الجنوبيون معنيون أيضاً بإسقاط قرار الجرعة، وعليهم ألَّا يستمعوا لقياداتهم الشائخة التي عطَّلت كل الحقوق الإنسانية والمطلبية باسم القضية الجنوبية فأضاعت القضية الجنوبية وأضاعت معها كل الحقوق الإنسانية والمطلبية لملايين الجنوبيين الفقراء والمعدمين. من يزعم بأن الوقوف في وجه الفساد والدفاع عن حقوق الناس المنهوبة ولقمة عيشهم الكريمة، التي سُرقت عنوة من قبل اللصوص، يمكن أن يكون على حساب القضية المصيرية للمواطنين لا يدرك بأن مصير الناس أنفسهم مهدد اليوم بالتشظي والإرهاب والعنف وشراء الولاءات والبيع والشراء بالقضايا والحقوق الإنسانية والوطنية كلها! كل إنجاز صغير في النضال اليومي من أجل الناس هو إنجاز حقيقي وتراكمي في الانتصار الكبير والأهم من أجل الوطن. الإرهاب والسلطة إذا أردتم أن تعرفوا موقف السلطة من الإرهاب فتابعوا مفردات الخطاب لدى كل رموزها، وستجدون أن الإرهاب والخطر الذي يمثله لا يعنيهم وليس جزءاً من مفردات خطابهم! وإذا تشتوا الصدق الصدق، فهم- أي مكونات السلطة وملحقاتها- يتحدثون عمَّن يسمونهم "المبلبلين" في الصحافة والفيس بوك أكثر من حديثهم عن الإرهاب الذي يذبح الجنود بوحشية، ويحتل المدن وينهب البنوك، ويغتال المواطنين بدم بارد! الموقف المتجاهل لخطر الإرهاب وتغوُّله لا يقتصر بالمناسبة على السلطة بل يمتد إلى الأحزاب والمنظمات المدنية التي يبدو وكأنها قد أمَّنت نفسها من الذبح على الطريقة الإسلامية! فزع الجرعة الشخصي! بصراحة الجرعة لم تعد بالنسبة لي قضية نضالية بل قضية حياتية. لم أشعر بالضرر الشخصي من كل جرائم السلطة السابقة مثلما شعرت بها في جريمة الجرعة. لو يعلم بعض المعدمين كم مرتباتنا أساتذة الجامعات والأطباء- وهو لا شيء بالنسبة لهم- لقال بدون هؤلاء من لصوص النظام بالنظر لما يتقاضاه من دخل صفري، ومع هذا كلما حسبتها أجد نفسي وزملائي الباحثين غير قادرين على أن نعيش بمرتبتنا فكيف بحالة هؤلاء المساكين، صدقوني أنني كلما تذكرت الأمر أفزع وأشعر بالخوف من المستقبل. فصل متعمد للحزب هناك من يصر على فصل الحزب الاشتراكي اليمني عن شعبه وإلحاقه بقوى الفساد والاستبداد، لا باعتباره شريكاً في هذا النظام بل باعتباره ملحقاً به ومتسولاً لفُتاته وراجياً غفرانه وقبول توبته! *تغريدتان - تركنا الشعب للقهر الممنهج وذهبنا بغباء، حيناً وبوقاحة حيناً أخرى، لمحاولة قهر بعضنا بعضاً. - هناك من يطالب ببدل سفر، وهناك من يطالب ببدل نضال!