ظهرت إلى العلن الصراعات المسلحة بين طرفي الإنقلاب والتي ستنهي التحالف بين أتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعناصر الحوثي. ولعل هذه المواجهات بين طرفي الإنقلاب تصاعدت في الفترة الأخيرة، ما يوحي بأن الخلافات وصلت إلى مداها بين الجانبين بعد سلسلة خلافات سابقة بشأن تشكيل الحكومة، والتي لم تخرج إلى العلن أسباب تأخرها.
وبحسب مراقبين أفادوا فإن الخلاف بين عناصر الحوثي وصالح وصل إلى الميدان بالاشتباكات المسلحة بينهما بعدة محافظات يمنية.
وقد تكون هذه المواجهات نهاية التحالف بينهما وسيقود لانتصارات كبيرة لصالح الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عدة أماكن.
وتتعدد صور الخلافات التي تتطور إلى اشتباكات وأبرزها أن كل طرف منهما يبحث عن مصالحه ونفوذه ضد الآخر.
قبل أسابيع، اقتحمت ميليشيات الحوثي «مستشفى 48» التابع للحرس الجمهوري جنوب العاصمة، وأطلقت النار على الأطباء والممرضين، ما أدى إلى إصابة اثنين من الأطباء.
وأكدت مصادر مطلعة، احتجاز الميليشيات للطاقم الطبي في المستشفى، ومنع الدخول والخروج من وإلى المستشفى، على خلفية رفض المستشفى استقبال جرحاهم بحجة عدم قدرته على ذلك لامتلائه بالكامل.
وكانت الميليشيات اعتقلت محمد مهدي المسوري، المحامي الشخصي للمخلوع صالح، على خلفية تقديمه شكوى إلى النيابة ضد وكيل نيابة الصحافة، نبيل الجنيد، المنتمي للحوثيين بتهمة جرائم نشر أخبار كاذبة، فأمر النائب العام الموالي للحوثيين بحبسه لمدة 24 ساعة، ما أثار حفيظة عدد كبير من قيادة وأعضاء حزب المخلوع، الذين طالبوا بسرعة إطلاق سراحه مهددين بالمواجهة والتصعيد ضد الجماعة.
قالت «مصادر مطلعة»، إن مواجهات مُسلحة ستقع بين طرفي الانقلاب جماعة الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أنه في سياق تصاعد المواجهات بينهما استهدف مسلحون حوثيون وكيل محافظة "إب" عبدالحميد الشاهري، الموالي للمخلوع، وشقيقه أمام منزلهما بمدينة إب، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات كبيرة، فيما لا يزال مصير الشاهري مجهولا.
كما شهدت جنوب العاصمة صنعاء، مواجهات عسكرية بين قوات من الحرس الجمهوري تتبع للمخلوع صالح وميليشيات الحوثي المسلحة، وأسفرت الاشتباكات عن اصابة ثلاثة من ميليشيا الحوثي وجندي من الحرس الجمهوري، بعد أن منع الحوثيون أفراد الحرس الجمهوري من دخول احد المعسكرات، الامر الذي تطور الى مواجهة بالاسلحة الخفيفة. وتم على إثر ذلك استدعاء عدد كبير من افراد قوات الحرس الجمهوري الى العاصمة.
وفي محافظة إب، اقتحمت مجاميع من الحوثيين اقتحمت منزل الشاهري، وحدث إطلاق نار أصيب فيه الشاهري، رغم أنه كان من أوائل الذين ساعدوا في دخولهم إلى المحافظة، إلا أن الحوثيين اعتادوا الانقلاب على كل من تعاون معهم.
وبرزت الخلافات بشكل كبير جدا، رغم إنكار الطرفين وقد تنفجر أكثر خلال الأيام والأسابيع القادمة.