دعا الرئيس السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، الزعيم علي عبدالله صالح، القوى المتصارعة إلى المصالحة والجلوس على طاولة الحوار مهما بلغت واشتدت الصراعات. وقال الزعيم علي عبدالله صالح في كلمة متلفزة وجَّهها إلى الأمسية الرمضانية التي نظَّمها فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة ذمار إن المؤتمر مع التصالح والمصالحة، لكن قضايا الحقوق والدماء يجب أن تذهب إلى العدالة. وأضاف مخاطباً جماعة الإخوان: جمعة الكرامة أنتم وراؤها، ونحن مستعدون أن نقدم أي شخص للمساءلة، لأنكم وراء جمعة الكرامة، ووراء تفجير جامع دار الرئاسة، ووراء الاعتداءات على معسكرات الصمع في أرحب ومعسكر الفريجة في نهم والمعسكرات وفي الضالع والبيضاء وفي رداع وفي دار الرئاسة، ونحن أبرياء من الشائعات الباطلة والكذب الذي ترددونه. وأكد رئيس المؤتمر: نريد أن نفتح صفحة جديدة بالتصالح والتسامح بالقضايا السياسية، أما قضايا الحقوق والدماء فيجب أن تذهب إلى العدالة، لتتحقق العدالة لنا جميعاً. وحيَّا الزعيم قيادة وأعضاء وكوادر وأنصار المؤتمر الشعبي العام في محافظة ذمار، مهنئاً إياهم بخواتم شهر رمضان المبارك. وهنئ الزعيم علي عبدالله صالح كل أعضاء المؤتمر في ذمار وفي كل محافظات الوطن، والذين ثبتوا وصمدوا خلال الفترة الماضية. وخص، رئيس المؤتمر الشعبي العام، بالذكر الشهيد عبدالعزيز عبدالغني الذي حلَّت الذكرى الثالثة لاستشهاده بالقول: اسمحوا لي أن أتذكَّر وأترحَّم على المناضل الكبير الشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني، تلك الهامة الوطنية السبتمبرية، فهو من أسهم في إخراج الوثيقة الوطنية (الميثاق الوطني)، وهو الرجل البطل الشهيد الذي لم ينحرف عن مبادئ ثورة سبتمبر وأكتوبر، ولا مبادئ وثقافة المؤتمر الشعبي العام، ولقد كان مؤتمرياً، وعاش مؤتمرياً، ومات مؤتمرياً. وأضاف: لقد كان الشهيد عبدالعزيز عبدالغني هامة من هامات اليمن، وكانت تغريه ثورتا سبتمبر وأكتوبر و 22 مايو، ونحن نترحَّم عليه ونتذكَّر أننا كنا من الشهداء إلى جانبه لولا أن الله سبحانه وتعالى كتب لنا النجاة، وهناك منهم مصابون ومعاقون، وهم المناضل الوطني الشيخ صادق أمين أبوراس، والشيخ يحيى الراعي، والدكتور علي محمد مجور، والدكتور رشاد العليمي، والبطل نعمان دويد، وياسر العواضي، وعبده بورجي، وعلي المطري، وكثير من الهامات التي استُهدفت في أول جمعة من رجب الحرام 2011م على أيدي الغدر والخيانة والإرهاب والحقد، أولئك النفر الذين تلطَّخت أيديهم بدماء الشهداء والأبطال. وأشاد رئيس المؤتمر بتضحيات أبناء ذمار وقال: أحيي محافظة ذمار، المحافظة البطلة المؤتمرية، وأثمِّن صمودكم وصمود كل المؤتمريين في كل المحافظات خلال الفترة الماضية والوضع الاقتصادي الحالي، وصمودكم أمام الهجمة الشرسة للقوى المعادية، تلك القوى الرجعية المتخلفة التي تكيل الاتهامات للآخرين لتخفي عدم قدرتها على التعاطي مع شئون الحكم. وأضاف: لقد تحمَّل المؤتمر كل الإقصاءات من المؤسسات، وظل صامداً رغم سعي بعض تلك القوى لتفكيك المؤتمر، لكن تلك المحاولات زادت المؤتمر صلابةً وقوة، فقد كانوا يقولون إن المؤتمر يعتمد على الدولة لكننا منذ العام 2011م نشاهد أن المؤتمر يعتمد على نفسه، وظل صامداً مثابراً لأنه حزب الوطن والوسطية ويرفض العنف والإرهاب والتطرف والكهنوت، فالمؤتمر سيظل ملكاً للشعب اليمني، لأنه من الشعب وإلى الشعب، فهو المؤتمر الشعبي العام. وأشار رئيس المؤتمر، في كلمته، إلى الدعوات المطروحة حول المصالحة وقال: الإخوة الأعزاء، نحن مع المصالحة الوطنية والاصطفاف الوطني الذي دعونا إليه ودعا إليه الأشقاء من أجل اصطفاف وطني شامل وكامل دون أي انتقاص. مضيفاً: نرحِّب بالاصطفاف من أجل مواجهة كل التحديات، اصطفاف لا تُستثنى منه أية قوى سياسية على الساحة اليمنية، ودون شروط مسبقة، إلَّا ما كان له علاقة بالإرهاب أو بالجرائم الجنائية فهذه يجب أن تأخذ طريقها. وتابع: نحن مع صلح تناقَش فيه كلُّ الملفات التي شهدها العام 2011م وتذهب إلى العدالة.. صلح من أجل أن نخفف من الوضع المتردي والأزمات، وأؤكد لكم أننا لسنا منحازين مع أحد، ولسنا مع فلان أو علان، فنحن حزب الوسط والوسطية. الجندي: المؤتمر يرحب بالتصالح والتسامح من جانبه قال عبده محمد الجندي، عضو اللجنة العامة الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي: نحن اليوم على بوابة الدعوة إلى مصالحة وطنية شاملة، ورئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي طرح ثوابت لهذه المصالحة وهي الجمهورية والوحدة والديمقراطية ومخرجات الحوار الوطني، ونحن في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام رحبنا بهذه الدعوة وبالدعوة التي جاءت من خادم الحرمين الشريفين. وأوضح الجندي أن هناك فرقاً بين الدعوة إلى المصالحة وبين الدعوة إلى التحالفات، وقال: المصالحة فكرة شاملة تقتضي توجيه كل الناس نحو قضايا وطنية لتجاوز الخلافات التي أثرت على البلد وأوضاعه، مضيفاً: يجب ألَّا تستفزنا هذه الدعوات، بل يجب أن تُقابل بالترحيب من كل أبناء الوطن. وأضاف الجندي: هذه المرحلة هي مرحلة الدعوة إلى التصالح والتسامح، ثم بعد ذلك ينتقل الناس إلى مرحلة التحالفات التي تتم بين قوى سياسية، ونحن دائماً مع التصالح والتسامح على قيم السلام والمحبة، بحيث لا تبقى الحزبية غاية تغرق حياتنا وتصلنا إلى الخراب، فبناء اليمن مسئولية الجميع، والمؤتمر الشعبي العام هو من ينجب القادة والعظماء، وعلى رأسهم الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، ورئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وأنتم ستكونون في طليعة المؤتمريين الذين يقدمون التضحيات والمبادرات من أجل مصلحة اليمن.