فشل مجلس النواب أمس في سحب الثقة عن الحكومة، بعد اعتراض كتلة حزب التجمع اليمني للإصلاح، مكتفياً بمخاطبة رئيس الجمهورية بإعادة النظر في تشكيل حكومة جديدة أو إجراء تعديلات عليها، الأمر الذي دفع برئيس كتلة الأحرار عبده بشر إلى إعلان استقالته من البرلمان، فيما قرر النائب المؤتمري خالد العنسي مقاطعته لجلسات المجلس. ورغم تصويت غالبية أعضاء المجلس على سحب الثقة، إلا أن المجلس تراجع بعد اعتراض رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح زيد الشامي وعبدالرزاق الهجري ومحمد الحزمي وصالح السنباني وعلي العنسي، النواب في حزب الإصلاح. رئيس مجلس النواب يحيى الراعي قال إن الحكومة أصبحت لم تعر مجلس النواب أي اهتمام كونها مركنة بالتوافق.. وأضاف: "الله لا وفقه من قال توافق". قرار مجلس النواب بسحب الثقة يأتي بعد جلسة ساخنة الاثنين الماضي، قرر فيها المجلس استدعاء الحكومة لحضور جلسة أمس لمناقشة موضوع التدهور الأمني واغتيال النائب عبدالكريم جدبان، وهدد بسحب الثقة عنها في حال لم تلتزم عن الحضور. من جانبه انسحب النائب المستقل عبدالسلام زابية إلى شرفة الصحفيين، احتجاجاً على عدم استجابة الحكومة للحضور إلى البرلمان. وقال زابية إن مجلس النواب أصبح عاجزاً، مشبهاً أعضاء المجلس ب"النعاج". وأضاف: "يوجد في مجلس النواب 300 نعجة وراعي، وليس أعضاء يمثلون الشعب". من جهته قال الشيخ النائب سنان العجي إن تصويت أعضاء مجلس النواب لجلسة أمس بشأن سحب الثقة عن الحكومة دليل واضح على من يعمل مع الشعب ومن يعمل ضده ويدافع عن الحكومة. واعتبر العجي حكومة باسندوة أفشل حكومة عرفتها اليمن على مر التاريخ، مشيراً إلى أنه من المعيب عدم سحب الثقة عنها. وقال: "لدينا نصف الحكومة ولن ندافع عنها، ولسنا مزايدين.. غيرنا يزايدون بأنهم لا يملكون غير 3 حقائب وزارية ولكنهم لم يصوتوا على حسب الثقة لأنهم يمثلون الحكومة ولا يمثلون الشعب".. في إشارة إلى حزب الإصلاح. بدوره قال رئيس كتلة الأحرار عبده بشر ل"اليمن اليوم" إن مجلس النواب فشل في المحافظة على أمن وسلامة الوطن والمواطن. وأكد بشر أن مجلس النواب فشل اليوم فشلاً ذريعاً لم يصل إليه في أية مرحلة من المراحل. وأضاف أن مجلس النواب لم يعد قادراً على توفير السلامة للمواطنين أو المحافظة على الشؤون الاقتصادية والأمنية، الأمر الذي دفعه لتقديم استقالته. النائب جعبل طعيمان اقترح سحب الثقة عن الحكومة وتشكيل حكومة توافقية بديلة على نفس المبادرة الخليجية، بعد أن فشلت الحكومة في مهامها، حسب قوله. كما اقترح طعيمان توجيه رسالة إلى رئيس الجمهورية بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة تصريف أعمال. النائب محمد شردة، في تصريح ل"اليمن اليوم" أرجع فشل مجلس النواب في سحب الثقة عن الحكومة بسبب المكايدات السياسية بين الأحزاب. واقترح شردة سحب الثقة ليس من الحكومة بكاملها بل من الجهات المعنية والتي فشلت في المهام الموكلة لها (أي وزير الداخلية والدفاع). النائب في حزب الإصلاح عبدالرزاق الهجري أكد في تصريح ل"اليمن اليوم" أن قرار مجلس النواب بسحب الثقة عن الحكومة لن يتم وسيرفضه رئيس الجمهورية. وقال :"أقسم بالله لو صوَّت المجلس بأكمله على سحب الثقة عن الحكومة فإنه لن يتم وأنه سيرفضه الرئيس". وأضاف: يجب أن نحافظ على ماء وجوهنا أفضل لنا". بدوره حمَّل النائب في حزب الإصلاح محمد الحزمي حكومة الوفاق الوطني مسؤولية الانفلات الأمني، لكنه رفض سحب الثقة عنها. إلى ذلك قال رئيس كتلة حزب الإصلاح زيد الشامي إن الحكومة عاجزة ومقصرة ولم تقم بواجبها.. واقتراح الشامي مخاطبة رئيس الجمهورية بإعادة النظر في الحكومة وإجراء تعديل فيها. من جانبه قال النائب المستقل عبدالعزيز جباري إن الحكومة أخفقت في مهامها على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي، مقترحاً مخاطبة رئيس الجمهورية باتخاذ إجراءات تجاهها. وقال جباري: "أقسم بالله لو كنت مكان وزير الداخلية لأعلنت استقالتي قبل أن يطلبها أحد مني، ويجب توجيه رسالة إلى الرئيس هادي بإقالة قحطان". وطالب جباري بمخاطبة رئيس الجمهورية لإقالة وزير الداخلية واستبعاد حقائب الداخلية والدفاع والمالية من المحاصصة القائمة في تشكيل الحكومة الجديدة، بناءً على التسوية في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وجعلها حقائب سيادية غير حزبية.