مثلما يعتبر اليهود أنفسهم شعب الله المختار، تعتبر جماعة الإخوان نفسها فئة مميزة، مختلفة عن جميع فئات المسلمين، وهي الجماعة المختارة، وهذا مسطور في كتبهم، وفي رسائلهم، وأضعف ذلك ما يرد في رسائل محمد اليدومي للإصلاحيين والإصلاحيات.. أنتم حملة رسالة الإسلام، أنتم هداة، الحق ما انتم عليه.. والآخرون ليسوا على الصراط المستقيم، بل وأعداء.. لكن الإخوان يشعرون بالحاجة للاستعانة بالآخرين، الأعداء، ليحققوا كثيرا من أهدافهم من خلالهم. وهنا لا بد من التحايل، والتحايل عقيدة بالنسبة لهم من أجل التمكين.. وعقيدة التحايل تقتضي أن يظهروا لمختلف الأفراد والجماعات أنهم معهم قلبا وقالبا، نحن مع قضاياكم، نحن مع مطالبكم، نحن نؤيد رؤيتكم، لا نختلف مع فكرتكم، وقضيتنا واحدة، وغير ذلك من أساليب التملق التي يظهرون من خلالها أنفسهم صديقين محترمين، ولا رسالة لهم في الحياة غير الشراكة، وإرضاء كل الخلق.. وهذا كله تحايل لتحقيق أهدافهم من خلال المتحايل عليهم.. وكلما حققوا هدفا، تحايلوا بصورة مختلفة لتحقيق الهدف التالي. إنهم متحايلون محترفون.. وقد تفاجأ بعض شركاء الإصلاح في مكونات مؤتمر الحوار، بما يعتقدون أنه تحالف بين الإصلاح والمؤتمر الشعبي، عندما لاحظوا أن الإصلاح أيد بعض رؤى المؤتمر، ولم يؤيد رؤى كانت محل اتفاق بينهم وبين شريكهم الإصلاح، بعد أن انتزع منهم ما يريد لتأييد الرؤى التي تناسبه. وهؤلاء غير ملمين بعقيدة التحايل الإخوانية.. وينبغي أن لا يطمئن المؤتمر وحلفاؤه إلى الإصلاح، ويحذروا التحالف معه داخل مؤتمر الحوار، حتى لو التقى معهم في معظم القضايا، فالإخوان متحايلون يجيدون خداع الآخرين واستخدامهم في تحقيق أهدافهم، ثم يفركون بهم. كم هو حجم الإصلاح في الحكومة؟ ليس بكثير، ومع ذلك يستخدمون الآخرين في صالحهم، وزير اشتراكي يحقق أهداف الإصلاح على حساب الاشتراكيين وغيرهم، وعن طريق التحايل، يوهمك أنه معك، إلى أن يحقق بك هدفه فقط.. الإخوان في مصر تحايلوا على الجميع، نحن معكم، نحن حته واحدة، ولما تمكنوا رموا كل ذلك جانبا، ولو أنهم لم يعطوا أولوية لإقصاء الآخرين والانتقام والتفرد، لما سقطوا سريعا. الذين يتفاجأون بتبدلات الإصلاح معهم، لا ذاكرة لهم، ولم يتعلموا من تجاربهم معه في الماضي، من أيام الإخوان قبل الوحدة، إلى عام الوحدة، وما بعده وإلى الشركة الثورية، والآن في مؤتمر الحوار، تحايل على الجميع، معكم معكم، إلى أن يأخذ منكم ما يريد.