اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد، بالعلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والأزمة السورية، إضافة إلى الزيارة التي قام بها وزير خارجية الولاياتالمتحدةلجنوب السودان، وانطلاق الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية المصرية. فتعليقا على الأزمة الدبلوماسية التي يشهدها مجلس التعاون الخليجي، اعتبرت صحيفة (الشرق) القطرية في افتتاحيتها، أن التفاهمات التي تمت في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الذي انعقد في مدينة جدة أمس السبت، فيما يتعلق بتنفيذ آلية اتفاق الرياض، "جاءت معبرة تماما عن إرادة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، التي تسعى دائما الى تجاوز الاختلافات التي تطرأ بين الاشقاء بين الحين والآخر".
وأضافت أن الاختلافات التي شهدتها الساحة الخليجية مؤخرا، "لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في مسيرة مجلس التعاون، ذلك ان الاختلافات واردة بين الاشقاء في البيت الواحد، لكن حكمة القادة وتوجيهاتهم السديدة تبقى دائما مصوبة نحو الاهداف الكلية والاساسية للمجلس، التي تتمثل في الحفاظ على أمن واستقرار دول المجلس، والعمل على المكتسبات والانجازات التي تحققت في مسيرة العمل المشترك الذي يحقق تطلعات الشعوب الخليجية".
وفي الشأن السوري، شددت صحيفة (الراية) على أن المجتمع الدولي "مطالب بتحرك إيجابي وسريع وبخطوات واضحة لمواجهة تداعيات الأزمة الإنسانية بسوريا، خاصة بعدما توضح للجميع أن النظام استغل التراخي الدولي وتنصل من جميع التزاماته تجاه إيصال الإغاثة للمحاصرين والنازحين والمشردين بالداخل".
وأكدت أن المطلوب "ليس دعم الهدنة في حمص لإخراج المحاصرين وإنما وضع خطط لفرض مناطق حظر جوي وملاذات آمنة من أجل حماية وإغاثة النازحين بالداخل السوري باعتبار أنهم يعيشون مأساة إنسانية حقيقية فرضها عليهم النظام.
وفي السودان، اهتمت الصحف بالزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أول أمس الجمعة إلى دولة جنوب السودان. واعتبرت صحيفة (الصحافة) بخصوص هذه الزيارة أن عدم التقاء جون كيري بالمتمرد برياك مشار ، يؤكد موقف الإدارة الأمريكية المساند لشرعية سلفاكير.
وقالت صحيفة (الانتباهة)، بخصوص نفس الموضوع، إن "من نتائج زيارة جون كيري لجوبا تأجيل قمة هيئة ( الإيقاد) التي كانت مقررة أمس حول الوضع في جنوب السودان"، معتبرة أن "واشنطن لا تريد حلا إلا عبر رؤيتها وتصوراتها لما ستكون عليه الأمور في دولة الجنوب والمنطقة".
وقالت إن أمريكا هي "من أوعزت بتأجيل القمة حتى لا تعطي أي طرف إقليمي ومنظمة ( الإيقاد) دورا في إنهاء هذا الصراع الدامي ، لتتيح الفرصة لما طرحه كيري بعقد لقاء بأديس أبابا بين سلفاكير ورياك مشار وتكوين حكومة انتقالية".
من جهتها، قالت صحيفة (الصيحة) إن "عربة الإطفاء الأمريكية بقيادة جون كيري تأخرت كثيرا وبدلا من أن تأتي أول يوم للحريق تأخرت أربعة أشهر، سيما وأن الحرب بدأت بين فرفاء سياسيين ومن محاولة انقلابية إلى حرب ضروس محشوة بالبعد القبلي".
وأشارت صحيفة ( الخرطوم) في معرض حديثها عن اتهام أوغندا مؤخرا للسودان من جديد بإيواء منظمة ( جيش الرب) المناوئة لحكومة كامبالا ونفي حكومة الخرطوم لذلك، إلى أن " ما يزعج الرئيس الأوغندي موسفيني ، الذي لعب دورا كبيرا في انفصال دولة جنوب السودان ، هو تمدد الهوية العربية والإسلامية في القارة الإفريقية ، لذلك ظل يدعو إلى الأفريقانية في إفريقيا وهو مشروع إيديولوجي علماني يهدف إلى محاربة الهوية العربية والإسلامية في القارة ، ويخشى من تمدد الإسلام عبر الجنوب من خلال علاقته مع السودان" .
