حسن مواطن يمني دفعته ظروف إصابة نجله بداء السرطان بالانتقال إلي الأردن بحثا عن دواء ، كانت بحوزة حسن 10 الف دولار فهو من الطبقة ألمتوسطه وبعد ستة أشهر ارتفعت فاتورة الدواء الى 27 الف دولار بينما لم يسدد حسن سوى 10 ألف دولار والمؤسف ان نجله الذي تماثل لشفاء في الاشهر الاولي من تلقية جرعات الدواء توفى وحال وفاته رفضت إدارة المستشفى إخراج جثته بل احتجزت الجثة مع والد المتوفي حتى يتم تسديد فاتورة العلاج البالغة 17 ألف دولار ، المأساة التي كشفها الزميل محمد الحكيمي من الاردن ونشرت في صحيفة الأولي قبل يومين بحجم الوطن وبحاجة الى إعادة النظر في السفر للعلاج في الأردن إلى السفر إلى الأردن قصة حسن التي وصفت من أحد أكبر قصص معاناة المرضى في العالم دون مبالغة. ذلك أن حدثها الأبرز هو الموت وجوهرها الإذلال وليس أقل من ذلك.بدأت مأساة "حسن" حين أصيب ولده "محمد" بمرض عضال أخفقت معه الخبرات الطبية اليمنية، الأمر الذي قاده برغم وضعه المادي المختنق، لبيع كل ما يمكنه بيعه من أجل تأمين ثمن العلاج الكيميائي لولده الوحيد.غادر "حسن" (56 عاماً) من العاصمة صنعاء إلى أحد مستشفيات المملكة الأردنية الخاصة، يحمل ولده والقلق والخوف لا يفارقان باله من إخفاق أطباء الأردن في علاج ابنه.بعد دخوله أحد مستشفيات عمان، تطلب الأمر لعلاج "محمد" من سرطان الدم الرضوخ لجلسات عديدة من العلاج الكيميائي، ومع ثمن هذا العلاج.ارتفعت فاتورة مكوثه في المستشفى، واستنفذ الأب في أسابيع قليلة كل ما بحوزته من مال. الأمر الذي دفع إدارة المستشفى إيقاف جلسات العلاج مطالبة "حسن" بدفع ما عليه. حاول الرجل تدبير مبلغ إضافي، لكن ما جمعه بدا زهيداً بالنسبة لإدارة المستشفى توسل الرجل لإدارة المستشفى، وقام بكل ما يمكن لأي أب القيام به لإنقاذ ولده. ثم منحته المستشفى فرصة أخيرة لدفع بقية الفاتورة مهددة بإيقاف علاج "محمد" أن لم يدفع ما عليه كاملاً في اقرب وقت. دفع الرجل حينها 10000 دولار من فاتورته البالغة 27000 ألف دولار ، بعد 6 أشهر منذ دخول "محمد" المستشفى، بدأت حالته تتماثل للشفاء، واستجاب الفتى لجلسات العلاج وبدت صحته أفضل حالاً من الحالة التي كانت عليه وقت مجيئه من صنعاء، وما أن استقرت حالته حتى أوقفت إدارة المتشفى العلاج مجدداً بحجة أن والده صار مديناً لحد كبير لم يعد بمقدور الإدارة الانتظار ، عانى "محمد" جراء توقف العلاج لفترة، ثم فارقت روحه الحياة فوق سرير الرقود، ولم يكن بوسع الأب احتمال الأمر.. انهار الرجل وقتها، وحين أفاق "حسن" من غيبوبته لم يجد من يواسيه غير جثمان ابنه المتوفى ، لم يتوقع "حسن" مواجهة أقسى من هذه اللحظات، في حين أن الأشد قسوة كانت ما تزال في طريقها إليه، ولم يكن الرجل قد استجمع قواه حتى فاجأته إدارة المستشفى بمنعه من الخروج بجثة ولده قبل دفع ما عليه.. ثم بدأت مأساة أخرى لم يكن يتوقعها الرجل على الإطلاق.انتهى أمر "حسن" بالبقاء رهن تصرف إدارة المستشفى، وبعد يومين من وفاة ولده، حكمت إدارة المستشفى على "حسن" بالعمل الإجباري بدوام فترتين في أروقتها حتى يكمل تسديد فاتورة علاج ولده، وشددت على الحراس منعه من الخروج وسحبت منه جواز سفره ووثائقه، وبقى الرجل أشبه بالمسجون، يعمل بوظيفة عامل نظافة، وألزمت عليه مهمة تنظيف الغرف والحمامات، لعل راتبه يفي لتسديد فاتورة علاج ابنه الذي قضى نحبه داخل المستشفى.عمل "حسن" مجبراً رغماً عن أنفه مدة عامين كاملين داخل أروقة المستشفى الأردني، وليس له من قريب يؤويه في عمان غير رواق المستشفى السفلي، وبعد مرور عامين أنهى الرجل فترة السداد المفروضة من إدارة المستشفى، وتم أطلاق سراحه.عاد "حسن" إلى صنعاء متعباً ومقهوراً ومهدوداً تماماً. عاد من الأردن بقلب حزين مليء بالغصة وبأحداث مريرة عاشها داخل المستشفى. لقد دفع ثمناً باهظاً لوفاة ولده داخل مستشفى وليس زنزانة ، حاول بعض الطلبة اليمنيين إيصال معاناة "حسن" إلى السفارة اليمنية في عمان، لكن السفارة في الأخير تعكس حرص الحكومة في اهتمامها بالمواطن، لذلك بدت السفارة آخر من يهتم لقيمة "حسن" وآدميته المهدرة، واليوم يمكث حسن في بيته بصنعاء وهو في حالة صحية ونفسية متردية وبالكاد يحاول البقاء على قيد الحياة.