حين يملأنا الحب تمتلئ الأرض عدلاً وخبزاً ومغفرةً وبياضاً.. فلا جور إلا الذي خبأته القلوبُ من الحقدِ.. إن السنابلَ تدري بأوجاع آكلها فتهونُ عليها جراحُ المناجلِ وقتَ الحصاد. أستخفُّ بكلِّ مواجع روحي وأسري إلى حيث ترقد كلُّ الأساطيرِ، ليت المسيح هنا ليراني أقلِّب كلَّ المواجع.. يا صاحبي: ليس لي شجنٌ غير روحي وليس لروحي سواي. حين يملأنا الحبُّ تأتي القصائد طيّعةً كالندى، تتمايلُ في زهوها كسنونوةٍ تتهرَّبُ من شجنٍ كي يصيب خريطتها شجنٌ فوق طاقتها.. إنه الحبُّ: مهدُ النبوءاتِ، حلمُ الشرانقِ بالضوءِ واللونِ، سجادةُ العارفينَ، وأيقونة البشر المتعبين. كلُّ إِطلالة لا تكون إليك حرامٌ عليَّ.. أنا وجعٌ أرهقته القصائد آلََمَه البوحُ سار به الأصدقاءُ إلى غير ما وِجهةٍ.. أنتَ في قلب صنعاءَ أغنيةٌ وملاذٌ لأحزاننا.. أنتَ ما لا تكون المحبة إلاَّ به، أنت فاكهة الله في الأرضِ، قل لي: إلى أين نذهب إن غيَّبتكَ المدائن أو بعثرتكَ الدروبُ؟ إلى أين نذهب إن أخذَتك ملائكة الله نحو السماء؟ دُمْ بخيرٍ، فإني أخاف من اليُتمِ أخشى من الأصدقاء. ستأتي التي سامَرَتكَ نوافذها لتضمِّد نزفَ المسافاتِ، تمسح ما خلَّفته المساءاتُ من تعبٍ في جبين القصائدِ، تُصلح ما كسَّر الشوقُ من لُغةٍ في ارتباك الرسائلِ.. يا صاحبي: قبلها لم يكن لحروفك رائحةُ الوردِ، لونُ المحبة، طعمُ الردى في دمِ الأغنيات.. ستأتي، ويغفو خليجٌ من العطر بينكما وجبالٌ من الزعفران.