هاجمت قوات مكافحة الشغب بالعاصمة، صباح أمس، مسيرة حملة "إنقاذ" الداعية لإسقاط الحكومة، في نقطة تجمعها بباب اليمن، ومرة أخرى لدى وصولها إلى أمام منزل رئيس الجمهورية، واعتقلت العديد من ناشطي الحملة، قبل أن تفرج عن بعضهم في وقت لاحق المساء. وكانت الحملة التي أطلقت على نفسها "إنقاذ" قد دعت إلى مسيرة ثانية لها إلى رئاسة الوزراء مطالبة بإسقاط الحكومة، بعد مسيرة نظمتها الثلاثاء الماضي، وحددت المسيرة مكان التجمع في باب اليمن، إلا أنها حوصرت بقوات مكافحة الشغب، مدعومين بالعربات المدرعة التي قمعتها مستخدمة المياه وقنابل الغاز والهراوات وطاردت المحتجين واعتقلت عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور عادل الشجاع، و12 شخصا من الناشطين في الحملة، ونقلتهم إلى معسكر قوات الأمن الخاص "الأمن المركزي سابقا" فيما أصيب عشرات المواطنين في منطقة باب اليمن بالاختناق والإغماء جراء كثافة الغاز. ودان بيان صادر عن اللجنة التحضيرية للحملة - حصلت "اليمن اليوم" على نسخة منه- ما تعرض له المشاركون في المسيرة من ضرب مبرح واعتقالهم ونقلهم للأمن الخاص، وتحطيم كاميرات التصوير الخاصة بقناة "رويترز" والاعتداء على مراسل قناة "السعيدة"، مناشدة منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والناشطين المدنيين والحقوقيين الوقوف إلى جانبها لمواجهة ما أسمته "صلف حكومة الوفاق" التي عجزت عن حماية الوطن والشعب في ظل تفشي الانفلات الأمني بعهدها، ونجحت في تأمين كراسيها ومصالحها الشخصية فقط. وعلمت "اليمن اليوم" أن السلطات الأمنية أفرجت مساء أمس عن بعض المعتقلين أثناء المسيرة، فيما لا يزال آخرون معتقلين في أماكن مجهولة، وأكد المسئول الإعلامي لحملة إنقاذ أحمد غيلان، إنه تم الإفراج عنه مع عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور عادل الشجاع، إضافة إلى عشرة من المشاركين في المظاهرة، بعد أن تم اعتقالهم في قيادة قوات الأمن الخاص، مبينا أن خروجهم جاء بعد تعهدات كتابية منهم بعدم الخروج مجددا ضد الحكومة. وأوضح غيلان أن المتظاهرين عاودوا تجمعهم في جولة الرويشان بحدة، وآخرين في جولة كنتاكي، حيث انطلقت المسيرة صوب منزل رئيس الجمهورية لقراءة بيان المسيرة، إلا أنهم فوجئوا بوجود عدد كبير من مكافحة الشغب والحرس الرئاسي الذين رفضوا السماح لهم بقراءة البيان، وفضوا الاعتصام، واعتقلوا عددا منهم. من جانبها قالت منسقة الحملة الداعية لإسقاط حكومة الوفاق نورا الجروي لوكالة خبر للأنباء: إن جنوداً من حرس الرئيس هادي، منعوهم من الوصول صوب منزل رئيس الجمهورية لتسليمه رسالتهم، باستخدام الرصاص الحي. وكانت عدد من المحافظات قد شهدت مسيرات مماثلة، استجابة للدعوة التي أطلقتها حملة "إنقاذ" للنزول والتظاهر من أجل إسقاط الحكومة، حيث شهدت محافظة حجة مسيرة لإسقاط الحكومة. وأوضح مراسل "اليمن اليوم" سمير النمر إن مسيرة حاشدة للمطالبة بإسقاط الحكومة جابت أمس شوارع مدينة حجة، رفع خلالها المشاركون شعارات تطالب بتشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة المرحلة المقبلة، وأخرى تدعو الرئيس هادي إلى الاستماع لمطالب الشعب. واعتبر المشاركون في بيان لهم بقاء الحكومة الحالية بأنه ينذر بمستقبل مجهول للبلد، كون الحكومة ارتهنت لمراكز نفوذ وقوى سياسية وحزبية وعسكرية ودينية، وتجاهلت احتياجات المواطن الأساسية- كما ورد في البيان.