السلطة المحلية بمارب توجه بتحسين الأوضاع العامة بالمحافظة    صحيفة بريطانية تفجر مفاجأة.. الحوثيون دعموا تنظيم القاعدة بطائرات مسيرة    الرئيس الزُبيدي ينعي المناضل محسن أبوبكر بن فريد    قناص اسرائيلي شارك في حرب غزة يستفز طلاب جامعة جوروج واشنطن المتظاهرين وهكذا كانت ردة فعلهم    بيان حوثي بشأن إغلاق مكتب قناة الجزيرة    الوكيل الحسني يطلع على سير اعمال مشروع إعادة تاهيل الشارع العام مدخل مدينة الضالع    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    افتتاح دورة مدربي الجودو بعدن تحت إشراف الخبير الدولي ياسين الايوبي    الحبيب الجفري ناعيا الشيخ بن فريد.. أكثر شيوخ القبائل والساسة نزاهة في بلادنا    خصوم المشروع الجنوبي !!!    قيادي حوثي يعاود السطو على أراضي مواطنين بالقوة في محافظة إب    سر خسارة برشلونة لكل شيء.. 270 دقيقة تفسر الموسم الصفري    الدوري الانكليزي: خماسية صارخة لتشيلسي امام وست هام    مجلس القضاء الأعلى يقر إنشاء نيابتين نوعيتين في محافظتي تعز وحضرموت مميز    إنعقاد ورشة عمل حول مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب مميز    تنفيذي الإصلاح بالمهرة يعقد اجتماعه الدوري ويطالب مؤسسات الدولة للقيام بدورها    بعد رحلة شاقة امتدت لأكثر من 11 ساعة..مركز الملك سلمان للإغاثة يتمكن من توزيع مساعدات إيوائية طارئة للمتضررين من السيول في مديرية المسيلة بمحافظة المهرة    الإصلاح بحضرموت يستقبل العزاء في وفاة أمين مكتبه بوادي حضرموت    تقرير يكشف عن توقيع اتفاقية بين شركة تقنية إسرائيلية والحكومة اليمنية    بخط النبي محمد وبصمة يده .. وثيقة تثير ضجة بعد العثور عليها في كنيسة سيناء (صور)    ماذا يحدث داخل حرم جامعة صنعاء .. قرار صادم لرئيس الجامعة يثير سخط واسع !    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    عندما يبكي الكبير!    غدُ العرب في موتِ أمسهم: الاحتفاء بميلاد العواصم (أربيل/ عدن/ رام الله)    حادث تصادم بين سيارة ودراجة نارية على متنها 4 أشخاص والكشف عن مصيرهم    الحكومة تجدد دعمها لجهود ومساعي تحقيق السلام المبني على المرجعيات    أطفال يتسببون في حريق مساكن نازحين في شبوة بعد أيام من حادثة مماثلة بمارب    اشتباكات بين مليشيا الحوثي خلال نبش مقبرة أثرية بحثًا عن الكنوز وسط اليمن    نجوم كرة القدم والإعلام في مباراة تضامنية غداً بالكويت    أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني في صنعاء وعدن    كارثة وشيكة في اليمن وحرمان الحكومة من نصف عائداتها.. صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر    ماذا يحدث في صفوف المليشيات؟؟ مصرع 200 حوثي أغلبهم ضباط    ثعلب يمني ذكي خدع الإمام الشافعي وكبار العلماء بطريقة ماكرة    قطوف مدهشة من روائع البلاغة القرآنية وجمال اللغة العربية    الحرب القادمة في اليمن: الصين ستدعم الحوثيين لإستنزاف واشنطن    كيف تفكر العقلية اليمنية التآمرية في عهد الأئمة والثوار الأدوات    المشرف العام خراز : النجاحات المتواصلة التي تتحقق ليست إلا ثمرة عطاء طبيعية لهذا الدعم والتوجيهات السديدة .    الحوثيون يزرعون الموت في مضيق باب المندب: قوارب صيد مفخخة تهدد الملاحة الدولية!    شيخ حوثي يعلنها صراحة: النهاية تقترب واحتقان شعبي واسع ضد الجماعة بمناطق سيطرتها    أرسنال يفوز من جديد.. الكرة في ملعب مان سيتي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    مارب.. تكريم 51 حافظاً مجازاً بالسند المتصل    مأرب تغرق في الظلام ل 20 ساعة بسبب عطل فني في محطة مأرب الغازية    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يفوز على مايوركا ويقلص الفارق مع برشلونة    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"قراءة في المشهد اليمني " الدولة في قبضة الاصلاح والمؤتمر متعثر والاشتراكي يبكي على الاطلال والشباب سرقة ثورتهم
نشر في اليمن السعيد يوم 18 - 05 - 2013

