اقتحم جنود يتبعون الحرس الرئاسي، تدعمهم مدرعات عسكرية ظهر أمس قناة اليمن اليوم والاستوديوهات التابعة لها في صنعاء ونهبت كافة أجهزة البث والتصوير والمونتاج التابعة لها وأوقفت البث . وفي تصريح لليمن اليوم أوضح مدير عام القناة محمد العميسي أن قوة عسكرية مدعومة بالمدرعات داهمت ظهر أمس استوديوهات القناة الواقعة أعلى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، ونهبت كل محتوياته من الأجهزة وأغلقت الأستوديو قبل أن تتجه إلى إدارة القناة بشارع بيروت بحدة وتقوم بنفس العمل الهمجي دون وجود أية أوامر بإغلاق القناة. ولفت إلى أن إدارة القناة تُعِدُّ تقريرا متكاملا بما تم نهبه من معدات وأجهزة وحصر كافة الأضرار من قبل لجنة قانونية مختصة حتى يتسنى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة إزاء ما تعرضت له القناة . وأكد العميسي أن القناة كانت تقوم بعملها الإعلامي بكل مهنية وحيادية ناقلة الأخبار من الميدان حول تطورات الوضع في العاصمة، ولم تبث أية مواد أو تقارير يمكن اعتبارها تحريضية ، لافتا إلى أنه لو كان ثمة ما يستدعي عملية إيقاف القناة فكان من الممكن اتباع الطريق القانوني في التعامل مع القناة . وتعليقا على ما تعرضت له قناة اليمن اليوم دانت مؤسسة البيت القانوني «سياق» -على لسان أمينها العام المحامي محمد المسوري- ما حدث، ووصفته بالاعتداء السافر والانتهاك الفاضح لحرية الإعلام والمحاولة البائسة لوقف لسان حال الشعب اليمني . وأكد المسوري أن مؤسسة البيت القانوني «سياق» ومجموعة كبيرة من المحامين يستعدون للدفاع عن قناة اليمن اليوم التزاما بما يفرضه عليهم الواجب من ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية إزاء قرارات إيقاف بث قناة اليمن اليوم وما صاحبه تنفيذ ذلك القرار من اعتداء على العاملين في القناة ونهب لمحتوياتها تحت تهديد القوة المسلحة . وعن مبررات ذلك الاعتداء أكد المسوري أن «قناة اليمن اليوم» صارت خلال فترة وجيزة لسان حال المواطن اليمني بمختلف شرائحه وتوجهاته، وأن وقوفها المهني ضد المغالطات والأكاذيب التي يروجها إعلام تجمع الإخوان المسلمين أثار استياء هذه الجماعة التي تمكنت من السيطرة على مفاصل الدولة والتحكم بقرار الوطن فسعوا جاهدين لمحاولة إسكات القناة. وأكد المسوري أن حرية الرأي والإعلام والتعبير حق لكل مواطن ضمنته المواثيق والمعاهدات الدولية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم أي كان بالاعتداء عليها أو تقييدها خارج إطار القانون، داعيا جميع المؤسسات الصحفية والإعلامية وجميع الصحفيين والإعلاميين إلى التضامن مع قناة اليمن اليوم، الذي يعد تضامنا مع حرية الإعلام، وأن تعبر كل القنوات الفضائية عن قناة «اليمن اليوم» . من جانبه دان اتحاد الصحفيين العرب من مقره بالقاهرة اقتحام مقر قناة اليمن اليوم الفضائية بصنعاء ووقف بث القناة ومصادرة أجهزتها. وأكد رفضه الإجراءات التي طالت القناة وإقصاء الإعلام تحت أي مبرر. ونقلت وكالة خبر للأنباء عن أمين عام اتحاد الصحفيين العرب, حاتم زكريا من القاهرة, أن الاتحاد العام ضد أي قيود على الإعلام بصفة عامة، مشيراً إلى أن الإعلام يلعب دوراً هاماً ويساند الحكومة في الحكم الرشيد ويضيء طريقها. وأكد أمين عام اتحاد الصحفيين العرب أن الإعلام في أي بلد في العالم حر, وأن الإعلام يصحح من مسار الحكومة ويساندها في أداء عملها، معربا عن رفض الاتحاد العام للصحفيين العرب ما تعرضت له قناة اليمن اليوم، ورفض أي إقصاء لحرية الإعلام. من جانبه اعتبر النقيب الأسبق للصحفيين اليمنيين - رئيس الهيئة العامة للكتاب عبدالباري طاهر- إقدام قوات الحرس الرئاسي على اقتحام ومصادرة أجهزة بث قناة «اليمن اليوم» الفضائية، إجراء سيئاً ويمس الحريات العامة والديمقراطية، ويمثل بادرة سيئة تمس صميم حرية الرأي والتعبير والحريات الصحفية بشكل عام. وأكد طاهر، أنه ينبغي على كل الصحفيين والحريصين على الحريات العامة والديمقراطية، الوقوف ضد هذه الخطوة، معتبراً الاقتحام إجراءً عدوانياً ويجب مساءلة من يقف خلفه، كون الإقدام على إيقاف أي قناة أو صحيفة بدون الاحتكام للقضاء يعتبر اعتداءً على الحق في الحصول على المعلومة وحرية التعبير ويتنافى مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والدستور اليمني ومخرجات الحوار الوطني.ودعا طاهر نقابة الصحفيين اليمنيين إلى اتخاذ موقف واضح وقوي ضد هذا الإجراء القمعي المتنافي مع كل المواثيق. وقال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل إن إقدام السلطات على إغلاق قناة «اليمن اليوم»، دليل على دخول البلاد في مرحلة جديدة وخطيرة تهدد الوطن بأكمله. الزميل نبيل الصوفي كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: مصفحات وطائرة في الجو وأفراد الحرس الرئاسي يطوقون مكتبي قناة اليمن اليوم. ينهبون كل شيء فيها. في طريق عودتهم مروا على قناة آزال، حيث كان الخبر قد وصل القناة وجهزت لها حماية مسلحة حمتها من بلطجة الأمر الرئاسي. زرت المكاتب الخاوية، واتصلت برئيس المؤتمر الشعبي العام، فقال لي: بدل القناة الواحدة سيكون لليمن اليوم أكثر من قناة. قلت له: فنيا، حمى الشباب أهم الأجهزة، ويمكن أن يعود البث ولو هذه الليلة، كنوع من التحدي. قال لي: من يتصرف بالفعل وردة الفعل، ينتهي سريعا. تلقيت اتصالات من زملاء كثيرين.. قلت لهم: لا شيء، هم فقط قالوا لعبدربه، لولا قناة اليمن اليوم، ما كان هناك ولا طابور في محطة ولا انطفأت الكهرباء.. ولم يكن لديه وقت ليفكر.. أقصد هو لا يفكر أصلا. فقط وجه وجيشه نفذ الأمر.. أقصد جيشه الخاص، وليس أي جهة من جهات الدولة. ستعود اليمن اليوم.. وستبقى هذه الصور تذكر بمرور زبانية النظام.. ولربما هم نفس الزبانية من النظام السابق إلى النظام الحالي وقد يستمرون.. زبانية تحت الخدمة. نقابة الصحفيين اليمنيين من جهتها، أعلنت إدانتها بشدة للاعتداء على قناة اليمن اليوم، داعية السلطات إلى التراجع عن هذا الإجراء والتحقيق فيه. وقالت النقابة في بيان لها إن هذا التصرف لهو اعتداء سافر وانتهاك خطير للحريات العامة ولحرية الصحافة. وطالبت نقابة الصحفيين الوسط الصحفي والحقوقي بالتضامن مع الزملاء في قناة اليمن اليوم والتنديد بكل الإجراءات غير القانونية المقترفة تجاهها. ودعت نقابة الصحفيين جميع القوى الديمقراطية في البلد إلى اتخاذ موقف واضح لمواجهة هذا التهديد الذي يستهدف الحريات العامة في البلد. وأكدت أن هذا الاعتداء يمثل تهديدا للحريات الصحفية والتطلعات الديمقراطية لبلادنا وشعبنا. من جانبه أعلن رئيس اللجنة النقابية بوكالة الأنباء اليمنية سبأ الزميل منصور الجرادي تضامن اللجنة النقابية مع الزملاء في قناة اليمن اليوم، ووصف في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إغلاق القناة بتلك الطريقة بأنه عمل لا يتواءم مع الحريات الصحفية، مشيرا إلى أن أي إجراء يجب أن يتم عبر القانون، إلا إذا كانت حالة طوارئ معلنة. وأعلن رئيس تحرير صحيفة الأولى محمد عايش تضامنه مع قناة اليمن اليوم التي تعرضت للاعتداء والنهب من قبل قوات الحرس الرئاسي. وقال عايش في منشور له على الفيسبوك أن «اقتحام قناة «اليمن اليوم» مرفوض ومدان بكل تفاصيله؛ من ناحية أخلاقية، بدا على مستوى التحليل، كعلامة على المدى الذي بات «هادي» قادرا على الذهاب إليه في المواجهة مع محيط «الأعداء» من فرقاء الأزمة حوله». وتلقت صحيفة اليمن اليوم مئات الاتصالات الهاتفية من المواطنين من مختلف المحافظات للاطمئنان على طاقم الصحيفة فور سماعهم أخبارا عن حصارها وإغلاقها وإدانة ما تعرضت له القناة. ملابسات حصار وإغلاق الصحيفة وكان الزملاء في القناة أبلغوا مدير تحرير صحيفة «اليمن اليوم» عبر الهاتف الزميل عبدالناصر المملوح إن أفراد الحراسة الرئاسية الذين شاركوا في اقتحام القناة تحدثوا أنهم سيتجهون لإغلاق الصحيفة، وفي الساعة الرابعة عصراً تقريباً تفاجئت حراسة الصحيفة بوصول سيارات (أطقم) تحمل عشرات المسلحين ما دفع بمدير تحرير الصحيفة إلى التصريح لوكالة خبر للأنباء عن حصار الصحيفة قبل أن نتفاجأ بأن المسلحين قدموا لحماية الصحيفة.