الأسبوع الماضي كانت مدينة تعز مسرحاً لأعمال قتل وعنف أخذت طابعاً مناطقياً، وكادت أن تنزلق إلى مواجهات بين مسلحين قبليين قدموا من محافظة مأرب وآخرين من محافظة تعز لولا تدخل العقلاء من الطرفين والتوصل إلى حل أفضى إلى مغادرة المسلحين من مأرب وعودتهم إلى مناطقهم على أن يتم معالجة كل الأحداث التي ترتبت على مقتل الدكتور / فيصل المخلافي شقيق الشيخ / حمود سعيد المخلافي. تعز.. تحت الفوضى صباح يوم الأحد من الأسبوع الماضي كان مسلحان يستقلان دراجة نارية يترصدان الدكتور فيصل سعيد المخلافي ولحظة وصوله إلى أمام جامعة السعيد في منطقة عصيفرة والتي يعمل بها محاضراً باغته المسلحان بطلقات نارية أردته قتيلاً ولاذا بالفرار وتم نقل جثة المخلافي إلى مستشفى الروضة. عقب الاغتيال، هاجم مسلحون منازل بعض أبناء مأرب في تعز وأحرقوا سياراتهم في منطقة الروضة وجولة القصر ومنطقة الحوبان ويقول أبناء مأرب إن المعتدين يتبعون المخلافي وأنهم يعرفون تلك المجاميع وأسماءهم ومساكنهم، بينما الطرف الآخر يؤكد أن قضية اغتيال شقيقه وما تبعها من أعمال استهدفت أبناء مأرب قد يقف خلفها طرف ثالث استغل حادثة القتل الذي وقع قبل سنوات لإثارة فتنة داخل المحافظة. الاعتداءات طالت ثلاثة منازل ومراكز تجارية الأول منزل العقيد محمد الحليسي وكان موجوداً فيه هو وأطفاله ونساؤه وأصيب بشظايا في الرقبة وأصيبت زوجته وتم نقلهما إلى مستشفى الروضة بعد وصول شوقي المخلافي شقيق الشيخ /حمود سعيد المخلافي وتحت حمايته إلى مستشفى اليمن الدولي. كما هاجم المسلحون منزل العقيد عبدالله حازب ومنازل ومعرض آل منيف ولم يتمكن المسلحون من الاعتداء على منزل العميد محمد العريف بسبب وصول قوات من اللواء 22 مدرع عقب توجيه اللجنة الأمنية لقيادة اللواء بالتحرك لحماية منازل المواطنين من أبناء مأرب. مشايخ تعز يعقدون اجتماعاً عاجلاً عصر يوم الأحداث تداعى مشايخ تعز إلى اجتماع عاجل عقد بإحدى الصالات بوادي القاضي خرج الاجتماع بتشكيل لجنة من 20 شيخاً أنيط بها التواصل مع السلطة المحلية واتخاذ موقف موحد إزاء ما حدث، وخرجت اللجنة مساء اليوم نفسه ببيان استنكر فيه جريمة اغتيال الدكتور فيصل المخلافي وحمل السلطات المحلية مسؤولية حماية المواطنين.
قبائل مأرب تصل تعز والدكتور المخلافي يوارى الثرى صباح يوم الاثنين الماضي كان مسلحون من قبيلة مراد قد وصلوا إلى تعز وأقاموا في منطقة القاعدة بعد منع النقطة الأمنية لهم من دخول المدينة وفي اليوم نفسه كان أبناء تعز ووجهاؤها ومثقفوها يشيعون جثمان الدكتور /فيصل المخلافي إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بالمخلاف بمشاركة محافظ المحافظة شوقي هائل وأقيمت الصلاة عليه في جامع السعيد. جهود الوساطة توصلت لإيقاف أي أعمال عنف قد تندلع بين مسلحي "مراد" والآخرين من أبناء المخلاف، وأوفد محافظ المحافظة وكيله الشيخ عبد الله أمير للتفاوض مع المشايخ الذين وصلوا إلى تعز بالإضافة إلى استمرار التواصل مع الشيخ حسين حازب تلفونياً لتنتهي الوساطة بالاتفاق على مغادرة المسلحين من مأرب وعودتهم على أن تتحمل الدولة مسؤوليتها بحماية المواطنين، وبعد العيد يتم معالجة كل ما ترتب على حادث اغتيال الدكتور / فيصل المخلافي بما يحفظ لكل متضرر حقه كاملاً، وكان عدد من مشايخ مأرب الذين وصلوا إلى تعز قد قالوا إنهم لا يستهدفون مهاجمة أحد أو استعداء تعز وأهلها لكنهم جاؤوا لأخذ أصحابهم المحاصرين، وأشاروا إلى أنهم يتفهمون أن ما حصل لا يمثل تعز ولا قيمها ولا تراثها . وعبروا عن شكرهم وتقديرهم لمحافظ تعز وكل من استنكر الاعتداء على منازل أصحابهم وأدانه واجتهد لاحتواء الموقف.