نحو عامين مرت على تسليم السلطة ولا تزال مختلف الأطراف السياسية الفاعلة على الساحة المحلية تتبع السياسيات نفسها التي سارت عليها في سنوات ما يؤمن مستقبلها لا مستقبل البلاد الأمر الذي جعل دفتي الميزان ترجح من لعبها صح لصالح أهدافه أما من توجس خيفة من المستقبل كعادته في السابق فقد سقط في دوائر الحرمان والإقصاء والتهميش.


"الهوية" وفي قراءة متأنية وإن كانت مختصرة فقد حاولنا من خلال هذا التحليل عكس الصورة شبه الكاملة لواقع المشهد السياسي المحلي اليوم..

الإصلاح يلتهم السلطة

حزب التجمع اليمني للإصلاح حزب يعمل منذ نشأته من اجل الوصول إلى السلطة والقيادة على غرار من تعمل من أجله جماعة الإخوان في مصر وهذا ليس بغريب عليه والكثير من المتابعين والمراقبين والمحللين السياسيين قد كتبوا عن ذلك.

غير أن الغريب في حزب الإصلاح يمكن في تغيير أساليبه وسياساته بين الفينة والأخرى وربما يحقق أهدافه العليا وهو ما يستغربه الجميع خاصة وأن هذا الحزب ومنذ نشأته الأولى يحاول إفهام الجميع من خلال أطروحاته أنه سيبلغ أهدافه من خلال قاعدته الشعبية والتي يعمل ومنذ عقود من أجل على توسيعها في مختلف المحافظات توعية وتشجيع ورعاية.

غير انه وخلال العاميين الماضيين عمل وبصورة ملفته غلى تغيير تلك الأساليب والطرق الخاصة به من توعية ورعاية إلى تعبئة وتسليح حتى اتضح للجميع هدفه الباطن وأصبح طابور المتذمرين والناقدين لهذا الحزب وسياساته يتزايدون في الوسط المحلي ما دفع بالكثير ممن كان لا يزال يجمعهم معه علاقة مودة أو تبادل مصالح نحو قطع تلك العلاقات وهدم شبه الثقة التي كانت مبنية بينهم وهو الأمر الذي فطن له الإصلاح فما كان أمامه إلا العمل فيا لعاميين الماضيين وخاصة بعد تسليم السلطة وخشية من أن تنكشف مخططاته السرية بعد ذهاب حزب المؤتمر عن السلطة كونه كان شريكاً له في الكثير من مفاصل الدولة عمل على القفز فوق كل المبادئ التي كثيراً ما بذل الكثير من الجهود في تجسيدها في الساحة المحلية.

