أحرز مسلحو جماعة الحوثي في اليوم الرابع من الحرب المؤجلة في عمران تقدماً ميدانياً كبيراً على حساب مسلحي حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) فيما شهدت هذه الحرب الطائفية تطوراً خطيراً بدخول السيارات المفخخة على خط الصراع كما حصل أمس في محافظة الجوف والتي راح ضحيتها 4 قتلى وإصابة آخرين من الحوثيين. ففي محافظة عمران اندلعت أمس مواجهات عنيفة في مديريتي جبل يزيد وعيال سريح على خط عمرانصنعاء، فيما شهدت المواجهات في مركز المحافظة بين قوات لواء القشيبي وحزب الإصلاح (الإخوان) من جهة، والحوثيين من جهة أخرى، صباح وعصر أمس هدوء حذراً بعد ثلاثة أيام من المعارك في جبال الجميمة ومنطقتي الحجز (إخوان) والمأخذ (حوثيين)، وفي المساء اندلعت مواجهات في منطقة الجنات عندما حاول الحوثيون اقتحام أكبر معهد تابع للإخوان في الجنات. وقالت مصادر محلية متطابقة ل»اليمن اليوم» إن مواجهات عنيفة بمختلف الأسلحة اندلعت في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة في مديرية جبل يزيد -شمال شرق مركز المحافظة باتجاه صنعاء- تمكن خلالها مسلحو الحوثيين من دحر مسلحي الإخوان من الجبال المحيطة بقرية الخدرة (معقل الإخوان في عيال سريح) واقتحموا القرية وفجروا دار القرآن المعروف بالمعهد العلمي سابقاً والتابع لحزب الإصلاح (الإخوان). كما زحف مسلحو الحوثيين في ذات المديرية على مناطق عدة عبر وادي عقار والمظلعة والقرى المجاورة للسيطرة على نقطة بيت بادي الأمنية، وفقاً لذات المصادر. وفي مديرية عيال سريح المجاورة، اندلعت المواجهات بالتزامن مع المواجهات في مديرية الجبل، وتمكن من خلالها الحوثيون من السيطرة على مواقع لمسلحي الإخوان في منطقتي قهال والحائط. وشهدت منطقة ذيفان في مديرية عيال سريح، مواجهات مماثلة في محاولة من قبل الحوثيين للسيطرة على حصن ذيفان في جبل الحصن الذي يتمركز فيه مسلحو الإخوان. وقالت مصادر»اليمن اليوم» إن المواجهات امتدت باتجاه منطقة (اسحب) لمحاولة السيطرة على جبل ضين ودحر مسلحي الإخوان منه. وأشارت المصادر إلى أن الحرب توقفت في هذه الجبهة (ذيفان واسحب) في الساعات الأولى من المساء بوساطة قبلية ولا يزال مسلحو الإخوان يتمركزون فيها رغم الحصار المطبق من الحوثيين. إلى ذلك قال شهود عيان لمراسل «اليمن اليوم» إن عشرات السيارات وصلت إلى مديرية ثلا القريبة من مديريتي عيال سريح وجبل يزيد، على متنها المئات من مسلحي الحوثي قادمين من حجة والمحويت وهمدان، فيما شوهدت حركة نزوح كبيرة من قبل أهالي عيال سريح والجبل باتجاه مناطق بعيدة عن مسرح المواجهات. وفي مدينة عمران –مركز المحافظة- والتي انطلقت منها الشرارة الأولى في الحرب المؤجلة بين الحوثيين والإخوان قبل أربعة أيام، ساد الهدوء الحذر صباح وعصر أمس قبل أن تندلع مواجهات عنيفة في منطقة ضبر الجنات، حيث يتمركز مسلحو الإخوان داخل أكبر معاهدهم التعليمية في عمران. وقالت مصادر ل»اليمن اليوم» إن الحوثيين شنوا هجوما عنيفا في محاولة لاقتحام المعهد ونسفه، ولا تزال المواجهات مستمرة حتى ساعة كتابة الخبر العاشرة مساءً. وكانت اندلعت مواجهات عنيفة بين الحوثيين وقوات لواء القشيبي (اللواء 310) في جبال الجميمة –جنوب غرب المدينة- والمطل على منطقة الحجز (آخر معاقل الإخوان في مركز المحافظة). حيث شن الحوثيون القادمون من منطقة المأخذ –غرب المدينة- هجوما في محاولة للسيطرة على موقع الجميمة العسكري، وسقط في الهجوم عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، وتقدم ميداني للحوثيين قبل وصول تعزيزات عسكرية من اللواء 310 مدرع ليتمكن الموقع العسكري من الصمود رغم الحصار الذي يفرضه عليه مسلحو الحوثيين من 3 جهات. وبرر الحوثيون الهجوم على الجميمة بسقوط قذيفة هاون من ذات الموقع على مخيم يعتصم فيه أنصارهم في منطقة المأخذ وأحدثت قتلى وجرحى. وبالتزامن اندلعت مواجهات بين الحوثيين المتمركزين في المأخذ والإخوان المتمركزين في الحجز. إلى ذلك لا تزال اللجنة الرئاسية المكلفة بوقف المواجهات في عمران تواصل جهودها ولكن دون جدوى. قبائل مأرب تتداعى إلى عمران وفي منطقة الحجز قتل مدير مكتب مدير أمن محافظة عمران،صالح بحيبح، برصاص مسلحين مجهولين. وتبادلت جماعة الحوثي و»الإخوان» عبر وسائلهما الإعلامية الاتهامات بالوقوف وراء الحادثة التي دفعت بمسلحين من قبيلة مراد، كبرى قبائل مأرب، إلى التوافد إلى عمران بحثا عن قتلة بحيبح، الذي ينتمي إليها. وقالت وسائل إعلام موالية للحوثي أن نقطة مشتركة بين «جنود القشيبي وتكفيريين» قتلوا بحيبح، غير أن مواقع مقربة من الإصلاح ذكرت أن مسلحين من «جماعة الحوثي» أطلقوا النار على بحيبح أثناء مروره في منطقة الحجز التي تشهد مواجهات بين «الإخوان» والحوثيين، منذ أيام.