اشتباكات بين أفراد الأمن ومسلحين يتبعون المخلافي صباح يوم العيد توجه مسلحون يستقلون طقمين عسكريين معززين برشاش 12/7 وسيارة أخرى اجتازت النقطة العسكرية باتجاه مدينة القاعدة عند الساعة العاشرة صباحاً وبعد أقل من ساعة حاولت مرة أخرى دخول المدينة فتم منعها من قبل النقطة الأمنية أسوة بكل السيارات التي تحمل مسلحين منها أكثر من 80 سيارة تابعة لأبناء مأرب كانوا يعتزمون دخول مدينة تعز اليوم السابق، وقال مصدر أمني ل "اليمن اليوم" إن المسلحين أتباع المخلافي أرادوا دخول المدينة عنوة بأسلحتهم فحدث اشتباك بينهم وأفراد النقطة أدى إلى مقتل حمزة عبده محمد سيف من المسلحين وجرح 7 آخرين بينهم نجل الشيخ / حمود سعيد المخلافي "حمزة " وتم التحفظ على الأطقم العسكرية وبعض الأسلحة التابعة للمسلحين. وأشار المصدر إلى أن توجيهات صدرت من وزير الداخلية بإعادة الأطقم العسكرية إلى أصحابها وتوجه مدير الأمن إلى النقطة العسكرية لتنفيذ تلك التوجيهات إلا أن أفراد النقطة رفضوا رفضاً قاطعا لأن ذلك يعد استهانة بدماء زملائهم الجرحى الذين كانوا يؤدون واجباً وطنياً- حسب الجنود، وقال المصدر إن الجنود أكدوا على مدير الأمن أنه إذا كان وزير الداخلية قد باع أفراد الأمن للمشايخ والمسلحين فعليه أن يقدم استقالته أو يتم رفع النقاط العسكرية والأمنية وإعفاؤهم من ذلك. من جهته قال الشيخ المخلافي إن نجله وشقيقه توجهوا إلى مدينة القاعدة ظهر الثلاثاء لحضور مناسبة ولقاء بعض مشايخ المنطقة، وأنه أثناء عودتهم إلى تعز حدثت مشادات مع أفراد النقطة الأمنية في منطقة القاعدة وتطور الأمر إلى وقوع اشتباكات أسفرت عن مقتل أحد أتباعه وإصابة ستة آخرين. وقال إنه رفض علاج المصابين من أتباعه ليتأدبوا، في حين قاموا بدفن القتيل مساء الثلاثاء. من جهة أخرى علمت "اليمن اليوم" من مصادر أمنية أن الأطقم العسكرية والأسلحة هي من الأسلحة التي تم نهبها خلال أحداث 2011 م وحصلت الصحيفة على معلومات تفصيلية عن المسلحين والأطقم العسكرية والأسلحة التي تم مصادرتها عقب الاشتباكات بين النقطة الأمنية في مدخل تعز بمنطقة القاعدة ومسلحي المخلافي. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن معظم المسلحين هم ممن تم تجنيدهم مؤخراً من قبل وزارة الداخلية وتم توزيعهم على تعز، والبعض الآخر ممن انضموا للساحة وهم مجندون حسب الكشف التالي: حمزة عبده محمد سيف 25 عام قُتل بطلقة نارية تحت الإبط جندي في الأمن العام من المجندين الجدد أسامة محمد الشرعبي 23 عاماً إصابة في الفخذ جندي منضم للساحات حمزة محمد أحمد الشرعبي 24 عاماً طلقة في الركبة جندي منضم للساحات إبراهيم سعيد أحمد طلقة في الساق جندي منضم للساحة بشير عبده سيف المخلافي جندي في الأمن المركزي وأشار المصدر إلى أن الطقمين العسكريين والأسلحة التي عليها هي منهوبات تم الاستيلاء عليها في أحداث العام 2011 م حسب التفصيل التالي: طقم تابع للأمن المركزي يحمل رقم قعاده 95800687 طقم آخر تابع للواء 33 مدرع سابقا رقم قعاده 388005308 رشاش 12/7 يحمل رقم 254 تابع لفرع الأمن المركزي والموثق لدى سجلات الأمن المركزي مدفع بي 10 تابع لقوات الفرقة الأولى مدرع ووجه قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء محمود الصبيحي بتسليم وإعادة الأطقم للأمن المركزي لأنها تابعة لهم.