حيث أعتلى ثورة الشباب المستقل وحولها إلى ثورة حزبية أوصلته إلى تحقيق أهدافه في الوصول إلى السلطة كون السلطة من وجهة نظره بعد ذهاب المؤتمر عنها لا تصلح إلا له ولا يصلح إلا لها وليست السلطة العليا المتمثلة في مختلف مفاصل الدولة المدنية والعسكرية وهو يسمى وبكل إصرار على التهام ما تبقى من المناصب الهامة فبحنكة قياداته استطاع أن يجسد مبدأ المحاصصة في الوظائف العامة وإن خلال هذان العامين وله فيما بعدها لا شك مخططات ربما ستذهب به إلى رأس الهرم وبكل يسر خاصة وأنه يعمل حالياً من اجل ذلك من خلال محاولاته العديدة والمتكررة على السيطرة والاستيلاء على المناصب العليا في العديد من الجهات المدنية والعسكرية وما يحدث في هيكلية الجيش وبعض المحافظات مثل حجة وريمة يؤكد ذلك بكل وضوح.

ولو نظرنا اليوم إلى هذا الحزب كمكون فاعل على الساحة المحلية سنجد أنه لا يهتم بشؤون البلاد كثيراً فكل همه هو كيف يوطن قياداته وعناصره الوسطية الدنيا في مناصب حكومية وهذا يلاحظه الجميع وحتى تكون الرؤية جلية نورد مثالا عما يقوم به حاليا في مختلف محافظات الجمهورية من واقع ما رصدته التقارير ورؤى المحللين السياسيين والتي أكدت تمكنه من تعيين رئاسات عدد من محاكم الاستئناف في عدد من المحافظات وتولى قيادات السلطة المحلية في عدد آخر من المحافظات علاوة على حصة الوفاق كما تمكن من تعيين الكثير من قيادته في عدد من المناصب العسكرية والأمنية كما تمكن من توظيف عدد كبير من عناصره الفاعلة في مختلف وزارت الحكومة ومؤسسات الدولة وفي مناصب كلها شبه قيادية بالإضافة إلى إلحاق 400 طالب من جامعة الإيمان في المعهد العالي للقضاء وتوليه نحو 40 إصلاحياً كمدراء لمدارس داخل العاصمة وحدها وهذا خلال الشهرين الماضيين كما تقول التقارير ونحو 30 مديرا ماليا تم تعيينهم في وزارة المالية كما استولى على الكثير من الأموال العامة والمخصصة وفق التقارير للشهداء والتي قالت أنها تصل إلى نحو 40 مليار ريال كما استحوذ على مخصصات العديد من المنظمات الإغاثية والإنسانية والمنح الخارجية وتوزيعها على عناصره وأتباعه في العديد من المحافظات في صورة تعكس وتؤكد نيته في تحقيقه بقية أهدافه التي لم تحقق بعد ومن خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمتين وهو ما أشرنا إليه سلفا, فيا ترى كيف سيكون شكل الدولة المدنية التي يريدها دعاة التغيير في ظل نهم إخواننا الكبير تجاه السلطة بضم السين وليس بفتحها؟!!!!

خاصة وأن معظم قرارات التعيينات منذ بدء عملية نقل السلطة في شهر نوفمبر من العام 2011م بالنسبة للعديد لأطراف السياسية وفي مقدمتها حزب الإصلاح تمثل عودة إلى مربع التقاسم والمحاصة السياسية التي شهدتها بلادنا منذ سنوات عدة ولازالت ذاكرة اليمنيين تحتفظ بمساوئ وسلبيات كثيرة عن تلك المحاصصة والتي أعاد تجسديها الإصلاح خلال العامين الماضيين مع أنها من أعاقت بناء الدولة وأشعلت الصراعات المسلحة بين المتقاسمين!!.

محاولات الهيمنة للإخوان

وإجمالا يمكن القول بأن تحويل مؤسسات الدولة إلى فضاء للتقاسيم السياسي وفق مخططات الإصلاح لا يساعد على انتقال حقيقي باليمن من مرحلة ما قبل الدولة إلى مرحلة الدولة حتى وإن كانت المبررات استكمال نقل السلطة لأن ذلك يُعيد المخاوف من عودة المعادلة القديمة لما قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية.

