توقفت مساء أمس المعارك في مدينة عمران بعد خسارة مسلحي جماعة الإخوان المسلمين ولواء القشيبي 310 مدرع كامل مواقعهم في المدينة وسيطرة مسلحي جماعة الحوثي على كامل أرجاء المدينة ودخولهم مقر قيادة اللواء، فيما التقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ومستشاره لشئون الدفاع والأمن. وشوهد مسلحو الحوثيين بعد صلاة العشاء يتجولون في شوارع المدينة بأطقم عسكرية تابعة للواء 310 مدرع، فيما خلت الشوارع والنقاط والمواقع الرئيسية من أي وجود لمسلحي جماعة الإخوان المسلمين (الإصلاح). كما شوهدت أطقم تابعة للحوثيين تحمل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر يعتقد أن يكون قد تم نهبها من مبنى قوات الأمن الخاصة والأمن العام ومنازل قيادة جماعة الإخوان (الإصلاح). وقال مراسل "اليمن اليوم" إن إطلاق النار توقف بشكل تام الساعة التاسعة مساءً، وخلت الشوارع من كل شيء إلاّ من مسلحي الحوثيين الذين ظلوا يجوبون الشوارع ذهاباً وإياباً، مشيراً إلى أن أكثر من 80% من سكان المدينة كانوا قد نزحوا خلال الأيام القليلة الماضية والبقية التزموا منازلهم. وروى ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع عملية اقتحام الحوثيين مقر قيادة اللواء ومغادرة قائده اللواء حميد القشيبي، قائلاً: "بعد أن سيطر مسلحو الحوثيين على حي الجنات في الجهة الشمالية للمدينة ونسف المقر الرئيسي لحزب الإصلاح (الإخوان)، أمس – الاثنين- عاد الحوثيون جنوباً باتجاه مقر قيادة اللواء وكانوا قد سيطروا السبت على أحياء وسط المدينة وغربها. وأضاف أن معركة السيطرة على مقر اللواء بدأت التاسعة مساء الاثنين حيث تمكن الحوثيون من فرض حصار على اللواء من جميع الاتجاهات بما فيها شارع القشلة حيث البوابة الرئيسية للواء واندلعت مواجهات كانت هي الأعنف وهي الفاصلة أسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات من الطرفين. وتابع: استمرت المعركة على أشدها طيلة مساء الاثنين وصباح وعصر الثلاثاء (أمس) تمكن خلالها الحوثيون من السيطرة على مبنى قوات الأمن الخاصة وأسر قائد تلك القوات وكامل أفراده، كما تمت السيطرة على مبنى قوات الأمن العام، وفي تمام الساعة السادسة استسلم أفراد اللواء ودخل الحوثيون فيما كان قائد اللواء، حميد القشيبي، قد غادر مقر القيادة قبل ذلك وتحديداً بعد الفجر، وبقية الضباط (رئيس أركان اللواء وقائد العمليات) كانوا موزعين كالتالي: الأول في موقع سودة عدان المطل على مبنى المحافظة، والثاني في موقع المرحة المطل على اللواء جنوبالمدينة. وعن مصير القشيبي الذي ترددت أنباء عن العثور على جثته في منزل قيادي إخواني يدعى "الصعر" قال المصدر العسكري: بعد صلاة الفجر كنت مع زملائي في البوابة الخلفية للواء (البوابة الشمالية) عندما خرج القائد (حميد القشيبي) سبقته ثلاثة أطقم عسكرية للتمويه ولحق هو بطقمين ولا ندري إلى أين وجهته بالضبط، ولكن الطرق السالكة أمامه في ذلك الحين تقود إما إلى موقع المرحة أو مدينته السكنية (مدينة القشيبي السكنية)، مستبعداً مغادرته إلى خارج المحافظة كون الحوثيين مسيطرين على كامل مداخل ومخارج المدينة، وليس بمقدوره الخروج إلى صنعاء مثلاً أو إلى حجة أو