قوبلت حملة التحريض والتهديدات الحوثية ضد الناشطين الحقوقيين، رضية المتوكل، وعبدالرشيد الفقيه، رئيس ومدير، منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، بتضامن واسع، واستنكار في الوسط الصحفي والاعلامي والحقوقي. وكانت قيادات حوثية قادت حملة تحريض وتهديدات ضد الحقوقيين على خلفية نشر منظمة العفو الدولية بياناً صحفياً حول خسائر الأرواح نتيجة إطلاق مضادات الطيران من قبل قوات الحوثيين وصالح في العاصمة اليمنية صنعاء.
وتأتي هذه الحملة رغم أن الذي أعد التقرير، باحثة غير يمنية، هي لما فقيه، وتعمل في مكتب شؤون الأزمات بمنظمة العفو الدولية، في حين كان الفقيه والمتوكل، أعدا تقارير مختلفة للمنظمة الدولية.
وقالت رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الانسان "ان من بدأ الحملة يعرف جيداً أن تقرير المنظمة بخصوص أضرار راجع مضادات الطيران على المدنيين قامت به باحثة غير يمنية من المنظمة زرات صنعاء فترة الهدنة، واسمها مرفق بالتقرير الذي لم يقرأه 99 بالمائة من القطيع".
وأضافت: يبدو أن لصانع الحملة غرض أكبر من التقرير، لأن التحريض وصل إلى مستويات غير مسبوقة وتعمد التضليل بأني وعبد الرشيد ( زميلي وزوجي ) ندعم ضربات التحالف بقيادة السعودية ..هناك غرض يعبر عن وجوده بقوة وإن كان مستتراً".
وشارك في حملة التحريض قيادات حوثية كبيرة وأعضاء في اللجنة الثورية العليا التي يدير الحوثيون من خلالها أجهزة الدولة، وفضلاً عن الشتم والسب في المئات من المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تضمنت بعض المنشورات تهديدات وتحريض على القتل.
ودعت إحدى القيادات إلى وضع الفقيه والمتوكل تحت الإقامة الجبرية وإيقاف أي نشاط ينوون تنفيذه، ما يشر إلى أن الهدف على ما يبدو بحسب ناشطين إيقاف عمل المنظمة التي أصدرت العديد من البيانات بشأن الانتهاكات التي تحدث سواء من قبل قوات الحوثيين وصالح أو من القصف . واشارت تقارير اعلامية أن هناك تهديدات وصلت بوسائل متعددة لرئيس ومدير منظمة مواطنة على خلفية عملهما.
وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما "فيسبوك" وتويتر" بحملة تضامن واسعة مع الناشطين، مستنكرين التحريض والتهديد وإطلاق حملات شتائم وفبركات وتضليلات ضد الفقيه والمتوكل.
وقال الكاتب الصحفي ماجد المذحجي: كما هو واضح بالنسبه لي ان الامر المركزي ليس تقرير منظمة العفو الدولية عن الرصاص الراجع، بل ترويع رضية المتوكل واسكاتها، لا يهم ان كانت كاتبة التقرير او لا، او ان يكتشفوا عكس ما كان يظنوا بداية، المهم فقط لكثيرين هو ان الفرصة سنحت ل الاساءه والشتم والوصول الى التحريض على القتل كما قرأت شخصياً في عشرات التعليقات التي تكتبها اسماء صريحه ومستعارة".
وأضاف المذحجي: حملة إسفاف غير مسبوقه شارك فيها كل سياسيي جماعة الحوثيين وقادتهم وإعلاميهم وأنصارهم، وبشكل لا يفتقر فقط للمصداقية بل للأخلاق والضمير ضد ناشطة تقف منفردة أمام هذه الجهالة الجماعية. يذكر أن هذه حملة التحريض هذه ليست الأولى، إذ تعرض رئيس ومدير منظمة مواطنة لحملات تحريض وإساءات سابقة من قبل الحوثيين وأطرافاً أخرى، على خلفية عملهما الحقوقي، المنظمة وآرائهما تجاه العديد من القضايا الحقوقية، غير أن خطورة هذه الحملة هي مشاركة قيادات في هذه "الميليشيا" التي باتت صاحبة السلطة الفعلية في أجزاء واسعة من البلاد، فضلاً عن أعضاء في اللجنة الثورية العليا التي تدير أجهزة الدولة.
وإلى ذلك تأتي هذه الحملة بعد انتهاكات واسعة قامت بها ميليشيا الحوثي تجاه العشرات من الاعلاميين والصحفيين والحقوقيين.