هزت حادثة انتحار الأم اليمنية التي دست السم لها ولطفلتيها أريج 9أعوام وإيمان 12 عام المجتمع اليمني وأثارت حالة من الحزن الكبير. وأكد السكان أن الأوضاع التي تعيشها الأم وبناتها كانت صعبة للغاية وان الام لم تستطع السؤال ما جعلها تقدم على الانتحار مع بناتها.
ويعيش المجتمع اليمني أزمة اقتصادية كبيرة أثرت على معظم أفراد المجتمع بسبب الحرب. وكتب الشاعر خالد الظبي قصيدة مؤلمة برثي أريج وإيمان ووالدتهما.
نص القصيدة
صرخت أريج تقطعت أحشائي
وسرى لهيب النار في امعائي
أماه.ماهذا الذي اسقيتني
قالت شراب العز ياابنائي
وتقدمت إيمان إذ جا دورها
أماه أين زجاجتي وإنائي
فأجابت الأم الحبيبة مرحبا
في مهجتي ومدينتي وسمائي
نامي جواري ياأريج ورددي
يوم الرحيل قصيدتي وحدائي
وحذاري ياإيمان أن تتأخري
عن ركبنا وتدثري بردائي
فالموت أرحم من جوار أقارب
كعقارب وثعالب سوداء
ﻻتنظري لديار قوم غرهم
ضعف الضعيف وذلة الفقراء
فلقدسئمنا العيش بين معاشر
لم يأبهوا لتوسلي ورجائي
ولقد سئمنا العيش بين معاشر
ماحركتهم دمعتي وبكائي
ماحرك الشهر الكريم قلوبهم
فقلوبهم كالصخرة الصماء
ناديت يوم النائبات احبتي
ياليت شعري من يجيب ندائي
ناديتهم والجوع يهدم دارنا
والفقر يخدش عفتي وحيائي
نعقت غراب البين فوق ديارنا
وديارهم كالروضة الغناء
قومي بأصناف الطعام تسحروا
وتسامروا في ليلة ليلاء
وعلى المحبة والتلاقي أفطروا
وأنا أصارع غربتي وعنائي
...............
فارقتهم وعشقت قوما لم أجد
في دارهم متملق ومرائي
أهل المقابر اخوتي وعشيرتي
ولهم رفعت محبتي وثنائي
ماعدت أحتاج الوداع فليتهم
لايحضرون بمأتمي وعزائي
وتبدأ تفصل الحادثة المؤلمة عندما انتحرت امرأة أربعينية بمحافظة إب الاثنين الفائت مع ابنتيها بجرعة “سم” قاتلة للتخلص من حياة الفقر والعوز بعد تردي الأوضاع المعيشية للأسرة.
مصادر محلية أفادت بأن أم تدعى (م أ) أقدمت على الإنتحار مع ابنتيها أريج 9 سنوات وأيمان 12 عام نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية للأم وابنتيها بقرية بيت العميسي بعزلة جبل حجاج بمديرية السدة.
المصادر قالت بأن الزوج تخلي قبل أكثر من عام عن زوجته وبناته والذين كانوا يسكنون في العاصمة صنعاء ، فيما رفض الأب استقبال ابنته مع أريج وايمان واشترط ارجاع البنات للأب ، غير أن الأم رفضت واضطرت بعد ذلك للإنتقال إلى القرية وظلت قرابة عام تعاني الفقر والعوز وقلة الحيلة.
ومنذ يومين غابت الأم وبناتها عن القرية ولم يعد لهن من أثر وهو ما دفع جيرانها للتساؤلات المتعددة واضطر الأهالي بعد ذلك لكسر أبواب المنزل ليجدوا الأم وبناتها قد فارقن الحياة وبقايا مادة سمية.
وشيع الأهالي جثامين الأم 40 عاما مع ابنتيها الی مثواهن الأخير بعزلة جبل حجاج بمديرية السدة شرق محافظة إب.
وحسب الناشط الحقوقي نعمان صالح العنسي أن الأم وابنتيها عانين حياة بؤس وفقر وعوز وقسوة في معاملة الزوج مما جعل الأم وابنتيها يتخلصن من حياتهن التعيسة بكأس “سم” قاتل أدى الی وفاتهن.
وكتب الناشط الحقوقي العنسي على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” الانتحار المشروع ضد الفاقة والجوع، أم اربعينيه تسدل الستار على مرحلة العفة والكرامة مع إبنتيها (إيمان وأريج) منتصرة لنفسها وبنتيها من حياة البؤس والشقاء ,متقاسمة مع بنتيها كأس السم الناقع والمنقذ النافع .
وأشار: ماتت العفيفة الطاهرة مرفرفة بجناحيها (بنتيها) الى ربها مهاجرة تركها والدها تتدثر بثوب الجوع وتلتحف عباءة الفقر ، وجعل من الريف مسكنها رغم انها مدنية المولد والنشأة وهددها بتسليم بنتيها للزوج الفاشل ان لم ترغب في بيت الريف فاستقرت في منفاها مقابل البقاء مضيفا :عاشت عفيفة طاهرة لا تسأل الناس إلحافا لكنها لم تجد من يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة إلا البعض من اهلها الذين شاطروها همومها واحزانها.
وختم حديثه بالقول : استغنت بكرامتها ومرؤتها عن اللجوء للناس يا للأسف ماتت قيمنا واخلاقنا في شهر الرحمة والانفاق تحدث مثل هذه الفاجعة.
وتأتي هذه الفاجعة يعد أيام من انتحار اثنين من أبناء مديرية حزم العدين شنقا بحادثيين منفصلين نتيجة تردي الأوضاع الإقتصادية ، وانتحار ضابط رفيع بالجيش من أبناء مديرية النادرة شرق محافظة إب نتيجة تدهور وضعه المعيشي لتوقف مرتبه منذ 8 أشهر.