لا توجد أية مؤشرات أو دلائل تفيد بقرب انعقاد المؤتمر الوطني للحوار أو حتى تحديد موعد انعقاده، فالحاصل ينبئ أن هناك الكثير من التحديات التي مازالت تعيق إجراءات الإعداد والتحضير للحوار وفي مقدمتها الانفلات الأمني وأجواء الفوضى والشكوك والكراهية التي مازالت متأصلة في نفوس البعض ضد أطراف أخرى، بالإضافة إلى الاختلافات بين الأحزاب المندمجة في شراكة واحدة، والتي نراها تتفاقم بسبب تفاوت نسب التمثيل فيما بينها في المؤتمر الوطني للحوار.. تعقيدات لا تنتهي، دفعت بالكثير من المكونات الشعبية المختلفة إلى توجيه الاتهامات إلى فنية الحوار بتهميشها وإقصائها عمداً، إضافة إلى اتهامها بمخالفة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، كما قال نائف القانص الناطق الرسمي لأحزاب المشترك. كل تلك الإشكالات والتعقيدات تسببت بتأجيل المؤتمر الوطني للحوار أكثر من مرة، وسط الكشف عن تحالفات جديدة يتم التحضير لها، واتفاقات تدار تحت الطاولة تهندس وترسم ملامح القادم اليمني، ووضع الرؤى والتصورات العامة الكفيلة بإنقاذ اليمن واليمنيين من التشظي والانقسام وإيقاف التنامي المخيف للبعض من الهيمنة على الحوار وجولاته. كان متوقعاً أن يعقد المؤتمر الوطني للحوار مطلع فبراير القادم، إلا أن الدكتور صالح علي باصرة عضو اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار الوطني كشف الأحد الماضي أن الحوار سينطلق بداية مارس القادم. تعددت الروايات حول موعد انعقاد المؤتمر الوطني للحوار.. فيما الواقع يؤكد أن مؤتمر الحوار مازال بعيداً.. لا ندري كيف سيلتئم الحوار الوطني في ظل هذه الأجواء المشحونة بالكراهية، وفي ظل هذه الاشتراطات المتجددة، التي تهدف إلى ترضية أطراف على حساب أخرى، دون النظر إلى الواقع الوطني وإبداء الحرص على تجاوز الراهن بشيء من المسؤولية؟.. الحوار مازال بعيداً والقيادات الحزبية والعسكرية والمدنية مشغولة بتقسيم الكعكة والفوز بالمزيد من الأرباح الشخصية على حساب الوطن ومصالح أبناء الشعب.. الحوار مازال بعيداً.. هكذا تقول لغة الواقع.. ومع هذا القول ينتظر اليمنيون مفاجأة تسقط عليهم من السماء تنبئهم بموعد قريب للانفراج والإعلان عن ولادة الدولة المدنية بمفهومها العصري والمؤسسي بعد أن طال مخاضها.. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك