قبل ثورة سبتمبر العظيمة كان لدى اليمنيين ثلاثية "الجهل والفقر والمرض"، ثم أصبح لليمنيين - من بعد- ظاهرة "الثلاثي الكوكباني" الذين أطربوا اليمنيين لفترة من الزمن. لم يحالفهم حظ البقاء طويلا وتبعثروا وانتهوا كأي ظاهرة بديعة خنقها الإهمال وأقصاها ضمور الذائقة لدى ثلة أصحاب القرار . اليوم – وبفضل ظمور الذائقة نفسها – أصبح لدينا ولله الحمد الثلاثي "المقرحاني" وهم ثلاثية "الفندم والشيخ والسيد" وهات يالبيج. سين: من هم الأشخاص الذين لا في فرحهم نسلى، ولا في حزنهم نهجع؟ جيم: الشيخ والفندم والسيد. سين: طيب ليش نبترع خلفهم ونتعارك ونتقاتل ونخوض خصوماتهم كلها لكأنها الطريق السري إلى المجد؟ جيم: لأنه ما فيش دولة محترمة تلم إليها كل هؤلاء الأشياع المطعفرين. سين: ناهي وإلى متى سيستمر هذا الحال؟ وليش نتقاتل يا خلق الله؟ وعلى أيش؟ ومن أجل موه؟ جيم: والله مالنا علم؟ المهم الفندم والشيخ والسيد يعيشوا أبطال، وتنزل البلاد ملح! معلوم طبعا أن الفندم والشيخ والسيد -بارك الله لهم وبارك فيهم وجمع بينهم على خير- إذا اختلفوا يعصدوا حياتنا عصيد. وإذا اتفقوا و"سدوا" نتحول – كما العادة- في حضرة اتفاقهم إلى شعب "مقُعي" يغني بالتزام لحكمة "خيري وأخوه"، ولا أعرف للأمانة إلى متى سنظل – هكذا- مخلصين لجلادينا، حتى أصبحنا شعباً بطوله وعرضه نكدح ونشقى ليل الله مع نهاره لا لنأمن في المستقبل، بل نفعل كل ذلك عشان كرامة ومستقبل الفندم والشيخ والسيد الله يجبرهم ؟! الخلاصة أننا كشعب واقعون جميعا في قبضة كماشة من حق الجِن. كماشة لزجة والخلاص منها يتطلب جرأة حقيقية.. جرأة لا يسرقها الملاعين ولا تتغرغر بها أفواه القطعان الذين لا يمتلكون في حياتهم موهبة غير عبادة أصنام الفندم والشيخ والسيد . [email protected]