اقتحمت مليشيات قيادية مسلحة موالية للحوثي وصالح هذا الأسبوع مقر مكتب منظمة أوكسفام البريطانية في مدينة خمر بمحافظة عمران شمال اليمن. وقد أقدمت عناصر مرافقة لتلك الشخصيات على إزاحة عناصر الحراسة المدنية للمكتب بالقوة وإقتحام المكتب، مشهرين اسلحتهم في وجوه الحراسة وموظفي المنظمة مطالبين بإجتماع علني عاجل مع ممثل المنظمة، ثم منحوا كافة موظفي المكتب ستة ايام كمهلة يتم بعدها اخلاء المكتب من كافة الموظفين.
وأبلغ المقتحمون الموظفين بأن هذه التصرفات هي تسوية حسابات معلقة بينهم وادارة المنظمة التي اتهموها بممارسة الفساد المالي والسياسي داخل المجتمع المحلي بعيداً عن أعمالها الانسانية المفترضة. وهدد المسلحون الموظفين بلوم أنفسهم إن ظلوا في المكتب بعد انقضاء فترة المهلة المعلنة وقبل أن تحل المنظمة المشكلة بحسب تعبير تلك القيادات. هذا ولم تبدي ادارة المنظمة أي رد فعل تجاه الحادثة في الوقت الذي عبر فيه موظفون عن امتعاضهم الشديد إزاء لا مبالاة ادارتهم بسلامتهم وزج حياتهم على محك قضايا فساد مالي يعلمها جميع الموظفين. وأنتقدوا عدم حل المنظمة للقضايا المتعلقة بهذه الشخصيات بشكل شفاف وواضح أمام جميع الموظفين ومراوحة مثل تلك التهديدات منذ خمسة أشهر.
من ناحيته، صرح مصدر خاص بأن الحادث ياتي على خلفية قضايا فساد وسوء إدارة متعددة ومتراكمة ولم تعد المنظمة تستطيع السيطرة عليها ولا إخفاءها، ورأت الميليشيا الحوثية في ذلك فرصة لإبتزازها بعد أن شاع في المدينة تورط المنظمة في قضايا فساد مالي مع شخصيات نافذة في المنطقة مقابل صمتها على استمرار المنظمة في العمل في المدينة، في الوقت الذي يعلم جميع سكان مدينة خمر ان المدينة لم تعد تستضيف نازحين من محافظة صعدة المجاورة، بعد أن انتقلوا منها إثر عودة هدوء ملموس الى مناطقهم الأصلية حيث ينتمي أغلبهم الى مناطق في مديرية حرف سفيان وجنوب محافظة صعدة. ويضيف المصدر بالقول أن خمر شبه خالية من النازحين منذ أشهر، وأن مخيم دحاض اصبح شبه خالي وخاصة بعد النزاعات المستمرة مع افراد المجتمع المضيف بعد ان رفضت المنظمة الوفاء بالتزاماتها التعاقدية تجاه القرويين الذين استأجرت المنظمة أراضيهم كحمامات ومرافق مختلفة للمخيم. وأكد المصدر تورط إدارة المنظمة بالتواطؤ في قضايا فساد مع قيادات هذه المليشيا وإصرار المنظمة على التفاوض السري معهم خشية بروز قضايا الفساد امام الموظفين الذين صاروا يعلمونها، وأصبح المجتمع المحلي وبعض أعلام صحافية محلية على علم بها. وأكد المصدر أن الموظفين باتوا يتعرضون للعديد من الحوادث الأمنية الخطيرة على حياتهم ومنها زرع قنابل وتفجيرها بالقرب من مكتبهم، واختطافات تعرض لها بعضهم وهم على متن سيارات المنظمة وتهديد موظفين بالقتل وفتح النار من بعد على مبني المنظمة، والتقطع لهم وهم في طريقهم نحو مشاريع المنظمة. وأشار المصدر الى تغاضي إدارة المنظمة في صنعاء مراراً عما يواجهه الموظفون من تهديدات أمنية وعدم اشعار السلطات الأمنية المختصة بتلك الانتهاكات الانسانية المحرمة دولياً ضد العاملين في المجال الاغاثي، بسبب سياسة المنظمة المعروفة للجميع بالدفاع عن الميليشيا الحوثية في المنابر الدولية والمحلية.