مجتمعنا اليمني مسلم بالفطرة، ويعرف الله ويهابه ويؤمن بجلال عظمته دون الحاجة إلى إقحامهم في ماراثونات الحروب باسم الله. على أننا شعب آمن برسالة ما يعني أننا أمة عملية ومافيناش للداوية والهدار الكثير، والإسلام بالنسبة إلى اليمنيين الذين هم أرق قلوبا وألين أفئدة دين محبة وعمل، مش هو دين " لوك" و" قح بُم". وهذا تحديدا ما يجعل منا مجتمعاً يهدر طاقاته كلها في البحث عن "طهور" يخلصنا من عذابات رجال الدين الأفاقين، ولكننا – في الغالب- لانجد على السطح غير مصاصي دماء باسم المولى عز وجل. المهم يا جماعة الخير، محد يدور الله عند شوية فرغ إلا إحنا اليمنيين، والسبب بسيط جدا، نحن شعب عاطفته الدينية غزيرة ما يجعلنا نبحث دائما عن "طهور" يطورها ويصل بها إلى التقوى، لكن حظنا من رجال الدين الخُلص قليل، وكلما جادت لنا السنين والأوقات برجال دين نتعشم فيهم الصلاح، ونقول مؤشرين إلى أحدهم : هذا "طهور" ونركن بمشاعرنا الدينية على تقواه وعلى نزاهته الذهنية، يطلع لنا رجل دين معفن وأوسخ من اللي كان قبله. وكلما قلنا هذا فلان طهور، لا يمضي كثيرا من الوقت حتى نشاهده هو وجماعته وهم يقحمون الدين في قذارات السياسة وفي خصوماتها وفي مطامع الحياة الفانية أصلا، ولا يمضي وقت كثير آخر حتى نجده – هو وجماعته وأنصاره – وهم يكعفوا أبتنا وأهالي أهلنا بفتاوى تمغص البطن، وتفسير يضاعف من تجهيل الناس، ومن ثم نجده يغرق مشاعرنا الدينية بخرافات تصبح مع الوقت ديناً، وعلى هذا الرحيل ينقضي عمرنا كله – جيلاً بعد جيل - واحنا ندور الله عند شوية فرغ. وأما إذا ما أردنا أن نتجنب معصية الله سبحانه وتعالى فإن علينا أولا أن نقرأ جيداً أسماءه الحسنى لنعرف أن ليس من بينها المتحذلق والنهاب والكذاب والراكن على شوية جن يريقون دماء الناس ويقلقون سكينتهم العامة ويلخبطون عليهم حياتهم وينغصون عليهم عيشتهم، ومن ثم يهتفون : الله أكبر..! حلوه هذه الله أكبر. يعني يضحكوا بها على الله أو على من ؟ والله مالي علم.