وبحسب الكاتب أحمد الشريفي فإن نظرة الإصلاح ليمن ما بعد الحوار والذي حظي بنصيب الأسد في حكومة الوفاق وهو ما يعتبره شركاء الإخوان استحواذا واضحا وإقصاء متعمدا اوجد نوعا من التذمر داخل إطار اللقاء المشترك وصل حد تهديد أربعة أحزاب من أصل ستة بالخروج من تكتل اللقاء المشترك احتجاجاً على سياسية الإصلاح الذي ينظر للوضع الحالي بأنه مناخ إيجابي لتحقيق طموحاته في الوصول إلى السلطة من خلال محاولة إضعاف المؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس السابق لما يتمتع به من شعبيه جماهيرية قد تقف حائلا دون فوزهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمتين.

وقد نجح الإصلاح في تنفيذ جزء كبير من عملية إضعاف المؤتمر من خلال إقناع الرئيس هادي بإصدار قرارات جمهورية مكنتهم من مناصفة المؤتمر في الحكم تحت ذريعة تنفيذ المبادرة الخليجية وبالفعل تم تقاسم كل المناصب العسكرية والدبلوماسية والمدنية ومن بقي في صف حزب المؤتمر تم التخطيط لإسقاطه عبر مظاهرات عرفت بثورة المؤسسات فحققوا نجاحات واضحة واسقطوا الكثير من الشخصيات والقيادات القبلية والمدنية والتجارية التي تصنف على أنها شخصيات كاريزمية في المؤتمر الشعبي العام كما عمد الإخوان إلى محاولة استقطاب قادة عسكريين محسوبين على المؤتمر وشراء ولائهم بالترغيب أو الترهيب الإعلامي وبمقابل ذلك تشتغل مكينة الإعلام الإخوان المسلمين على ضرورة أن يتخلى الرئيس السابق عن رئاسة حزب المؤتمر وخروجه من البلاد لمعرفتهم بأن الرئيس السابق يجيد الرقص السياسي ويتمتع بحضور جماهيري ودهاء سياسيا يخشى الإخوان المسلمون أن يستخدمهما في إعادة ترتيب أوراق فيتفرد حزبه بالحكم مجدداً.

المؤتمر يعيد ترتيب أوراقه؟!!

وفيما يخص حزب المؤتمر الشعبي العام القطب الرئيس في الساحة المحلية والفاعل الأكبر والمتحكم في زمام الأمور منذ نحو أربعة عقود، والذي يشهد منذ نحو عامين حالة من الضعف ألمت به خاصة بعد أن سلم رئيسه قيادة السلطة في البلاد في نهاية عام 2011م نزولا عند رغبة المجتمع الدولي وتغليباً لمصلحة البلاد التي كادت أن تعصف بها الحروب الأهلية وتنفيذا لبنود المبادرة الخليجية وكذا حفاظا لما جاء هذا الكيان الفاعل والتي تعرض لهزة كبيرة أثناء الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال العاميين الماضيين والتي دفعت بالكثير من قياداته وأركانه الاستقالة.

حيث واجه وبحسب الكثير من المحللين حالة من التصدع والانهيار من الداخل التي أحدقت بالمؤتمر خلال العامين الماضيين ومثلت نزيفاً متواصلا لأركانه على مختلف الأصعدة الدبلوماسية والسياسية والعسكرية.

حيث قدم عشرات القادة العسكريين والدبلوماسيين والسياسيين ورجال الأعمال والنواب استقالاتهم المتتالية من الحزب الحاكم وأعلنوا انضمامهم لثورة الشباب وخاصة بعد إعلان اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية سابقاً وقائد الفرقة الأولى مدرع الملغية تأييده وكافة ضباط وجنود فرقته العسكرية لثورة الشباب تلى ذلك استقالة نحو ثلاثين نائبا برلمانيا من عضوية حزب المؤتمر.

