فيما واصلت الوحدات العسكرية الموالية للحكومة اليمنية الشرعية والمدعومة من قوات التحالف، التقدُّم غرب مأرب وجنوبها وشمالها، بالتزامن مع استمرار غارات طيران التحالف على مواقع جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها، حشدت الجماعة في صنعاء أمس آلافاً من أنصارها احتفالاً بمرور سنة على اجتياحها العاصمة اليمنية، وسيطرة ميليشياتها على مؤسسات الدولة. وجاء الحشد الحوثي الذي تدفَّق إلى ساحة «باب اليمن» وسط العاصمة غداة خطاب تلفزيوني مسجّل لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، هدد فيه بمواصلة القتال ضد التحالف داعياً أنصاره إلى حشد مزيد من المقاتلين على جبهات القتال، وتأسيس «مجلس أعيان» من زعماء القبائل، يصبح جزءاً من مكونات الدولة.
وقال عبدالملك الحوثي المتّهم بتلقي الدعم من إيران، أنه يرحّب ب «أي مساعٍ للحلول السلمية بالمقدار الذي لا يمس السيادة الوطنية ولا يشرعن العدوان، ولا ينتقص من حقوق الشعب اليمني واستحقاقات ثورته الشعبية ومطالبه المشروعة».
وتزامنت احتفالات الجماعة مع إصدار «لجنتها الثورية العليا» مجموعة قرارات قضت بتعيين موالين لها في مناصب حكومية رفيعة المستوى. إذ عيّنت نائباً عاماً ورئيساً لهيئة التفتيش القضائي، ونائبين في هيئة مكافحة الفساد وآخرَيْن في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وأميناً عاماً لمجلس القضاء الأعلى ونائباً لوزير العدل وآخر لوزير الاتصالات.
ميدانياً، أفادت مصادر «المقاومة الشعبية» في مأرب بأن قوات الجيش الموالي للشرعية وقوات التحالف واصلت تقدُّمها على جبهات القتال، وسيطرت على مواقع للحوثيين غرب المدينة وشمالها وجنوبها، بما في ذلك المناطق المحيطة بسد مأرب. وأكدت المصادر سقوط عشرات القتلى والجرحى الحوثيين بقصف لطيران التحالف وقصف مدفعي على مواقعهم في مناطق الجفينة ومخدرة وصرواح والتبة الحمراء وتبة المصريين، وحول معسكر ماس في منطقة الجدعان. وذكرت مصادر ميدانية أن الدفاعات الجوية للجيش الشرعي وقوات التحالف اعترضت صاروخاً أطلقة الحوثيون، ودمّرته قبل الوصول إلى هدفه.
واستهدفت الغارات الجوية في صنعاء مدرسة الحرس الجمهوري ومعسكر الحفا ومخازن السلاح في جبل عطان، كما ضربت منازل قادة موالين للرئيس السابق علي صالح ومواقع للجماعة قرب المدينة الرياضية، ومنزلاً لآل الأحمر في منطقة الحصبة يسيطر عليه الحوثيون.
وطاولت الغارات مواقع للجماعة في محافظاتالبيضاءوحجة وصعدة، على امتداد الشريط الحدودي الشمالي الغربي، وأدت إحداها في محافظة حجة إلى تدمير مصنع للأسمنت، في حين أشارت مصادر طبية إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفي مدينة تعز، أكدت مصادر طبية مقتل 7 مدنيين وجرح 20 بقصف حوثي على أحياء سكنية، فيما استمرت المواجهات في مناطق من المدينة التي يحاول الحوثيون إخضاعها منذ نحو خمسة أشهر.
وكان نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح عاد قبل أيام إلى عدن المحررة في الجنوب، لمزاولة نشاط الحكومة منها، على رغم التعقيدات الأمنية التي تشهدها المدينة. وأفاد شهود بأن مئات من أنصار «المقاومة الجنوبية» واصلوا أمس احتجاجاتهم حول مقر إقامة بحاح، للمطالبة باعتمادهم في وظائف عسكرية وأمنية وصرف رواتب لهم.
وتطمح الحكومة الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية إلى طرد الحوثيين وقواتهم من مأرب والجوف وصولاً إلى صنعاء وصعدة عبر العمل العسكري، كما ترفض أي مفاوضات مع جماعتهم «الانقلابية» لا تضمن التزامها تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216 والذي ينص على تسليم الحوثيين مؤسسات الدولة والأسلحة الثقيلة، وانسحابهم من كل المدن.
في مسقط (أ ف ب) أُذيع رسمياً أن سلطنة عُمان تولت وساطة أسفرت عن إطلاق ستة كانوا محتجزين في اليمن لدى أجهزة أمنية موالية للحوثيين، وبينهم أميركيان وثلاثة سعوديين وبريطاني. وجاء في بيان لوزارة الخارجية العُمانية نشرتْه وكالة الأنباء الرسمية ليل الأحد - الإثنين إن السلطنة، وبأمر من السلطان قابوس بن سعيد «لبّت طلب الحكومة الأميركية المساعدة في تسوية قضية مواطنَيْن أميركيَّيْن محتجزين لدى الأجهزة الأمنية اليمنية».
وأشار البيان إلى أن الجهود العُمانية «الإنسانية» أسفرت عن إطلاق ثلاثة مواطنين سعوديين ومواطن بريطاني كانوا أيضاً «لدى الأجهزة الأمنية اليمنية». ونُقِل الستة الى مسقط الأحد على متن طائرة لسلاح الجو السلطاني العُماني.
إلى ذلك، تواصلت أمس غارات طائرات التحالف على أهداف متفرقة في صعدة، باتجاه مناطق حيدان ومران وضحيان وساقين ورازح، ومواقع متفرقة في مديرية حجةوحرض وميدي الساحلية المحاذية لمدينة الموسم السعودية. وتمكنت القوات السعودية من كشف أهداف متحركة على الأرض وخنادق في مواقع قرب مدينة حرض القريبة من محافظة الطوال السعودية.
وتم تدمير مدرعة كانت تستعد لإطلاق قذائف على مدينة الطوال، وقتل طاقمها. وقصفت الطائرات خندقاً كان المسلحون الانقلابيون يختبئون فيه، لإطلاق القذائف على محافظات حدودية سعودية. وتم تدمير أربع منصات لإطلاق القذائف، وقتل حوالى 47 مسلحاً حوثياً. واندلعت أمس اشتباكات مع مسلحين تابعين لميليشيا الحوثي وصالح بالقرب من الحدود السعودية أثناء محاولة الحوثيين الاقتراب من الحدود السعوديةوتم قتل العشرات منهم، وفر آخرون إلى مرتفعات صعدة.