أما صحيفة (التغيير) فأولت اهتمامها للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة. ورأت أن هذا اليوم يجب أن يشكل مناسبة للتأكيد على مطلب الحرية "والانعتاق من نظم الحكم السلطوية وتبني نظام ديمقراطي حر يكفل حرية التعبير وتعددية الأصوات والمنابر".
وفي مصر، ركزت الصحف اهتمامها على انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية المصرية التي يتنافس فيها كل من عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق، وحمدين صباحي زعيم التيار الشعبي.
وذكرت يومية (الأهرام) أن السيسي أعلن بأن "الأمن والاستقرار أولوياتي.. ولا تصالح مع جماعة إرهابية" في إشارة إلى جماعة "الإخوان المسلمين". وعن ذات الموضوع أوردت الصحيفة أن صباحي أطلق حملته من الصعيد المصري حيث صرح قائلا "لن نسمح بنظام يطعمنا ويسلب حريتنا".
أما صحيفة (الجمهورية) فتوقفت عند الانطلاقة "الساخنة" للحملة الدعائية لمرشحي الرئاسة، مشيرة إلى أن السيسي يؤكد أن "الشعب صاحب الفضل ولا إقصاء لأي مواطن"، بينما صرح منافسه صباحي قائلا "لا يمكن القضاء على الفقر إلا باستئصال الفساد".
وأبرزت يومية (الشروق) بدورها ما صرح به المرشحان بخصوص الأوضاع الاجتماعية المتأزمة حيث قالت اليومية إن السيسي "يخطط لمشروعات كبرى تقضي على البطالة والفقر"، بينما يتمثل مشروع صباحي في "تحقيق عدالة متوازنة لجميع المواطنين".
وفي الأردن، اهتمت الصحف بالأزمة الجديدة التي تعيشها شركة الفوسفاط الأردنية، التي تعد الأكبر من نوعها في قطاع استخراج المعادن، بعد دخول إضراب العاملين فيها أسبوعه الثاني.
وفي مقال بعنوان "الفوسفاط..أزمة مركبة"، كتبت صحيفة (الغد) أن أزمات شركة الفوسفاط الأردنية عادت مجددا إلى الواجهة، بعد إضراب عمال المناجم المستمر منذ نحو أسبوعين على خلفية عمليات إعادة الهيكلة التي تنوي إدارة الشركة تنفيذها، وما تبعها من تداعيات، ومنها التهديد بإغلاق الطريق الصحراوي الذي يربط جنوب المملكة بالعاصمة والشمال من قبل سائقي الشاحنات، الذين ينقلون الفوسفاط من المناجم إلى ميناء العقبة.
وقالت إن " أزمات شركة الفوسفاط لم تتوقف خلال السنوات الثلاث الأخيرة، على الرغم من تغيير إدارتها أكثر من مرة، ومحاولة إصلاح الشركة وأحوال العاملين فيها، حيث تواجه الشركة تحديا حقيقيا في استمرار صناعة الفوسفاط الأردني، فهي الشركة الأكثر امتدادا في نشاطها الاستخراجي والتصديري، وتشغل قطاعات واسعة من اليد العاملة الوطنية بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال القطاعات المساندة الأخرى، لذا فالاستمرار في هذا المسار المتعثر، يعني استنزافا للاقتصاد الوطني يحتاج إلى مراجعة جريئة وسريعة".
وأشارت إلى أن الفوسفاط الأردني يواجه تحديا حقيقيا عاصفا في الداخل، ممثلا في إرث من المشاكل والفوضى، وفي الخارج تحدي منافسة إقليمية طاحنة وتغيير في هيكل السوق العالمية.
من جهتها، كتبت صحيفة (السبيل) أن الشركة أنذرت الموظفين المشاركين في "الإضراب غير القانوني" بضرورة العودة الفورية إلى عملهم، تحت طائلة المسؤولية التي يحددها قانون العمل والأنظمة الصادرة بمقتضاه.
ونقلت عن الشركة قولها في بيان إن الإضراب وصل يومه الرابع عشر، وتسبب بأضرار بالغة تكبدتها الشركة بتعطيل أعمالها وأنشطتها وإنتاجها، وأن المضربين من العمال، يستخدمون ساعات الدوام لخدمة أغراضهم وإثبات دوامهم وتسجيل حضورهم "لكنهم مضربون عن أداء واجباتهم ويقفون في طريق من يرغب في أداء واجباته قصرا".