بالإضافة إلى الكثير من عمليات الاغتيالات التي طالت العديد من القيادات والشخصيات المؤتمرية البارزة في مختلف محافظات الجمهورية. والمحاولات المتكررة للأطراف السياسية المناوئة للمؤتمر لإسقاط القيادات المؤتمرية من العديد من المناصب الرفيعة في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.

كما توالت استقالات العديد من قياداته البارزة من مناصبهم الحزبية لنسبة التمثيل في لجنة الحوار الوطني التي حصل فيها المؤتمر على نحو 112 مقعدا وهي النسبة المقترحة من المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر.

المؤتمر والبحث عن التوازن!!

ومع كل ما سبق ذكره يرى العديد من المراقبين أن حصة المؤتمر الشعبي العام في حكومة الوفاق ونسبة تمثيله في مؤتمر الحوار الوطني والذي أنطلق قبل نحو شهرين قد مثل محطة قد مثلتها محطتان مهمتان أعادت إليه التوازن وحفظت له ماء الوجه وجعلته وإن كانت قيادته العليا قد خسرت قيادة البلاد إلا أن تلك المحطتين قد مكنته من إعادة ترتيب الكثير من الأوراق التي بعثتها الأحداث المذكورة.

مشيرين إلى أن المؤتمر اليوم أحسن حالا فهو وإن كان قد خسر السلطة والتي سلمها بناء على المبادرة الخليجية وما أسلفناه ذكره إلا أنه كشف للجميع أن ثورة الشباب كانت ثورة الباحثين عن السلطة والمعارضين له والممثلين في أحزاب المشترك وما يقوم بع الإصلاح هذه الأيام يجسد هذه الحقيقة.

مضيفين أن المؤتمر برغم الانهيار الكبير الذي حل به إلا أنه بدأ يعود من جديد وقد مكنه من ذلك حنكة الرئيس هادي والذي لم ينصاع حسب المحللين لرغبات خصوم النظام السابق والذي استطاع ترك الأوراق المتطايرة من سجل المؤتمر الكبير وأعاد حساباته رافضا للضغوطات الهادفة إلى إخراجه من البلاد والتي إذا ما حدث ستكون وفق المحللين الضربة القاصمة والكبيرة والتي معها يكون الخصوم السياسيون قد استطاعوا فعلا القضاء على المؤتمر نهائيا كما حل في مؤتمر مصر وبعض العراق.

فلدى قيادة المؤتمر وكوادره الباقية الكفاءة في سرعة إعادة ترتيب الأوراق في وقت قياسي وهو الأمر الذي سيدفع بهذا الكيان إلى العودة ربما إلى الصدارة على الساحة وخاصة إذا ما حقق الكثير من النجاحات في الانتخابات القادمة..

الاشتراكي يتباكى على الأطلال!!

وفيما يخص الحب الاشتراكي اليمني فهو كما يقول المراقبون لم يبرح مكانه ومنذ حرب صيف 94م يتباكى على أطلاله التي دمرت والتي صودرت في تلك الحرب المشؤومة حيث لم يقدم شيئاً لا للبلاد ولا لنفسه وكوادره.

موضحين أنه هذه الفترة بمرحلة سيئة تماثل المرحلة التي عاشها عقب حرب صيف 94م.

معتبرين الاستقالات التي شهدها الحزب وما يدور على لسان العديد من قياداته تباكيا على الأطلال.

مشيرين أنه ومنذ العام 95م والحزب الاشتراكي لم يقدم شيئا باستثناء بعض الرؤى الهزيلة التي لم تستطيع الصمود أمام مؤلفات وأسفار نظرائه في الساحة السياسية المحلية.

