كالعادة استيقظ هشام باكراً هذا الصباح.. وما هي إلا لحظات حتى استقل سيارته ليبدأ رحلة العمل كونه يعمل سائقاً لنقل الركاب من القاعدة إلى تعز والعكس.. لم تكن السيارة الهيلوكس- غمارتين- ملكاً لهشام بل كان يعمل سائقاً عليها ليعول إخوانه وأخواته وأمه المسكينة. بدأ هشام بنقل الركاب المرة تلو الأخرى من وإلى القاعدة ومع كل (تريب) يقوم به كانت تمر الساعات والدقائق تقرب هشام إلى الفصل الأخير من حياته.
اقتربت الساعة من السادسة والنصف مساء وهشام ينتظر الركاب في مفرق الحوبان.. أظلم الليل عليه وكان يتمنى راكبين أو ثلاثة لينطلق بعدها نحو القاعدة، حتى يصل إلى منزله ويتناول العشاء مع أخوته وأمه، ولكن دون جدوى حتى مر عليه ثلاثة أشخاص .. طلبوا منه أن يوصلهم إلى مدينة القاعدة إنجيز- مقابل دفع 1500 ريال، فلم يتردد هشام من توصيلهم.
مرت الدقائق سريعة وقبل أن يصل هشام مدينة القاعدة- مرّ بالخط الدائري- فأوقفه الأفراد الذين أقلهم شاهرين اسلحتهم ضده.. كان هشام خائفاً على السيارة أكثر من حياته.. رفض تسليمها.. كان اعزل.. بدأ الخاطفون بإطلاق النار على يده اليمنى ثم اليسرى ليترك السيارة، لكنه بقى متشبثاً بها رغم نزيفه، فأطلق المجرمون الرصاص على قدمه اليسرى ثم اليمنى وعندما امتلأت السيارة بالدماء عجز الخاطفون من أخذها، الأمر الذي دفعهم للإجهاز على هشام حتى لا يبلغ عنهم.
يقال إن هذه العصابة تتمركز بين منطقتي الجندية والحرير وليست هذه الجريمة الأولى التي تقوم بارتكابها.. الحادث هز مدينة القاعدة خاصة أقارب وأهل المجني عليه لدرجة أنهم رفضوا العزاء وأجلوه إلى حين يتم القبض على الجناة وقد تم القبض على (تسعة) أفراد من هذه العصابة التي تقوم باختطاف السيارات في المنطقة آنفة الذكر.