تعزيزات مرتبات شهر يونيو 2025    لقب تاريخي.. ماذا ينتظر باريس وإنريكي في أغسطس؟    رئيس جامعة إب يتفقد سير الأداء بكلية العلوم التطبيقية والتربوية والكلية النوعية بالنادرة والسدة    تعز تتهيأ مبكرا للتحضير للمولد النبوي الشريف    مناقشة الإعداد والتجهيز لإحياء فعاليات ذكرى المولد في إب    عدن .. البنك المركزي يحدد سقف الحوالات الشخصية    السقلدي: تحسن قيمة الريال اليمني فضيخة مدوية للمجلس الرئاسي والحكومات المتعاقبة    جياع حضرموت يحرقون مستودعات هائل سعيد الاحتكارية    من المستفيد من تحسن سعر العملة الوطنية وكيف يجب التعامل مع ذلك    وادي حضرموت يغرق في الظلام وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية    في السريالية الإخوانية الإسرائيلية    فضيحة الهبوط    مفاجأة مونتريال.. فيكتوريا تقصي كوكو    سمر تختتم مونديال السباحة بذهبية رابعة    أيندهوفن يتوج بلقب السوبر الهولندي    "الوطن غاية لا وسيلة".!    صومالي وقواذف وقوارير المشروبات لإغتصاب السجناء وتعذيبهم في سجون إخوان مأرب    السامعي: تعز ليست بحاجة لشعارات مذهبية    سعد بن حبريش.. النار تخلف رمادا    العالم مع قيام دولة فلسطينية    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    جحيم المرحلة الرابعة    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    لمناقشة مستوى تنفيذ توصيات المحلس فيما يخص وزارة الدفاع ووزارة الكهرباء..لجنتا الدفاع والأمن والخدمات بمجلس النواب تعقدان اجتماعين مع ممثلي الجانب الحكومي    في خطابه التعبوي المهم قائد الثورة : استبسال المجاهدين في غزة درس لكل الأمة    مساعد مدير عام شرطة محافظة إب ل"26سبتمبر": نجاحات أمنية كبيرة في منع الجريمة ومكافحتها    العلامة مفتاح يحث على تكامل الجهود لاستقرار خدمة الكهرباء    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    إعلان قضائي    لجنة أراضي وعقارات القوات المسلحة تسلم الهيئة العامة للأراضي سبع مناطق بأمانة العاصمة    مرض الفشل الكلوي (15)    اتحاد إب يظفر بنقطة ثمينة من أمام أهلي تعز في بطولة بيسان    الرئيس المشاط يعزّي مدير أمن الأمانة اللواء معمر هراش في وفاة والده    من بائعة لحوح في صنعاء إلى أم لطبيب قلب في لندن    عدن وتريم.. مدينتان بروح واحدة ومعاناة واحدة    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    2228 مستوطناً متطرفاً يقتحمون المسجد الأقصى    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    أبين.. انتشال عشرات الجثث لمهاجرين أفارقة قضوا غرقًا في البحر    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة الحديدة    مجلس القضاء الأعلى يشيد بدعم الرئيس الزُبيدي والنائب المحرمي للسلطة القضائية    قيادة اللجان المجتمعية بالمحافظة ومدير عام دارسعد يعقدون لقاء موسع موسع لرؤساء المراكز والأحياء بالمديرية    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصة كلها : معركة عدن التي خاضها الإصلاح للسيطرة على "هادي" !
نشر في اليمن السعيد يوم 23 - 02 - 2013

بدت مدينة عدن، مساء أمس، كأنها على فوهة بركان، مع تواصل الزحف إلى المدينة من قبل مجاميع من الحراك الجنوبي، وآخرين مناصرين لحزب الإصلاح، في حالة من استعراض القوى درج عليها الجانبان، في الآونة الأخيرة، لإرسال رسائل حول الوحدة ومناهضيها.

