ثمانية مواقع آثارية في محافظة أرخبيل سقطرى، نُبشت ودُمِّرت من قبل لصوص، ونهبوا ما عثروا عليه من اللُّقى الآثارية الثمينة وباعوها لشخص وصل إلى الجزيرة، حسب كلام الحكومة.. هذا يحدث بعد صدور قانون إنشاء محافظة أرخبيل سقطرى، في ديسمبر 2013، وتعيين سعيد سالم باحقيبة محافظاً لها في مارس الماضي.. وقولنا هذا لا ينطوي على أي احتجاج على تحويل الأرخبيل إلى محافظة، ولا غمز في قناة باحقيبة، بل تنبيه إلى قصور قانون الأرخبيل الذي اكتفى فيه المشرِّعون بتعيين التقسيم الإداري للأرخبيل، دون مراعاة أهميته بالنسبة لليمن والعالم. عندما ظهرت مساعي اختيار الإقليم الشرقي، ومن ثمَّ تقرر تحويل الأرخبيل إلى محافظة تكلَّم كثير من العارفين عن ضرورة النظر إلى سقطرى بوصفها متحفاً طبيعياً وتاريخياً، ونبَّهوا إلى أن السلوك الأناني وغير الرشيد للإنسان في هذه البلاد قد أفسد كثيراً في البر والبحر، ويجب كبح سلوكه في هذه الجزيرة المتميزة، ولا ينبغي المراهنة على عواطف الناس ومخاطبة ضمائرهم بكلام حسن، كأن تقول لهم أنتم محترمون، والسلوك المشين ليس من طبائعكم! فالإنسان لكي يسلك سلوكاً رشيداً لا بد له من رادع خارجي، أو ضوابط من خارجه، ومن ذلك اتخاذ تدابير قانونية تراعي خصوصية هذه المنطقة وتحميها من العبث الآدمي المتوقع جراء فتحها أمام الجميع، بحيث لا يؤدي الاستثمار، ولا تؤدي زيادة الأنشطة السكانية المختلفة إلى الإضرار بالبيئة وبالمقومات الطبيعية والتاريخية التي تتميز بها سقطرى. وفي قضية الساعة الآن، لدينا ثمانية مواقع آثارية تعرضت للتخريب والنهب المتعمَّدَيْن، من قبل أشخاص وجدوا من يغريهم بذلك.. وهذا الشخص المغري الذي ذهب إلى هناك يستثمر على هذا النحو، من المؤكد أنه لم يفعل ذلك بدون محفزات وضمانات أحيط بها، أو على الأقل عرف أن باب سقطرى مخلوع، والذين اشتغلوا معه ولحسابه يبدو أنهم قد أمنوا مكر السلطات هناك، ولذلك استمر عملهم أياماً ولم تكتشف السلطات ذلك إلا بعد أن اختلف السرق! وقضية الساعة هذه، ينبغي أن تتحول إلى عبرة للمستقبل، بالنسبة للسلطات، وبالنسبة للصوص، كي لا تتكرر، ونتوقع أن السلطات في سقطرى تفكِّر بهذا الآن، وهو المهم، وليس المهم استعادة الآثار المنهوبة، لأن ذلك سهل للغاية ومحسوم تقريباً، فسقطرى صغيرة المساحة وليس لها إلى الدنيا غير منفذين اثنين: البحر والجو.. وستكون فضيحة لو هرَّب اللصوص اللُّقى الآثارية جواً أو بحراً، إلا إذا كان من مخرجات قانون سقطرى.