محمد الصبري القيادي في التنظيم الوحدوي الناصري والمحسوب على التيار القومي العروبي أصاب كل القوميين العاشقين للعروبة والوحدة بالصدمة وهو يتحدث عن تعيين مدير أمن تعز من خارجها ويصف تعز بأنها صارت محمية لعنس, مختزلاً القومية العربية والوحدة بمشاريع صغيرة. ومع ذلك فإننا سنتماشى مع تلك العقلية ونعتبر أن مصلحة تعز لا تتوافق مع أي تعيين من خارجها, ونذكر الأخ الصبري بجملة من الوقائع أهمها: في لحظة تاريخية محددة كان الاستاذ عبد العزيز عبد الغني رحمه الله رئيسًا لحكومه الشمال وعبد الفتاح اسماعيل رحمه الله رئيسًا للجنوب وهم من قرية واحدة, ولم يقل أحد إن اليمن محمية لحيفان أو تعز كما أن حكومة الوحدة كان معظم وزراء الاشتراكي من تعز, ومعظم وزراء المؤتمر من تعز, ولم يقل أحد إن اليمن محمية لتعز, كما اننا اليوم وبعد ثورة الشباب هناك ثلاثه وزراء نبيل شمسان وعبدالحافظ نعمان وقاسم سلام وهم من الدائره 60 مديرية الشمايتين, ولم يقل أحد إن اليمن اختزلت بمديرية الشمايتين, ويعلم أخي محمد الصبري أن الثلاث الوزارات في حكومة الوفاق الوطني من تعز ومع ذلك لم تخرج النساء محتجات لأن اليمن أصبحت محمية لنساء تعز. كما أن هناك وزيرتين إضافة إلى وزير النفط في حكومة الوفاق من حصة عدن هم جميعهم من تعز. ولم يقل أحد من القبائل غير المثقفة ما قاله محمد الصبري حين عيّن العميد عبد الواحد العديني مديرًا لأمن ذمار وهو من أبناء تعز. كما أن محافظ عدن وحيد علي رشيد أصله من تعز وترتفع اليوم اصوات في عدن تطالب برشاد هايل محافظًا لها ونحن في تعز مختلفون على شوقي أحمد هايل ونضع أمامه كل العراقيل في محاولة بائسة لعرقلته ورغم كل ذلك فإن كل اليمنيين لم يذهبوا الى ما ذهب اليه أصحاب المشاريع الصغيرة أمثال محمد الصبري الذي تناسى ثقافة عبدالناصر وصار يتعامل بثقافة حاشد. وأذكر القيادي القومي أن جمال عبد الناصر اختار تعز مكانًا لإلقاء كلمته الشهيرة التي قال فيها: إن على بريطانيا أن تحمل عصاها وترحل من جنوب اليمن, فهل يعرف مغزى ذلك الاختيار؟ وهل يعرف لماذا اختار صدام حسين عضو القيادة القومية لحزب البعث القومي العراقي قاسم سلام من تعز. ولماذا عضو القيادة القومية لحزب البعث السوري عبد الحافظ نعمان من تعز.. ولماذا كان مؤسس الحزب الاشتراكي في اليمن هو عبد الفتاح اسماعيل من تعز.. ولماذا اختار الإمام تعز عاصمة فعلية لمملكته. أيضًا تعز المحافظة الوحيدة في اليمن بل وفي الوطن العربي وربما العالم التي لها ممثلون في البرلمان من الموتمر؛ الاصلاح؛ الاشتراكي؛ الناصري؛ البعث. هل كل هذا مصادفة لأن الله خلقها لكل اليمن فأمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يرسل رسوله إلى اليمن معاذ بن جبل رضي الله عنه وحدد له المكان فكان أول مسجد يشيده معاذ بن جبل في الجند بتعز. لذا فإن تعز أحبت الجميع وأحبها الجميع فعاش فيها كل اليمنيين وعاش اهلها في كل اليمن دون تمييز. وأذكر الأخ الصبري أن طلاب جامعة ذمار 60% منهم من تعز وهو ما يشكل أغلبية طلاب الجامعة وهيئة تدريس الجامعة بل وكل الجامعات في الجمهورية من تعز ومع ذلك لم يذهب احد الى ما ذهب اليه صاحب مشروع القومية العربية لأن كل اليمنيين مؤمنون أن تعز خلقت للجميع .. وباسم تعز اليوم تعز الثوره تعز التضحيات تعز مدينة كل اليمنيين نعتذر لرسول رسول الله معاذ بن جبل ولرائد القومية العربية جمال عبدالناصر ونعتذر لصدام حسين ونعتذر لتعزولعدنولذمار ولكل اليمنيين عن ما اقترفه اصحاب المشاريع الصغيرة .. وفي الأخير نذكر بما اتفق عليه كل اليمنيين واختاروه نشيداً لدولة الوحدة: ليس منا أبداً من فرقا ليس منا أبدًا من مزقا ليس منا أبداً من يسكب النار في ازهارنا كي تحرقا. *عضو مجلس النواب