تجددت الاشتباكات بين الحوثيين وحزب الإصلاح (الإخوان) في منطقتي المحشاش والضبر شمال وغرب مدينة عمران بعد ساعات على توقيع اتفاق من سبعة بنود أنجزته اللجنة الرئاسية وبرعاية وزير الدفاع وضع حداً لممانعات الإصلاح الرافضة تنفيذ مطالب للحوثيين بتغييرات عسكرية وأمنية ومدنية في عمران، وفي المقدمة إقالة قائد اللواء 310 حميد القشيبي، ونقل اللواء، كما وضع حداً لإنكار الإصلاح صلته بالحرب. وحملت بنود الاتفاق الموقع عليها الإصلاح كطرف رئيس إدانة واضحة له واللواء حميد القشيبي، دون ذكر أسماء، حيث أقر البند الرابع اعتبار قتلى الحوثيين في مخيم اعتصام تابع لهم في عمران شهداء وتعويضهم. اللجنة الرئاسية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الحكومية (سبأ)، توصلت مساء أمس، إلى اتفاق مع جميع الأطراف ذات العلاقة لاستمرار وقف إطلاق النار وإيقاف نزيف الدم في محافظة عمران وأي منطقة توتر أخرى، وبإشراف ومتابعة وزارة الدفاع، توصلت اللجنة إلى الآتي: 1. استمرار وقف إطلاق النار في جميع المواقع في مدينة عمران ومحيطها أو في أي منطقة أخرى من مناطق التوتر، وضبط النفس وتغليب عوامل الإخاء والتصالح والتسامح من قبل جميع الأطراف. 2. تقوم اللجنة الرئاسية برفع جميع الاستحداثات القتالية من قبل جميع الأطراف على خلفية التوتر في مدينة عمران منذ بدايته، بما في ذلك الاستحداثات الممتدة إلى أرحب وهمدان وبني مطر، من خلال تشكيل لجان ميدانية غير منحازة لأي طرف من الأطراف، وتتحرك في جميع المحاور القتالية (حسب ما يتطلبه الواقع) لتنفيذ ما ذكر في هذا البند كحزمة واحدة في آن واحد، على مراحل تبدأ بأرحب وهمدان وبني مطر ومواقع التماس في مدينه عمران وما جاورها وكذا فتح خط عمرانصنعاء، على أن تتولى تأمينه قوة من الشرطة العسكرية في فترة لا تتجاوز ثلاثة أيام بشكل منتظم ومتزامن من جميع الأطراف وفي جميع الجهات المذكورة، وذلك ابتداء من بعد توقيع الاتفاق بيومين. 3. اعتماد وتنفيذ الاتفاق المجتمعي المؤرخ بتاريخ 27/3/2014. 4. حل مشكلة القتل التي وقعت للمعتصمين سلمياً في مخيم الاعتصام واعتبارهم شهداء وتعويضهم أسوة بالمعالجات التي تمت في بقية محافظات الجمهورية. 5. تشكيل لجنة تحقيق محايدة متوافق عليها من وكلاء النيابة، تقوم بالتحقيق في الأحداث من بدايتها، وتتم عملية التشكيل في اليوم الأول من بعد توقيع الاتفاق، وتبدأ اللجنة عملها من اليوم الثاني، على أن تتم عملها خلال فترة لا تتجاوز الشهر. 6. تشكيل لجنة مهنية ومحايدة (لا تنحاز لأي ولاءات حزبية أو مناطقية أو طائفية) لحصر الأضرار في مدينة عمران وما جاورها، على أن يتم إصدار قرار تشكيلها في اليوم الثاني بعد التوقيع وتبدأ عملها بعد استتباب الأمن في تلك المناطق، وتعمل تحت إشراف المحافظين في تلك المناطق، ويجب أن تنجز أعمالها خلال شهر. 7. الشروع الفوري باستكمال التغييرات العسكرية والأمنية والإدارية التي تلبي تطلعات أبناء المحافظة ومطالبهم، والتي من شأنها خلق أجواء آمنة ومستقرة للجميع في فترة زمنية لا تتجاوز الشهر. والله الموفق،،، الموقعون عن اللجنة الرئاسية: اللواء جلال الرويشان- رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء عوض بن فريد- قائد الشرطة العسكرية العميد د. قائد العنسي- مدير دائرة شئون الضباط بوزارة الدفاع عبدالحميد حريز- عضو كتلة المستقلين في البرلمان عن الضالع. الموقعون عن طرفي الحرب: عبدالواحد أبو راس- قيادي حوثي محمد يحيى الغولي- قيادي حوثي أحمد قايد الدوحمي- قيادي حوثي علي صالح الأشول- رئيس الإصلاح في عمران عبدالرحمن