أحرق متظاهرون أمس الأربعاء مقر حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في مركز ولاية قفصة، التي دخلت في إضراب عام ليوم واحد، احتجاجاً على استثنائها من مشاريع صحية جديدة أعلنتها الحكومة في الأسبوع الماضي. وقال مراسل فرانس برس إن حوالي ألفي متظاهر تجمعوا أمام مقر الحركة، وأضرموا فيه النار، كما ألقوا بمحتوياته في الشارع وأحرقوها.. وأضاف أن المتظاهرين اعترضوا سيارة إطفاء قدمت لإطفاء الحريق، ومنعوها من الوصول إلى مقر الحزب. وكانت الشرطة أطلقت صباحاً قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات من المتظاهرين اقتحموا مقر الولاي، وتجمَّع حوالي ستة آلاف متظاهر (وفق الشرطة) أمام مقر الولاية مرددين شعارات معادية للحكومة مثل "الشعب يريد إسقاط النظام".
والخميس، أعلنت الحكومة مشاريع تتعلق بإحداث ثلاث كليات للطب في ولايات الكاف (شمال غرب)، وسيدي بوزيد (وسط غرب)، ومدنين (جنوب) وكلية لطب الأسنان في القصرين (وسط غرب)، وكلية صيدلة في جندوبة (شمال غرب). وأثار الإعلان احتجاجات في الولايات التي تم استثناؤها من المشاريع، بينها قفصة، التي تعتبر المركز الاستراتيجي لإنتاج الفوسفات في تونس. والاثنين، دعا مكتب الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية القوية) في قفصة إلى إضراب عام "دفاعاً عن حق الجهة في التنمية والتشغيل". وطالب الحكومة ب"إعطاء الأهمية القصوى لتحسين الوضع الصحي في جميع معتمديات الولاية لما آل إليه القطاع من تدهور انعكس سلباً على صحة المواطن"، جراء التلوث البيئي الناجم من استخراج الفوسفات. وتشهد تونس أزمة سياسية حادة منذ أشهر بسبب فشل الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، والمعارضة العلمانية في الاتفاق على تشكيل حكومة مستقلة تحل محل الحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة.