اعتبر مدير مكتب قناة "الجزيرة" بصنعاء / سعيد ثابت سعيد قرار إغلاق مكتب الجزيرة وسحب التراخيص عن مراسليها أول إجراء تنفيذي لقانون الطوارئ، الذي استهدف الإعلام والصحافة بالمقام الأول حد قوله ، متمنياً ألا يمتد ذلك الاعتداء الغاشم إلى بعض القنوات والزملاء المراسلين وألا تسحب تراخيص مزاولتهم للمهنة. وقال في تصريح ل"الصحوة نت": إن هذا القرار الجائر بحق قناة الجزيرة أمر ليس غريباً في بلد كاليمن، واستكمالاً لانتهاك حرية الصحافة المنتهكة أصلاً فيه. وزارة الإعلام اليمنية هددت يوم أمس الأربعاء مراسلي ووسائل الإعلام الخارجية العاملين في اليمن، بسحب تراخيص عملهم وبطاقة تسهيل مهامهم الإعلامية، في حال عدم التزامهم بالمهنية في تغطيتهم للأحداث الجارية في اليمن. وقال مصدر في وزارة الإعلام: إن أي مراسل لوسائل الإعلام الخارجي لا يلتزم بضوابط وشروط المهنة ونقل الحقائق دون تحريف أو تضخيم, سيدفع الوزارة إلى أن تضطر آسفة إلى سحب ترخيص عمله وبطاقة تسهيل مهامه الإعلامية. المصدر في وزارة الإعلام دعا في سياق تصريحه المراسلين إلى ضرورة تحري المصداقية والدقة والمهنية في تغطيتهم للأحداث الجارية في اليمن.. مشدداً على ضرورة أن تتسم الأخبار التي ينقلونها بالصدق والأمانة وأن يتجنبوا تزييف الحقائق. وأوضح المصدر أن اليمن بلد ديمقراطي تعددي ومنفتح على الرأي والرأي الآخر وحرية الصحافة والإعلام، ولكن فيما لا يمس بأمن الوطن واستقراره، أو أن تتحول تلك الوسائل إلى منابر للتحريض على العنف والفوضى والتخريب ونقل صورة مشوهة عن اليمن في الخارج. وفي هذا الصدد أكد ثابت - مدير مكتب قناة الجزيرة بصنعاء الموقف - التزامهم بالقرار وخضوعهم له كعمل إداري، مؤكداً في السياق ذاته أن مثل هكذا قرار لن يحجب شمس الحقيقة، لأن كل الشعب اليمني سيصبحون إعلاميين ومصادر للحقيقة حسب تعبيره. وأضاف: إن إغلاق مكتب قناة الجزيرة وسحب التراخيص عن مراسليها، كشف بجلاء الجهات التي اعتدت على مراسلي القناة ولاحقتهم بعدد من التهديدات خلال الأيام الماضية، بل كشف عن الجاني الحقيقي الذي اقتحم القناة وصادر جهاز البث المباشر فيه وعدداً من ممتلكاته. وأستغرب وجود عقليات شمولية في وزارة الإعلام، لا تزال تتعامل مع العمل الإعلامي بالطرق القديمة "صف الحروف" في ظل عصر التكنولوجيا والإنترنت حد وصفه. وكان رجال أمن بزي مدني قاموا بالاعتداء على مصور قناة الجزيرة في مدينة تعز الزميل/ مجيب صويلح، أثناء تغطيته اعتصامات ساحة التحرير بالمدينة، مما أسفر عن كسر في يده اليمنى. وجاء الحادث بعد ساعات من اقتحام "20" مسلحاً لمكتب القناة في العاصمة صنعاء ونهب جهاز البث المباشر وبعض ممتلكاته. وكان مراسل القناة في صنعاء "أحمد الشلفي" قد تعرض لعدد من المضايقات والملاحقات وتلقى عدداً من التهديدات بالتصفية له ولأسرته، كما رحلت السلطات الأمنية مطلع الأسبوع الماضي موفدي القناة إلى صنعاء "عبدالحق صداح وأحمد زيدان". وعلى إثر ذلك نظمت نقابة الصحفيين اليمنيين صباح أمس الأول الثلاثاء وقفة تضامنية مع مكتب قناة الجزيرة بصنعاء، الذي تعرض لاقتحام من قبل عناصر أمنية فجر الاثنين الماضي، وأكد الصحفيون تضامنهم الكامل مع زملائهم في الجزيرة، كما عبروا عن رفضهم لأساليب الاقتحام والاعتداء وتكميم الأفواه. إلى ذكر عبر مجلس التضامن الوطني عن استنكاره الشديد لقيام السلطة بإغلاق مكتب قناة "الجزيرة" وسحب تراخيص مراسيلها، معتبراً ذلك إجراءً همجياً يفصح عن الهلع الذي ينتاب النظام البائس من الحقائق التي تنقلها "الجزيرة" إلى العالم عن ثورة اليمن في ساحات التغيير. واعتبر المجلس في بيان حصلت الصحيفة على نسخة منها الإجراء إحدى محاولات السلطة للتضليل الإعلامي وحجب الحقائق عن الشعب. وحسب البيان فإن مجلس التضامن الوطني إذ يعبر عن تضامنه مع الجزيرة فإنه يدعو المنظمات المعينة بالدفاع عن الحقوق والحريات للوقوف مع "الجزيرة" والتضامن الكامل معها. وكانت الجزيرة قد بثت مقطع فيديو لتعذيب بالسجون العراقية إبان حكم النظام العراقي السابق، مدعية أنه يحدث في السجون اليمنية وقد اعتذرت القناة عن بثها لذلك المقطع، حيث أنه لم يحدث في اليمن بتاتاً.