وتسود المدينة، حالة من الخوف والذعر الشديدين من وقوع اشتباكات بين طرفي النزاع، وخروج الأمور عن السيطرة، خاصة وأن حالة من الشحن والاستقطاب بلغت ذروتها أمس، مع بسط الأمن قبضته على مداخل المدينة وساحتها، واعتقال مجموعة من الناشطين.

وقُتل شخصان على الأقل، وجرح 10 آخرون، في الصدامات على مداخل المدينة، فيما اعتقلت السلطات شخصيات قيادية رفيعة في الحراك، من بينها السفير قاسم عسكر جبران، رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي (فصيل البيض)، والقاضي حسن بن شعيب، خطيب جمعة الحراك، فيما تتم مطاردة آخرين من قبل جهاز الأمن القومي، ونقل ل"الأولى" شهود عيان ازدحام الطرق المؤدية للمدنية بفعل نقاط التفتيش، والدخول الكبير لمجاميع المتظاهرين إلى المدينة.

وتتوافد حشود الإصلاح إلى عدن للمشاركة في احتفالات ينوي التجمع إقامتها لمناسبة مرور عام على انتخاب الرئيس هادي يوم 21 فبراير الذي يصادف اليوم، بينما تتوافد حشود الحراك لإحياء ذكرى مقاطعته للانتخابات نفسها.

وكان الحراك السباق إلى الدعوة لتنظيم الفعالية، قبل أن يقرر الإصلاح بالشراكة مع محافظة عدن بإقامة فعالية مناقضة.

وقال مراسل "الأولى" في عدن شكيب راجح، إن أحد القتلى سقط جراء تعرضه للضرب المبرح عند نقطة "الرباط" في المدخل الشمالي، وأصيب آخرون؛ منهم محمد أحمد الردفاني، الذي هو الآخر تعرض للضرب المبرح، ونقلوا إلى مستشفى "أطباء بلا حدود". وكان القتيل ضمن مجاميع تتبع مظاهرة للحراك سميت ب"مليونية الكرامة".

وبحسب المراسل، فإن السلطات الأمنية اعتقلت السفير قاسم عسكر جبران، القيادي البارز في الحراك الجنوبي، أثناء مداهمة منزله في مدينة الشعب بمديرية "البريقة".

كما اعتقلت خطيب جمعة الحراك الشيخ حسن بن شعيب، خلال مداهمتها لمنزله، ونقل المراسل عن مصدر محلي مطلع قوله إن "بن شعيب اعتقل عند الساعة ال10 والنصف مساء أمس، من منزله بمنطقة العريش بمديرية خور مكسر، بعد مداهمة قوات أمنية لمنزله، واقتياده إلى مكان مجهول".

وحصلت "الأولى" على أسماء 5 من قيادات الحراك الجنوبي التي اتهمتها أجهزة الأمن بأنها العقل المدبر لتنظيم مهرجان "الحراك"، وأنه يتم البحث عن هذه القيادات حتى وقت متأخر من مساء أمس، من قبل جهاز الأمن القومي، وهي: حميد حسين اليزيدي، محمد محناش، أنور إسماعيل، فتحي رمضان، ووجيه مسعود.

ويعتزم حزب الإصلاح إقامة فعالياته صباح اليوم، في ساحة العروض بمدينة خور مكسر، فيما يواصل الحراك الجنوبي لليوم الثاني، فعالياته بالاحتفالية المليونية التي أطلق عليها "مليونية الكرامة".

وانقطع التيار الكهربائي عند الساعة ال7 و40 دقيقة، عن معظم أحياء مدينة عدن، في تطور لافت، وعاشت مناطق كريتر وخور مكسر والشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد والمعلا، ظلاماً دامساً.