فالشارع اليمني في المحافظات الجنوبية التي جاء منها الاشتراكي تشهد حراكا مغايرا لكما يدعوا إليه بل أن هناك العديد من الأطراف المناوئة له والتي فقد بفعل سخطها عليه الكثير وتكتيك النظراء في الساحة من الامتيازات التي كان يحلم بالوصول إليها خاصة بعد خروج حزب المؤتمر من السلطة حتى أن الكثير من قياداته ظلت ولا زالت بمثابة مستشارة لم تستشار وربما في حكم المتفرجة ويقول البعض ان الاشتراكي لم ينصف لا في الهيكلة ولا في الحوار..

الشباب المستقل مشتتون!!

أما الشباب المستقل في الساحة المحلية والذين هم أصحاب الثورة السلمية الحقيقيون فقد عصفت بهم مخططات ودهاء أطراف السياسية الكبار فهم لم يجدوا من ثورتهم سوى العناء كما يقول المحليون وأن كانوا قد مثلوا بنسبة لم تلب الطموح في مؤتمر الحوار الوطني فإن ذلك التمثيل قد جاء من باب العطف السياسي من تلك الأطراف الكبرى قدموا الأرواح وذرفوا الدماء والدموع في مختلف ساحات البلاد غير أنهم يعيشون حالياً حالة من الشتات يخيم عليهم وفق المحليين حالة من التداعي نحو نعي ثورتهم التي وصفت بالمسروقة والمسيطر عليها.

وبرغم ما يسوقه بعض الشباب المستقل من أن هدف ثورتهم كان إسقاط النظام السابق وقد سقط إلا أن واقع الحال يقول أن السقوط انقلب إلى تسليم وأن الرحيل تحويل إلى بقاء وان من يديرون الدولة والحكومة هم من كانوا يتحملون في السابق فمعارض الأمس حكم اليوم فيما الشباب المستقل احتوتهم المنظمات الإنسانية ومؤسسات المجتمع المدني ولا يزال دورهم مغيب حتى اللحظة..

الحوثي يبقى في الموالد بدون حمص!!

أما ما يخص جماعة أنصار الله (الحوثيين) والذين يخضون حرباً إعلامية ومذهبية مسعورة مع حرب الإخوان الإصلاحي منذ سنوات.

يقول المحللون أنهم استطاعوا إلى حد كبير خلال العامين الماضيين لعب دور إيجابي على الساحة المحلية غيروا من خلاله نظرة السواد الأعظم لهم في الشارع المحلي والتي تجسدت أكثر من خلال اتهامهم بالولاء لإيران ومطالبة الرئيس هادي بفرض سيطرته على محافظة صعدة.

موضحين أن هذه الجماعة استطاعت أيضا خلال العامين الماضيين كسر الحضر الذي فرض عليها في صعدة وتأسيس قاعدة تواصل لها مع المجتمع اليمني والتواجد في مختلف أرجائه م خلال مشاركة الشعب في ثورته السلمية ومشاركتها في الحوار الوطني وهذا الدور هو الذي أفشل مخططات خصومها التي كانت تهدف للنيل منها.

غير أن هذه الجماعة ومع تركيزها على تحقيق هدفها في التوسع في المجتمع اليمني وكسر الحظر المجتمعي والفكري الذين فرضا عليها من قبل آلة الإعلام التابعة للنظام السابق خلال السنوات الماضية ومن خلال آلة إعلام الإصلاح خلال ثورة الشباب السلمية فبقيت متمسكة في البقاء في الساحات بينما شركاؤها في الثورة توزعوا التورتة وخرجوا من المولد بلا حمص كون المستفيدين من الثورة خرجوا من الساحات وبقى شباب الصمود صامدين.

غير أن الأمل لا يزال قائما في أن تحظى هذه الجماعة بحصتها من التورتة في الفترة المقبلة خاصة وأن البلاد مقبلة على انتخابات برلمانية ورئاسية وأن لا تدع الفرصة لخصومها في تحقيق مأربهم وإعادتها إلى مربع الصراع المسلح والعزلة المجتمعية من جديد..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.