أي قرية في عمران إلاّ متخفياً ضمن نازحين. واستبعد المصدر أيضاً الخيار الأخير للقشيبي (النزوح متخفياً) واصفاً إياه بالقائد الشجاع والمغامر، متوقعاً أن يكون قد اختبأ داخل مدينة عمران. من جهتها نقلت وسائل إعلام حزب الإصلاح (الإخوان) عن القشيبي، أمس، قوله "واهم من يظن أننا سنستلم، بل سندافع ونقاتل حتى آخر جندي، وسنموت على ساحات الشرف ولا نامت أعين الجبناء". وقال ذات المصدر العسكري إن الحوثيين بعد دخولهم اللواء 310 مدرع تحرك عدد منهم بثلاث دبابات وعربتين (بي.تي.آر) لتضييف الخناق على موقع سودة عدان المطل على مبنى المحافظة وتتمركز فيه قوات من اللواء وآخرين من المطاوعة (كما يسميهم) في إشارة إلى مسلحي جماعة الإخوان (الإصلاح) بقيادة أركان حرب اللواء (ناصر مانع السقلدي) غير أن المعارك لم تدم ساعة حتى انسحب كامل أفراد الموقع إلى مبنى المحافظة ليتمركز حوثيون في الموقع. وعن مصير موقع المرحة والجميمة (جنوبالمدينة) والذي تتمركز فيها قوات مشتركة من اللواء 310 والإخوان، قال المصدر: حاولت التواصل مع زملائي في الموقعين دون جدوى حيث تلفوناتهم جميعها مغلقة، ولكن الأخبار التي بلغتنا من الحوثيين داخل اللواء أن المرابطين في المرحة والجميمة أيضاً سلموا السلاح وتركوا مواقعهم. ولفت إلى أن المبتقي للواء من المواقع المنتشرة على محيط المدينة هو موقع المهلهل المطل على مديرية خمر، مشيراً إلى أن هذا الموقع ظل بعيداً عن الحرب في مدينة عمران. وبخصوص ما تردد عن سيطرة الحوثيين على كامل آليات اللواء 310 مدرع من سلاح ثقيل ومتوسط وخفيف، قال إن المخازن الرئيسة للواء موزعة ومنها 3 مخازن داخل اللواء ومخزن في سودة عدان و2 في المهلهل، وجميعها تحت سيطرة الحوثيين عدا تلك التي في المهلهل. ونشرت شبكة الطيف الإخبارية إحصائية لحجم معدات وآليات اللواء التي وقعت تحت سيطرة الحوثيين وهي كالتالي: 45 دبابة فأكثر و 15 قاعدة كاتيوشا و60 مدرعة والكثير من المخازن و200 طقم. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود استقبل في قصره بمدينة جدة مساء أمس فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وبرفقته مستشاره لشئون الدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر. وقد رحب خادم الحرمين الشريفين بأخيه فخامة الرئيس هادي ومرافقيه في المملكة العربية السعودية. من جهته أعرب فخامته عن سروره بلقاء أخيه خادم الحرمين الشريفين، مثمناً ما وجده ومرافقوه من حسن الاستقبال في المملكة. عقب ذلك جرى بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات جميعها . كما جرى بحث مجمل الأحداث الراهنة في المنطقة وكذلك المستجدات على الساحة العالمية . وكان في وداع فخامته بمطار الملك عبدالعزيز الدولي صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، ومعالي وزير الحج الدكتور بندر حجار الوزير المرافق، والقنصل العام للجمهورية اليمنيةبجدة السفير علي العياشي، ومدير عام مطار الملك عبدالعزيز الدولي عبدالحميد أبا العري، وأعضاء السفارة اليمنية . وتوقع مراقبون أن تكون زيارة الرئيس للمملكة على صلة بمستجدات الأوضاع وتحديداً ملفات الجماعات المسلحة (الإخوان والقاعدة والحوثيين).