بدأ الانقلابيون في اليمن الانسحاب من المواقع الحدودية مع المملكة العربية السعودية استنادا إلى المحادثات الجارية بين الطرفين في جنوبي المملكة، فيما انتشرت وحدات من الجيش الوطني في تلك المواقع من أجل تثبيت التهدئة تمهيداً لانطلاق الجولة الثالثة. وشهد محيط معسكر الدفاع الجوي اشتباكات عنيفة، حسب قائد الجبهة الغربية عبده حمود الصغير الذي أكد ل«البيان» استمرار المعارك في محيط معسكر الدفاع الجوي التي أسفرت عن السيطرة على أجزاء منه، مع سقوط خمسة شهداء و11 جريحاً من القوات الموالية للشرعية، بينما تكبد الانقلابيون عشرات القتلى والجرحى في المعارك.
من جهته، قال مصدر في الجيش الوطني، حسب مصادر ، إن قوات الجيش والمقاومة سيطرت على معسكر الدفاع الجوي، بعد معارك ضارية مع الحوثيين.
أهمية استراتيجية
وتعود أهمية موقع معسكر الدفاع الجوي إلى أن السيطرة عليه تعني تأميناً لمنطقة الزنوج وجبل الوعش دون قتال، وذلك بحكم إشرافه على المنطقتين، كما أنه يعد منطلقاً لتحرير شارع الخمسين، والوصول إلى شارع الستين من ثلاثة اتجاهات، وهي المنافذ الموجودة في شارع الخمسين التي ترتبط بالستين، ومنه سيتم تأمين اللواء 35 من جهة الجنوب الشرقي، وكذلك تأمين مناطق البعرارة ومدينة النور وجبل جرة.
وفي السياق، تمكنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني من التقدم في الجبهة الشمالية والسيطرة على عدد من المباني وصولاً إلى محطة الشرعبي أسفل عصيفرة، إضافة إلى السيطرة على شارع الثلاثين من الاتجاه الغربي لتبة الدفاع الجوي بتعز، والالتفاف على الميليشيا من الجهة الخلفية.
غارات التحالف
في الأثناء، استهدفت مقاتلات التحالف مواقع للحوثيين وميليشيات صالح في شارع الستين شمالي مدينة تعز، وتحدث شهود عن تصاعد ألسنة اللهب من المكان المستهدف. كما أغارات طائرات التحالف مرات عدة على مواقع المتمردين في الحوبان شرق مدينة تعز، وشمال غربي اللواء 35 مدرع، غربي المدينة.
وفي الجوف، شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات للحوثي وصالح في خب والشعف، كما هاجمت مواقع في ضوران أنس بمحافظة ذمار.انسحاب حوثي
من جهة أخرى، قالت مصادر سياسية ل«البيان» إن الانقلابيين انسحبوا من منفذ الطوال الحدودي والمواقع المواجهة لمنطقة الخوبة السعودية، في حين انتشرت وحدات من الجيش الوطني في تلك المواقع من أجل تثبيت التهدئة على جانبي الحدود، تمهيداً لانطلاق الجولة الثالثة من محادثات السلام المقررة في ال26 من الشهر الجاري.
وذكرت المصادر أن ممثلين عن القوات المسلحة السعودية وآخرين عن الانقلابيين يشرفون على هذه العملية التي أتت حصيلةً مباشرةً للمحادثات التي يجريها وفد الانقلابيين الحوثيين مع الجانب السعودي منذ أيام عدة.
نزع ألغام
وأوضحت المصادر أن لجنة عسكرية تضم ممثلين عن الجانب السعودي والانقلابيين الحوثيين بدأت نزع الألغام التي زرعتها الميليشيات على الحدود مع اليمن، وأن اللجنة باشرت عملها في منطقة الحصامة بمديرية شدا الواقعة على الحدود مع السعودية.
إلى ذلك، أقر قيادي كبير في جماعة الحوثي الانقلابية بوجود ما وصفها ب«التفاهمات المبدئية» مع الجانب السعودي، «قد تفضي إلى إيقاف الحرب بين الطرفين»، في أول تعليق رسمي للجماعة على المفاوضات التي أثمرت تهدئة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، منذ أسبوع.