انتشرت مؤخرا موضة ارتداء العبايات الملونة بين اوساط الفتيات في مدينة عدن، حيث زاد الإقبال على محلات بيع هذا النوع العبايات، التي لم تكون مرغوبة من سابق في ظل ارتباط المرأة باللون الأسود لأكثر من عقدين من الزمن.
اقرا في "اليمن السعيد" :صالح يوجه ثلاث رسائل هامه للشرعية والتحالف والحوثيين
وعرفت مدينة عدن بالالتزام نسائها لبس ( الشيذر او كما يدعى الشرشف) ولاحقا العباية السوداء والنقاب، حيث أصبح انتشار العبايات الملونة أمر لافت بالنسبة للاهالي، ناهيك عن أمتداده في الآونة الأخيرة الى مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، والتي لا تجد فتاه فيها لا تلبس النقاب الذي فرضه انتشار الجماعات الإرهابية خلال السنوات الماضية في المدينة والتي عملت على توزيع ملصقات في الجامعات، وأطلقت تهديدات وصلت إلى التلويح بقتل أي فتاة تتبرج بلبس العبايات الملونة حسب تصنيف هذه الجماعات.
حرية شخصية وعلى عكس التوقعات المسبقة برفض الرجال لموضة العبايات الملونة، الا انها لم تجد ممانعة خصوصا بين اوساط الشباب، حيث يعزو البعض تقبل الأهالي للأمر من الابناء الذكور أكثر من الفتيات في حال موافقتهم. في هذا الأمر قال أيمن السقاف ل" عدن تايم" :" لبس العبايات الملونة تعد حرية شخصية لا علاقة لاحد بها، فحريتك تبدأ عندما تنتهي حرية الآخرين دام أن صاحبه اللبس لم تسيء لك ولم تتدخل في حريتك ولبسك ما دخلك أنت لتعبر بالرفض أو السخط عن لبسها، دام انها عاقلة تدرك ما تفعله ، ودام أنها لم تأتي بفعل ينافي الأخلاق والنظام العام فهذا شأنها وحدها ".
ضغط الأهالي وتضطر أغلب الفتيات خلافا لرغبتها بالامتناع عن لبس العبايات الملونة بسبب الضغوط الكبيرة من قبل بعض الأهالي، في مجتمع محافظ كمجتمعنا، حيث تطغى معتقدات بان مخالفة العادات أمر غير متقبل وغير لائق ويسيء الى تربية الاسرة. في هذا الشأن قالت الشابه رندا العبدلي" لا اميل للبس العبايات ذات الألوان الصاخبة أفضل أن تكون مائلة إلى اللون الأبيض فقط، ولكن امي رفضت ذلك بحجه أن هذه البلد لا يصلح لها هذه الألوان، وعندما أريد ارتدائها ارتديها واذهب لأي مكان شريطه أن أكون داخل سيارة تقوم بنقلي إلى ذاك المكان ولا أتجول بها في الشوارع". ولم تختلف هدى ناصر عن رأيها كثيرا قالت :" في عدن طبعا البسي ما يحلو لك، لكن في لحج ابدا ما ينفع أخرج بعبايه ملونه لأن المجتمع سيقابلك باستحقار، ونحن علينا إلا أن نلتزم ونتقيد بالعادات المتخلفة " . مضايقات قد لا تسلم النساء من مضايقات بعض الرجال والشباب في الأوضاع العامة العادية عندما تكون المرأه بحجابها المعتاد هذا الأمر يزداد عند لبس شي قد يبدوا غريبا عليهم مثل العبايه الملونة وتزداد هذه المضايقات وتقول خديجه فيصل : "اللبس ليس مقياس للادب والأخلاق قد تكون البنت مختشمه جداً وليست على خلق والعكس لهذا لا مشكله لدي أنا البس الملونه في لحج رغم أن هناك مضايقات كثيره في الشارع ولكن ساستمر في لبسها ". ختاما.. انتشار موضة العبايات الملونة في عدن، كغيرها من الصرخات الموسمية، والتقاليد المؤقتة في أي مجتمع، وفيما ينظر البعض الى ان دخيل على الحجاب الشرعي للفتيات، ناهيك عن اضراره على البشره عند التعرض لأشعة الشمش، يتمسك اخرون بالعادات والتقاليد التي قد لا يكون معظمها صحيحا وقد تؤذي أحياناً دون إدراك، ليبقى الاختلاف المواقف سيد الموقف .