لتصلك أخبار"اليمن السعيد"أولاً بأول اشترك بقناة الموقع على التليجرام انقرهنا
ولد خلال ايام الحرب الجارية في اليمن ، والم به الجوع و احاط به منذ مولده حتى مماته جوعا. تظهر الصور التي نقلتها وكالة الاسوشيتد برس ، والديلي ميل البريطانية الوضع الصادم والحالة الطبية الحرجة التي كان عليها هذا الطفل الرضيع قبل يومين فقط من وفاته بعد ان عانى سوء تغذية ، تفاقمت وزادت من حرج حالته الصحية وانتهت به الى مغادرة هذا العالم سريعا. تقول صحفية الديلي ميل البريطانية ، ان عدي فيصل ، ولد قبل خمسة اشهر من الان ، في فترة تشتعل فيها البلد شرقا وغربا شمالا وجنوبا بالحرب الطاحنة. ولد عدي وفي عتبات منزل ابوية معركة اشد ضراوة واشد شراسة وفتكا من معركة الحروب . ولد دون ان يتمكن اهله من الجزم بأنه لقي النور لحظتها في ظل الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي ، وحالة العوز الشديد الذي زاد في تعتيم ملامح الحياة في بيت صغير يقطنه ابوين وثمانية من الاطفال الصغار، اخوة عدي. في مديرية حزيز ، على اطراف العاصمة صنعاء تسكن عائلة الطفل عدي ، وقد احاطت بهم النوائب وحاصرهم الفقر الشديد في ظل ظروف قاهرة تشهد فيها الاسعار ارتفاعا متطاردا بشكل يومي . لم تكن العائلة تدرك ما ينتظر وليدهم الجديد ، حيث والام عملت على ارضاع طفلها على مدار 20 يوما قبل ان ينقطع منها الحليب بشكل كلي ، بسبب سوء التغذيه التي تعانيها الام في الاصل. "آ اضطررت للخروج للعمل بجمع الحطب من المناطق المجاورة علي اوفر شيأ اعين به زوجي لنتمكن من اطعام اطفالنا التسعه ولكن الظروف كانت من سيء لاسوء" قالت انتصار هزام للصحيفة البريطانية. ومع مرور الايام وتعاقبها ، لم يكن يلحظ على الطفل أي من مظاهر الحياة سوى الحركة : فهو لا يبكي عند جوعه ، لا دموع ترصد في عينية . الا ان الطفل كان يصاب بالاختناق الشديد في وقت تضيق به الارض بما رحبت بأبوين شاهدين على مأساة طفلهما الرضيع ، يحاصرهما الخوف من الذهاب لأي مستشفى بسبب أي تكلفة باهظة غير قادرين على الوفاء بها. زاد وضع الطفل سوء في ظل انحسار ملحوظ في بنيته الجسمانية التي لم تعد تحتمل كل هذا الجوع ، حتى وصل به الحال الى وضعه الماثل في الصور. بمرارة كبيرة وصوت خنقته العبره تقول الام للصحيفة " تقيء الطفل وخرج من فمه وانفه سائل اصفر ومع هذا كله لم يكن يبكي او يصرخ ، كان يختنق من الداخل ولم يكن بوسعي أي شيء اعملة لانقاذ طفلي الرضيع... امتلكت فقط صرخات اطلقتها بحرقة ام ترى رضيعها بمثل هكذا حال حتى سقطت مغشيا عليآ " فيصل ، ابو عدي ، الرجل الثلاثيني من العمر ، يتحدث ايضا واصفا حال طفلة " كنت اتناول مع جميع ابنائي وجبة واحدة في اليوم بسبب الحاجة وفقرنا الشديد، كنا نتناول زبادي مع الخبز" . ويمضي قائلا " اخذت عدي الى احدى العيادات المجاورة في المديرية ، وعلى الرغم من افتقارها للمعدات الطبية الضخمة الا ان التشخيص الطبي وما طلب مني احضاره اصابني باليأس كوني لا املك كل ذلك المال الذي تتضمنه الفحوصات." فقط في تاريخ ال 20 من مارس اخذ عدي وعلى وجه السرعة الى قسم الطوارئ في مستشفى السبعين . كان " الاسهال " وسوء التغذية والآم الصدر الذي تقاربت اطراف هيكلة قد تكالبت على الطفل الذي لم يعد يطيق احتمال كل ذلك. حاول الاطباء جاهدين تسخير ما امكن لإنقاذ الطفل ولكن دون جدوى. وبحسب الاسوشيتيد برس ، مكث الطفل يومين كاملين في المستشفى قبل ان يقرر الاب اخذ ولده للبيت من جديد بعد ان ابلغه الاطباء استحالة انقاذ ولده . وتنقل الوكالة عن الطبيب المشرف على الحالة صدام العزيزي قولة " بدا الفقر الشديد على والدي الطفل ، حيث لم يتمكنا من توفير بعض الادوية التي وصفها الاطباء من خارج المستشفى ، خاصة وان المستشفى يعاني نقصا حادا في كثير من الادوية". عاد الاب بولده لبيته ليلقي علية مع والدته و اشقائه الثمانية الوداع الاخير