وعلمت "الأولى" أنه أثناء انقطاع التيار الكهربائي تم تسكين الجماهير المشاركة في مهرجان السلطة الذي يدعمه الإصلاح، في فنادق مجاورة لساحة العروض ومدينة كريتر، بينما لجأ مناصرو الحراك إلى ساحة الشهداء بالمنصورة، لعدم تمكنهم من دخول ساحة العروض ومدينة كريتر.

وأشار المراسل إلى أن قوات أمنية قامت بمسح أعلام الجنوب من مدخل مدينة كريتر، وقام ناشطون وناشطات بإعادة رسمه، رغم محاولة قوات الأمن تخويفهم، إلا أنهم استطاعوا إعادة رسم العلم بلوحة كبيرة تتوسط شارع الملكة أروى.

ونقل المراسل عن أحد الناشطين قوله إن مسح هذه الإعلام يأتي "في إطار خطط يبدو أنها بدأت تنفيذها السلطة المحلية ممثلة في محافظ عدن الإصلاحي وحيد رشيد، بدأت في مخيم الاستقلال بمدينة المعلا، مروراً بالشارع الرئيس، وصولاً إلى مدينة كريتر".

ومن الجهة الأخرى، باتجاه منطقة العريش، قال مراسل "الأولى" في حضرموت خالد الكثيري، إن الزعيم البارز في الحراك الجنوبي حسن أحمد باعوم، تعرض لمحاولة اغتيال في نقطة الرحاب على مدخل منطقة العريش بمحافظة عدن.

وأوضح المراسل أنه عند الساعة ال7 والنصف مساء، أطلق جنود النار على السيارة التي كانت تتقدم الموكب للمسيرة الراجلة القادمة من حضرموت ومحافظات أخرى، مشيراً إلى سقوط شهيد يدعى جمال السقاف، من محافظة لحج، و3 جرحى.

مصادر أخرى، أبلغت "الأولى" أن جمال السقاف أصيب بطلق ناري في الظهر من مقذوف ناري من سلاح مسيل للدموع، وأنه في العناية المركزة، وأصيب أيضاً مراد حسين الحالمي، بطلق ناري في الرجل اليمني، وماهر الحالمي.

وبيّن المصدر أن امرأة تدعى أم صخر، وهي عضوة في هيئة رئاسة المجلس الأعلى، أصيبت باختناق جراء الغاز، وأن الموكب لا يزال عالقا في مكانه، ومنع من التقدم حتى كتابة الخبر.

إلى ذلك، قال للصحيفة مصدر بملعب 22 مايو الرياضي بمدينة الشيخ عثمان، إن توجيهات صدرت إلى قيادة الملعب من محافظ عدن، وذلك لتجهيز الملعب لإيواء 2000 مشارك في مليونية الإصلاح، قادمين من المحافظات الشمالية. وبحسب المصدر فإن التجهيزات لاستقبالهم بالفعل بدأت.

وتشهد مداخل المدينة، حالة أمنية غير مسبوقة، وانتشرت قوات مدرعة في أماكن عديدة، كما قام محتجون مناصرون للحراك بقطع الطريق في مناطق بالمعلا وخور مكسر. وأفاد "الأولى" مصدر أمني بوقوع احتكاكات في منطقة "صيرة"، قبل مغرب أمس، بين عناصر من الأمن ومواطنين غاضبين، وأصيب متظاهرون.

ونزلت تعزيزات أمنية إلى مديرية المنصورة، مكونة من مدرعة وطقمين عسكريين، وقالت مصادر إن شباباً من الحراك هتفوا ضد هذه القوات، وطلبوا منها مغادرة المكان.

وبحسب المصدر الأمني فإن متظاهري الحراك في محافظتي لحج والضالع، وصلوا إلى ساحة المنصورة وكريتر، وأن أحداثاً أخرت وصول متظاهري الحراك من حضرموت وأبين وشبوة في منطقة العريش.

وتحدث المصدر الأمني عن أن مجاميع أخرى، حدثت احتكاكات بينها وبين عناصر من حزب الإصلاح، حاولوا دخول ساحة الشهداء في خور مكسر، وتصدت لهم مجاميع الحراك، وأجبرتهم على العودة إلى كريتر.

وفي ذات السياق، كان ناشطون جنوبيون اتهموا القوات الأمنية بمنع القادمين من محافظتي لحج والضالع من الوصول إلى عدن، ومن ضمنهم القيادي ناصر الخبجي، إلا أن تلك الحشود استطاعت اجتياز النقطة بعد السماح لهم بالدخول.

وقال أحد الناشطين ل"الأولى" إن الحشود القادمة من محافظتي وشبوة وأبين اجتازوا نقطة "العلم"، وبالفعل تمكنت طلائع الواصلين من إلى الوصول إلى محافظة عدن، إلا أنهم وجدوا صعوبة كبيرة باجتياز السياج الأمني، حيث شكلت القوات الأمنية سلسلة بشرية في منطقة العريش، وسط إطلاق نار كثيف سُمع في منطقة العريش وكورنيش قحطان الشعبي.

شاهد عيان، في وقت متأخر من المساء، قال إن الحشود لا زالت تتوافد إلى عدن، وشوهدت الكثير منها عند نقطة العلم داخلة من محافظتي شبوة وأبين، وإن متظاهري الحراك اتخذوا الطريق الساحلي المؤدي إلى عدن، فيما اتخذ متظاهرو الإصلاح طريقاً آخر من مدينة زنجبار باتجاه عدن، وأن بعضهم قدم من محافظة البيضاء.

من جانبه، قال ل"الأولى" الدكتور عيدروس اليهري، عضو رئاسة المجلس الأعلى للحراك السلمي، إن "المشكلة كبيرة في عدن بشكل عام"، وأضاف أن المدينة "مطوقة من كل مكان، والكهرباء منطفئة"، وأن "هناك قتلى وجرحى، ومنعوا دخول المحتجين في نقطة العريش، وكان معهم الزعيم وباعوم".

وقال إنه من "المفترض أن يكون هناك مهرجان وفعالية في 21 فبراير، وإنه تمت محاصرة ساحة الحرية، وكذلك محاصرين في كريتر، وضربوا الشباب بالمسيل للدموع، والوضع متوتر جدا".

وتساءل اليهري: "لا ندري لصالح من هذا، والمفروض الدولة تحمي هذه الفعاليات السلمية وتشجعها، لقد منعوا الاقتراب من ساحة الحرية، وهناك أطقم ومدرعات".

ونفى أن يكون الحراك اعتدى على أي من المتظاهرين المناوئين له: "الحراك لم يعتدِ على أحد، وتم ضربه في كريتر، ومنع من المرور في خور مكسر، وضرب القادمون من لحج، وهناك شهداء وجرحى".

وفي المقابل، ذكر إعلام "حزب الإصلاح" أمس، أن مناصرين له يستعدون للاحتفال بساحة العروض بمدينة عدن، بذكرى انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن.

وقال أمين عام ما يسمى بقوى الثورة الجنوبية عبدالله العليمي، المقرب من الإصلاح: "في مثل هذا اليوم طوينا عهد صالح إلى الأبد، ووضعنا أقدامنا على عتبات اليمن الجديد، وسنهزم تجار العنف بسلميتنا".

وأضاف العليمي: "إن ثوار الجنوب سيحيون الذكرى الأولى ليوم 21 فبراير الذي طوى فيه اليمنيون عهد صالح إلى الأبد بانتخاب رئيسهم التوافقي الجديد المشير عبد ربه منصور هادي، بمليونية ستشهدها ساحة العروض بخور مكسر محافظة عدن".

"الأولى"، بدورها، اتصلت بمحافظ عدن المهندس وحيد علي رشيد، الذي تتهمه مصادر الحراك بدعم المظاهرات التي يقف وراءها الإصلاح، وقال للصحيفة إن القتيل الذي سقط كان خارج نطاق المحافظة، على اعتبار أن مقتله كان بنقطة أمنية تقع خارج حدود المحافظة.

وفيما قلل رشيد من أعداد الوافدين إلى مدينة عدن من مختلف محافظات الجنوب، من مناصري الحراك الجنوبي، والذين وصفهم شهود عيان بعشرات الآلاف؛ قال: "إن نفراً قليلاً من المشاغبين اقتحموا نقطة تفتيش بمنطقة الرباط، وأرادوا الدخول بالقوة إلى مدينة عدن".

وأشار إلى أن من يسمون أنفسهم أنصار الحراك -حد وصفه- يريدون إحداث الفوضى في المدينة، ومنع السلطة المحلية من إقامة مهرجانها في ساحة العروض، في حين يصرون على إقامة مهرجانهم في ذات الساحة، حد قوله.

وفي حين وصف محافظ عدن جماهير الحراك الجنوبي الوافدة إلى مدينة عدن، بمجموعة مشاغبة، نفى أن يكون هؤلاء هم الحراك الجنوبي السلمي، وإنما أتباع حراك علي سالم البيض المسلح والمتطرفون، حد وصفه.

وحول دعوات الحراك لإقامة مهرجان لهم بيوم الأسير الجنوبي، وما يصفونه بيوم "الكرامة"، قال: "لا يوجد لديهم مهرجان أو شيء من ذاك القبيل، وإنما رغبة بالقوة لمنع احتفال السلطة المحلية، في حين أننا سمحنا لهم في وقت سابق بإقامة احتفالات ومهرجانات عديدة في ساحة العروض، وفي أماكن متفرقة في عدن، أبرزها مهرجان 30 نوفمبر الماضي".

وعن انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة عدن بشكل كامل، قال رشيد: "إن انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة عدن سببه خلل فني في محطات التوليد بالمدينة، التي تعاني مشاكل كثيرة، وأصبحت متهالكة، وهذه ليست المرة الأولى التي ينقطع فيها التيار الكهربائي".



خلاف في اللجنة الفنية وأعضاء من الجنوب يعلقون عضويتهم

في السياق نفسه، شهد اجتماع عقد أمس للجنة الفنية للتحضير والإعداد لمؤتمر الحوار الوطني، خلافا حادا على خلفية إصرار أمين عام التجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي، عضو اللجنة، على المضي في إقامة فعالية حزبه داخل مدينة عدن، وذلك بعد أن طرح ممثلو الجنوب، بدءا بالدكتور صالح صرة، على اللجنة، موضوع هذه الفعالية، وخطورة ما قد ينشأ عنها من صدامات مع الحراك.

وبحسب مصادر "الأولى" في اللجنة، فقد تحدث أيضا لطفي شطارة وعلي حسن زكي وليزا الحسني، في نفس سياق محاولات إقناع الإصلاح بالعدول عن قراره هذا، باعتبار أن مثل هذه الفعالية ستوتر الأوضاع، وتضع المزيد من العراقيل أمام الوصول إلى مؤتمر "الحوار الوطني".

ورفض الآنسي ذلك، واندلعت مشادات صرخ خلالها الآنسي في وجه ممثلي الجنوب، بالقول: "عدن مش حقكم"، ثم استدرك: "وصنعاء مش حقنا، وسنقيم فعاليات حيث نريد".

وطرح أعضاء آخرون في اللجنة، بينهم أحمد مبارك، مقرر اللجنة، وممثلا الحوثيين، أفكارا بشأن تلافي المشكلة، بينها أن يحتفل الإصلاح في أية مدينة أخرى، غير أن الآنسي رفض ذلك أيضا.

وسأل محمد البخيتي، ممثل الحوثيين، عبدالوهاب الآنسي، عن السر في وراء اختيار الإصلاح لمدينة عدن تحديدا كي يقيم فيها فعالية الاحتفاء بذكرى انتخاب هادي رئيسا. وأجاب الآنسي بالقول: هذا من حقنا، وللكل الحق في إقامة فعاليات في أي مكان يريد، حسب تعبيره.

