يكثر الحديث عن المؤتمر الوطني للحوار..، ويكثر معه وضع العديد من التساؤلات التي لها بداية وليس لها نهاية ، وفي المقدمة منها متى يبدأ الحوار وما الأسباب التي تقف أمام تأجيله بعد أن كان الجميع يتوقع انطلاقه منتصف نوفمبر الجاري.؟! اللجنة الفنية للحوار قطعت شوطاً كبيراً في التهيئة والاعداد لانعقاد مؤتمر الحوار، ونفت تأجيل موعد الحوار أكثر من مرة.. إلا أنها كشفت في الوقت نفسه إلى أن اجراءاتها لم تنته بعد..، وأن هناك جهوداً محلية ودولية تبذل لاقناع فصائل الحراك بالمشاركة في الحوار إلا أنها لم تسم تلك الفصائل..، الأمر الذي يشير ويؤكد بأن إجراءات الحوار الوطني ما زالت تصطدم بالاشتراطات المسبقة التي يبدو أن فصائل الحراك مصرة عليها وبدونها لن تشارك في الحوار الوطني.. ما يمكن الحديث عنه اليوم أن مؤتمر الحوار الوطني قد يتأخر قليلاً نتيجة هذه التعقيدات التي تواجه اللجنة الفنية ودفعتها للتأخير في تقديم تقريرها إلى رئيس الجمهورية، الذي سيعلن شخصياً كما قالت اللجنة الفنية في مؤتمرها الصحفي السبت الماضي عن موعد انعقاد المؤتمر.. تلك التعقيدات لا تقتصر فقط على عدم استجابة فصائل الحراك للمشاركة في الحوار.. بل هناك تعقيدات أخرى لم تكشف عنها اللجنة الفنية للحوار الوطني، وإنما كشفت عنها قيادات أحزاب اللقاء المشترك التي لها اشتراطاتها أيضاً ومنها توقف رئيس الجمهورية السابق الزعيم علي عبدالله صالح عن العمل السياسي وتعيين بديل عنه لرئاسة المؤتمر الشعبي العام واستكمال هيكلة الجيش وغيرها من الاشتراطات التي تحاول من خلالها تفصيل المؤتمر الوطني للحوار على مقاسها وازاحة كل الخصوم السياسيين من المشاركة ليخلو لها جو الحوار باللعب على أوراقه والخروج بنتائج ترضيها وكفى.. اللجنة الفنية للحوار الوطني في مؤتمرها الصحفي المنعقد السبت الماضي لم تكن حاضرة بشفافية، بل شاب حديث قياداتها نوع من الغموض..، ولم تطلع الرأي العام عن الخبايا والخفايا التي دفعت البعض لوصف أعمالها بالقصور..، كما لم تكشف عن المعوقات الحقيقية التي تعيق إكمال اجراءاتها وتدفع صوب تأجيل المؤتمر الوطني للحوار.. هناك عوائق.. وهذه العوائق ينبغي اطلاعها للرأي العام المحلي والعالمي ليتعرفوا جيداً على من يقف أمام عدم التئام الحوار الوطني ومن يعيق استكمال إجراءات فنية الحوار.. ومن صاحب المصلحة الحقيقية في هذا التأخير، الذي وإن طال سينعكس سلباً على الفترة الانتقالية المحددة بعامين وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووفقاً للتسوية السياسية القائمة.. هناك تعقيدات نتمنى أن تنجح اللجنة الفنية للحوار الوطني في تجاوزها.. وهذه التعقيدات هي من دفعت السيد جمال بن عمر للتأكيد مجدداًُ على أن الحوار ومشاركة الجميع فيه يعد مرتكزاً أساسياً للحفاظ على أمن ووحدة اليمن.. ما قاله بن عمر يؤكد بأن هناك تهديدات حقيقية تقف أمام الحوار الوطني..، والأيام القادمة كفيلة بكشفها وإعلانها للرأي العام.. وما نأمله حقاً أن تزول كل تلك التعقيدات وينظر الجميع إلى مصلحة اليمن من منظار المسؤولية وليس من منظور المصلحة الشخصية والحزبية..، والتوجه صوب والمشاركة الفاعلة في إخراج اليمن من أزمته الوطنية والوصول باليمن واليمنيين إلى بر الأمان. افتتاحية صحيفة تعز