعم من الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، الذي اعتبره باليد الأمينة التي ينقل إليها السلطة بالانتخابات الرئاسية المبكرة وذلك أسلوب يتنافى مع قوله لصحيفة الخليج يوم الاثنين 25 /3/ 2013 م إن النموذج اليمني في حل النزاع فريد من نوعه وما ينطوي عليه التناقض من تزييف لوعي الشعب وتلاعب بالعواطف . وفي مقابلته الأخيرة مع صحيفة السياسة الكويتية بتاريخ (16/11/2013) وصف أحد الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية بأنه ( نظام فاسد وظالم)، فمثل هذه التصريحات تزيد من تعقيد الأزمة . وفي مقابلة مع قناة اليمن الفضائية الرسمية بتاريخ (12/11/2013) تحدث بأسلوب امتزجت فيه الاتهامات الضمنية بما يحدث من قطع للطرقات والكهرباء وأنابيب النفط، واصفاً دون دليل النظام السابق بأنهم حفنة من الفاسدين سوف يلقي بهم التغيير إلى مزبلة التاريخ . ويقوِّلهم ما لم يقولوه أثناء لقائهم بسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية متهماً إياهم بأنهم يغالطون الرأي العام بالقول إن نهاية ولاية رئيس الجمهورية سوف تنتهي في 21 فبراير 2014 رغم أن كل ما قالوه هو أن عدم كفاية الوقت لإنجاز ما تبقى من المهام و(صياغة الدستور والاستفتاء عليه، وإقرار قانون الانتخابات من قبل مجلس النواب الحالي، والانتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة من خلال تكليف رئيس الحزب الحائز على الأغلبية – الانتخابات الرئاسية حسب التعديلات الدستورية ) يعالجه الدستور النافذ في تمديد ينحصر في نطاق الأشهر دون الحاجة إلى مرحلة تأسيسية تمتد لخمسة أعوام، وكأنه يريد فرض رأيه الذي يتنافى مع المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية. سعى السيد جمال بنعمر للترويج لدى مجلس الأمن لاعتماد مرحلة تأسيسية تعقب المرحلة الانتقالية ويبدو هذا واضحاً جدا في أكثر من فقرة من فقرات تقريره الذي قدمه إلى مجلس الأمن في 27/9/2013م رغم ما في التقرير من عدم وضوح في الصياغة، حاول فيها وصف المرحلة الانتقالية بأنها مهام وليست مواقيت زمنية، مكرراً بذلك خطابات وتصريحات أمين عام الحزب الاشتراكي، التي نصت عليها ورقة الحزب المقدمة إلى مؤتمر الحوار الوطني، حول ما يطلق عليه "ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار" والتي تبنت إلغاء كافة المؤسسات الدستورية للدولة . كما تدخل جمال بنعمر في الشأن الداخلي لتنظيم سياسي هو المؤتمر الشعبي العام، بتكرير مطالب المشترك بأن نقل السلطة يعني أن نسلم رئاسة المؤتمر الشعبي العام لعبد ربه منصور هادي، فوضع نفسه بذلك في موقع حاكم بالوصاية وليس في موقع الوسيط الميسر، الذي تنحصر مهمته في التقريب بين الأطراف المتباعدة، ويتجاوز ذلك لتهديد المؤتمر الشعبي العام إذا رفض إملاءاته بأن يعتبر معرقلاً للعملية السياسية. لقد قام السيد جمال بنعمر بنقل معلومات مغلوطة إلى مجلس الأمن عن بعض المواقف والقرارات التي تتم خلال مسيرة التسوية في بلادنا، وليس أدل على ذلك من توقيع (46) عضوا في الحوار على اعتراض لمعلومة أوردها بنعمر في تقريره إلى مجلس الأمن بتاريخ 27 / 9/ 2013 بشأن توافق اليمنيين على نظام اتحادي، وكذا إبلاغ بنعمر لمجلس الأمن بأن مؤتمر الحوار قد أنجز 90% من أعماله في حين أن أربع فرق من مؤتمر الحوار لم تنجز تقاريرها. في آخر مقابلة تلفزيونية له مع قناة اليمن الفضائية، نصَّب جمال بنعمر نفسه حاكماً وحكماً على اليمن والقوى السياسية فيها، وأعطى نفسه الحق في إدانة الأطراف السياسية التي ترفض مقترحاته الخارجة عن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقام بالتحريض ضدها وهذا خروج عن نطاق مهمته كمبعوث أممي بل إنه قد تجاوز حدود آداب وأخلاقيات المبعوثين الأمميين، فقام بمهاجمة أعلى سلطة تشريعية في البلد ممثلة بمجلس النواب، وقام بالإساءة لرئيسها، واصفا تصريحاته (بالسخيفة)، مما أثار حفيظة أعضاء مجلس النواب " البرلمان " والممثلين للشعب اليمني من الكتل البرلمانية والمستقلين. أصبح السيد جمال بنعمر منحازاً إلى قناعاته الشخصية في تعامله مع أطراف الأزمة، وخرج عن إطار الحياد الذي يجب أن يلتزم به كمبعوث أممي ووسيط بين أطراف تتحاور وعلى مبدأ لا غالب ولا مغلوب، ففي حين يصف البعض بالثوريين ودعاة التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة يتهم الآخرين بالرجعيين وبالفاسدين وأعداء التغيير وأعداء المدنية والحداثة، مع أنه وسيط وميسر، قدم للمساعدة على تقديم المشورة بدافع حرص الأممالمتحدة ومجلس الأمن على نجاح التسوية السياسية. لقد دفعت مواقف بنعمر وتصريحاته قواعد المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي إلى التذمر وحالة من الاستنفار، جعلتهم يطالبون من قيادة المؤتمر وقيادة أحزاب التحالف إعلان موقف واضح من تصرفاته التي تجاهلت كل ما قدمه المؤتمر وحلفاؤه من تنازلات ورؤى لإنجاح المؤتمر، وبقوا دائما في زاوية الاتهام من السيد جمال بنعمر. إن ما نريد نقله إلى معاليكم وإلى مجلس الأمن هو أن السيد جمال بنعمر قد تحول من وسيط نزيه ومحايد إلى وكيل لبعض أطراف الأزمة ورافض لأطراف أخرى، ونحن قد أكدنا التزامنا بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وعملنا بكل حرص على تنفيذها، وسنظل نعمل على نفس المنوال وما يهمنا هو أن يقود الحل السياسي في نهاية الأمر إلى تحقيق إرادة الشعب في التغيير، عبر دستور يستفتي عليه، وانتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة، وبناء دولة المؤسسات وألا ندخل في صفقات سياسية الهدف منها مصالح أحزاب أو أشخاص، وتكون وسيله لإجهاض مسيرة التغيير. هذه الأسباب وغيرها الكثير التي لا يتسع المجال للدخول في تفاصيلها في مذكرة كهذه نستطيع القول بأن حيادية ونزاهة السيد جمال بنعمر أصبحت تثير كثيراً من الشكوك . فإننا نضع كل ذلك أمامكم للتقييم واتخاذ التدابير اللازمة بشأن ذلك، مؤكدين أن المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، سيسعون بكل جهد لإنجاح المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة كما فعلو منذ البداية . وفي الختام يطيب لنا أن نرفق لكم سجلاً وافياً بما تم رصده من تصريحات ومقابلات السيد جمال بنعمر .
ولكم عظيم الاحترام ،،، *المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي