الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، يقود حملة التبرع بالدم لمصابي القوات المسلحة والأمن في حربنا ضد القاعدة، في صفعة مدوية لمن يقفون ضد هذه الحرب المقدسة، وضد إرادة الشعب ومستقبله. مازال هذا الرجل يستطيع أن يثبت في كل موقف أنه الأذكى، وأنه الأقدر على التفكير بكل متطلبات المرحلة، والأقدر أيضا على الاقتراب من معاناة الشعب. عندما أراه في موقف كهذا، أعرف لماذا مازال يرعبهم حتى اليوم، ولماذا مازالوا يذكرونه في كل موقف ومأزق، وأعرف أيضاً، ما معنى «فلان يعرف من أين تؤكل الكتف». هناك مثل يمني يقول: «ما يحن على المال إلا كاسبه» ربما من أجل هذا كانت مبادرة التبرع بالدم، فصالح صنع هذا الجيش في سنين طوال، ودون شك أن هناك علاقة روحية بين الطرفين، أقوى من أي روابط أخرى، ولعل هذا يفسر لي شخصياً، تلك المواقف التي كانت تعتريني دهشة عظيمة بسببها خلال 2011م لما كنت أراه من أفراد الأمن الذين كانوا يصرون على التمسك بقائدهم، كما أتذكر أغنية «مثل الجبل عالي» لحسين الجسمي، تلك الأغنية التي ملأت الشوارع خاصة في نقاط التفتيش الأمنية. والآن هذا موقف الرجل الذي ثرنا يوماً ضده، جاء واضحا صريحا، فأين هي مواقف الثوار، مواقف الأحزاب العملاقة التي وعدت بانتشال الوطن من الفقر والخوف، وأين وصلت وعودها بالوطن اليوم؟. هل يستحق جيشنا دمنا، وهو يقاتل من أجلنا؟ من كان يحب الوطن جدا من خلال تعليقات الفيس بوك، والشعارات والهتافات، فليرنا هل سينضم لحملة التبرع بالدم التي أطلقها الرئيس السابق؟ أم أنه سيكتفي بالقول، ويترك الفعل لأهل القول والفعل؟! إن ما يرضيني عن هذه المرحلة رغم قسوتها على وطني الحبيب، هي أنها مرحلة سقوط الأقنعة بامتياز، فلم يعد هناك مكابرة أو مزايدة، وكأني بالقيامة قد قامت ولم يعد للكذب والتضليل مكان، فالمواقف شديدة ولا تليق بأنصاف الرجال.