ومع توتر النقاش واستمرار إصرار أمين الإصلاح، بدأ ممثلو الجنوب بالانسحاب، حيث انسحب أولا لطفي شطارة، ثم لحقه علي حسن زكي وليزا الحسني، قبل أن يخرج صالح باصرة من الاجتماع بدوره، وقد اضطر رئيس اللجنة عبدالكريم الإرياني، إلى رفع الاجتماع.

وعلمت "الأولى" أيضا من ممثلي الجنوب المنسحبين أنهم اجتمعوا لاحقا، وفي عصر نفس اليوم، في منزل باصرة، واتخذوا قرارا بتصعيد احتجاجهم، فيما اختار بعضهم إعلان تجميد عضويته؛ ليس ردا على الموقف الإصلاحي فحسب، ولكن تجاه ما يحدث في الجنوب برمته.

وأعلن كل من لطفي شطارة، ممثل التكتل المدني المستقل للمعارضة الجنوبية في الخارج، وعلي حسن زكي، ممثل عن الحراك الجنوبي، تعليق عضويتهما في اللجنة الفنية.

اللجنة الفنية أصدرت بلاغا أبدت فيه استياءها مما آلت إليه الأمور، وعدم الإفراج عن معتقلين لفترات طويلة في الجنوب، "بل الاستمرار في حالة الاعتقالات، وخاصة في جنوب الوطن، وتحديداً الاعتقالات التي تمت يوم أمس (الأول)، وما يجري من عنف مع غياب دور الدولة في المساءلة القانونية من قبل المؤسسات الرسمية المعنية".

وعلقت لجنة الحوار أعمالها حتى اللقاء برئيس الجمهورية، وقال بعض أعضاء اللجنة الفنية "إن تلك الممارسات القمعية من قبل الأجهزة الأمنية وما يصاحبها من عمل استفزازي بالإعداد لمسيرات مليونية غداً (اليوم) في الجنوب لن تساعد في بناء الثقة ومعالجة حالة الاحتقان المتراكم وتهدئة الأوضاع الملتهبة في الجنوب".

واعتبرت اللجنة أن ذلك "سيعمل على تأجيج حالة الغضب الشعبي لدى الكثيرين بصب الزيت في النار، مما يعقد جميع جهود التهيئة المبذولة، بما فيها جهود اللجنة الفنية منذ 7 شهور لإنجاح عملية التحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل".

وفي إطار ردود الأفعال الجنوبية، قال حزب "رابطة أبناء اليمن"، في بيان له، إن قوات الأمن في مدينة عدن قد اختارتها معسكرها إلى جانب من وصفهم ب"المتنفذين من صنعاء".

وأضاف بيان الرابطة: "إن ما يجري في عدن النور من انتشار لقوات القمع واعتقالات للقيادات الدينية والسياسية والشبابية، هو أمر مرفوض ومدان، إنه انحياز واضح ودعم علني للفتنة، وصب للزيت على النار المشتعلة في قلوب أبناء الجنوب الذين حسموا أمرهم واختاروا طريقهم في مسيراتهم ومهرجاناتهم غير المسبوقة في 30 نوفمبر و13 يناير و27 و28 يناير الماضية".

واعتبر الحزب أن إصرار من وصفهم ب"البعض" هو تحدٍّ لمشاعر الجنوبيين، وقال: "إنه تحدٍّ لمشاعر أبناء الجنوب بإصرار البعض على إقامة فعالية في عدن الباسلة غدا (اليوم)، ليس مكانها عدن، بدعم من السلطات في عدن، ورضا واضح من حكومة الاتفاق والتقاسم، وتتحمل مسؤولية نتائج هذا الفعل المثير للفتنة".

- صحيفة الاولى اليومية اليمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.