تبدو مديرية كشر في محافظة حجة، اليوم، أشبه بميدان معركة يصعب السيطرة عليه، نظرا لاتساع رقعة المواجهات بين قبائل متداعية للثأر، ووصلت نيرانها إلى كل قرية في المديرية. على مدى الأسبوعين الأخيرين، اكتوى أبناء المديرية بنيران (6) قبائل متقاتلة، فيما عجزت لجنة وساطة محلية بقيادة الشيخ علي بن علي وهبان عن احتواء تلك المواجهات التي خلفت قتلى وجرحى بين أطرافها المختلفة، وكلما أطفأت اللجنة نيران جبهة اشتعلت أخرى. وتوقفت بشكل شبه كلي على أطراف المديرية، إلا من النزوح المستمر للإرهاب. في الطرف الشمالي للمديرية تقاتل قبيلة الزعكري، قبيلة أبو مسلم، ويتكرر هذا المشهد بشكل متقطع، منذ مقتل عدد من مسلحي القبيلتين في كمائن متبادلة بدأت قبل شهرين في خلافات على أرض، ووصلت اليوم إلى المطالبة بالدم "الثأر". وتمكنت لجنة الوساطة المكلفة من السلطة المحلية بالمحافظة من إخماد المواجهات خلال اليومين الماضيين، ومكنها ذلك من التوغل إلى عمق المديرية حيث تتقاتل قبيلتا بني الديني وريبان. وأبلغت لجنة الوساطة أثناء اجتماع لها بشيوخ قبائل ريبان والديني بأن مواجهات الزعكري وأبو مسلم تفجرت مجددا أمس مخلفة قتيلين وجريحاً. وأقرت اللجنة، وفقا لمصدر فيها، استمرار جهود احتواء مواجهات الديني وريبان التي خلفت مؤخرا قتيلا و3 جرحى، بعد تلقيها تكليفا جديدا من وكيل محافظة حجة الشيخ دهشوش، بالتوجه إلى غرب المديرية حيث تدور منذ يومين اشتباكات مسلحة بين قبيلتي بني القاضي وبني عرجاش، وخلفت قتيلين على الأقل ومصابين. من جانبه اعتبر الشيخ فهد دهشوش تشكيل لجنة الوساطة بقيادة شيخ مشايخ كشر بمثابة محاولة لاحتواء تلك المواجهات، التي أثرت على حياة الناس.