الصعر- وكيل محافظة عمران المعيَّن حديثاً وشيخ مديرية عمران وقيادي بارز في الإصلاح. أحمد حسين البكري- وكيل عمران المعيَّن حديثاً ورئيس الدائرة السياسية للإصلاح في عمران عبدالرحيم صابر- المستشار السياسي لجمال بنعمر يعتمد/ اللواء الركن / محمد ناصر أحمد وزير الدفاع. يذكر أن الاتفاق المجتمعي المشار إليه في البند الثالث هو اتفاق أبرمته كل المكونات السياسية عدا الإصلاح، ومنظمات المجتمع المدني في عمران، ويقضي بالتعايش السلمي والإخاء، ويضمن في جوهره للحوثيين نشر مراكزهم الدينية دون اعتراض، والوقوف صفاً واحداً ضد من يمارس التقطعات، كما يضمن الاتفاق إقالة القشيبي، وكذا المحافظ محمد حسن دماج (أقيل مؤخراً)، ومدير الأمن السياسي في المحافظة أحمد رزق. بدء انسحاب القوات وعقب إعلان الاتفاق، في التاسعة مساء، توقف القصف في عمران والذي اشتد خلال اليومين الماضيين بشكل غير مسبوق من قوات مشتركة، الإخوان ولواء القشيبي، من مواقع المرحة والجميمة جنوب غرب المدينة على مواقع للحوثيين في الجنات والمحشاش غرب المدينة. كما انسحبت قوات من التعزيزات العسكرية كانت على مدخل ذيفان مدينة عيال سريح، وعادت أدراجها باتجاه صنعاء، فيما واصلت قوات مشتركة من الإخوان واللواء 310 مدرع بقيادة اللواء حميد القشيبي قصفها بالسلاح الثقيل على مواقع سيطر عليها الحوثيون مؤخراً وتحديداً جبال الجنات والمحشاش شمال غرب المدينة قبل أن يعاود القصف بشكل متقطع في وقت متأخر من المساء. وكانت شهدت أمانة العاصمة صنعاء، عصر ومساء أمس، تحركات لافتة لقوات الجيش والأمن، فيما لا تزال الشرارة الأولى للحرب بين الحوثيين وحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) التي اندلعت السبت في حي الجراف، تتفاعل. ففي أمانة العاصمة قال شهود عيان ل»اليمن اليوم» إن 6 ناقلات جند محملة بالجنود وطقمين يحملان رشاشات (7/12) دخلت حي الحصبة، حيث سكن أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، كما تمركزت 3 مدرعات و3 أطقم عسكرية على متنها جنود على مداخل هامة في حي الجراف الذي شهد اندلاع الشرارة الأولى للحرب بين الحوثيين والإخوان، السبت. وفي إطار محاولات التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في العاصمة، زار نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع، المكتب السياسي للحوثيين الذي تعرض لهجوم السبت، والتقى رئيس العلاقات السياسية للحوثيين حسين العزي. وقال العزي في اتصال أجرته معه «اليمن اليوم» إن زيارة نائب وزير الداخلية كانت «لتطبيع الأوضاع ولتأكيد التزامنا برفع الانتشار وإزالة المتاريس». وأضاف أنهم طالبوا نائب الوزير سرعة إجراء التحقيقات وكشف ما وراء الهجوم على المكتب السياسي لأنصار الله (الحوثيين). ولفت رئيس العلاقات السياسية للحوثيين إلى أنهم خاطبوا الجهات العليا في الدولة وكافة الأحزاب الفاعلة عدا حزب الإصلاح بهذا الخصوص، وأنهم ماضون في كشف من وراء الهجوم والأهداف المرجوة منه. وفي رده على سؤال «اليمن اليوم» حول تواصلهم المباشر مع أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان، والمعلومات المتداولة عن مفاوضات بين الحوثيين وأحزاب المشترك تستهدف فك الشراكة مع الإصلاح، قال رئيس العلاقات السياسية للحوثيين «نحن تواصلنا مع أحزاب المشترك عدا الإصلاح، ووضعناهم في صورة ما جرى، ودعوناهم إلى تحمل المسئولية واتخاذ موقف جاد لمنع تكرار مثل هذه الممارسات- الهجوم على المكتب السياسي- التي لا شك أنها كبيرة وكانت تستهدف العملية السياسية والتهرب من تنفيذ مخرجات الحوار».