أدق كلام، وصف به عبدالمجيد الزنداني، ما قاله عنه مقبل هادي الوادعي، قال إن عبدالمجيد هذا دجال من الدجاجلة، وداهية في التلبيس.. ومن تلبيس عبدالمجيد، قوله «وسنرى الاكتشافات العلمية تلهث وراءه (وراء القرآن) فتقرر ما فيه من حقائق، وتؤكد ما فيه من مقررات، في شتى المجالات».. هذا الكلام ورد في كتاب «بينات الرسول ومعجزاته»، الذي جمع فيه الزنداني ما قاله الأفغاني ونوفل ومصطفى محمود وغيرهم، ونسب ذلك لنفسه، وهذا الكتاب يدرس لطلاب جامعة الإيمان.. يلقن طلاب جامعته أن الاكتشافات العلمية هي التي تلهث وراء القرآن لتقرر ما فيه من حقائق، يعني العلماء جالسين في معاملهم يقرأوا القرآن، ومنه استخرجوا الحقائق العلمية والنظريات في شتى المجالات.. هل هناك تلبيس وتدليس أوقح من هذا؟ ولا يدرس التلبيس والتدليس الوقح إلا جامعة الإيمان. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، أجزم أن عبدالمجيد الزنداني، قرأ تفسير»في ظلال القرآن» لأستاذه سيد قطب، ووقف على عبارة طويلة قالها قطب، فقلبها رأسا على عقب.. قال سيد قطب إن القائلين بالإعجاز العلمي في القرآن يؤولون الآيات القرآنية تأويلات متعسفة لكي يحملونها مفاهيم النظريات والحقائق العلمية، ويظلون يلهثون بالقرآن وراء هذه النظريات والحقائق التي تتعرض للاهتزاز والنسف.. هذا كلام قطب الذي قلبه تلميذه الزنداني.. فالرجل مدلس، وغير أمين من الناحية العلمية.. لقد قال سيد قطب إن القول بالإعجاز العلمي أو السبق العلمي في القرآن، قائم على خطأ منهجي، واعتبره علامة من علامات الهزيمة الفكرية لدى بعض المثقفين المسلمين الذين يشعرون كأن القرآن يعوزه ما يؤيده من العلوم العصرية، وإنه بات في عصر العلوم بحاجة إلى ما يبحث له عن ما يعززه، وعبدالمجيد من هؤلاء المهزومين نفسيا الذين يبحثون عن أدلة لصدق الرسول لدى علماء الفلك والفيزياء وغيرهم.. والخطأ المنهجي الذي وقعوا فيه – كما تحدث قطب- هو أنهم لا يفرقون بين المنهج القرآني القائم على المطلق، ومنهج العلوم التجريبية الذي لا يؤمن بالمطلقات، فحقائق القرآن ثابتة مطلقة لا تتغير، وحقائق العلوم التجريبية متغيرة، لا تكاد تثبت حتى يأتي ما يبطلها أو يغير فيها.. يوم كان العلماء يقولون إنهم غير قادرين على معرفة هوية الجنين، وهو في بطن أمه، هل ذكر أم أنثى؟ قالوا قد سبقهم القرآن وقال إن هذا من الغيوب التي اختص الله وحده بمعرفتها.. طيب، واليوم ما يقولون؟