كم يؤلمني هذا التشبيه، كم أحزن وأنا أعلم أن هذا قدرنا من الله، من أنفسنا لا أعلم عندما تتشابه معاني الكلمات وتزدوج العبارات، عندما نبكي في الوطن ونصلي لأجل الوطن يكفي أو لا يكفي هذا الواقع شاء من شاء وأبى من أبى ولكن لا يسعنا أن نقول إلا (صنعاء صبراً على البلوى) عندما تتشابه الكلمات والعبارات والقرارات نفرح ونصلي وعند الأفعال تختلف الكلمات والعبارات والقرارات نحزن ونبكي، فهذا الحزن وهذا البكاء وأضف اليأس حالات يعشقها من يريد تقسيمنا ..شتاتنا..فقرنا..وجوعنا ....فعربدتهم واللعب بالمسميات لا تخدم الوطن أو المواطن فهنا إن شاء المواطن شاءت الأقدار وإن لم يشأ وأظنه كذلك سيظل كما يشاء المتعربدون، إن مجرد التفكير بالحياة السعيدة أعدمت لأننا نحن من أعدمها هذا واقعنا لا مفر ولا ملجأ منه قدرنا اخترناه بإرادة كاملة فلا نلم أحدا عليه وهل عقولنا المتخلفة من أجبرتنا على هذا القدر المر. ثلاثة أعوام ونيف من الأزمة الخانقة التي كانت ستؤدي باليمن إلى الهاوية من صراعات وحروب ومزيد من الجوع والفقر والحرمان... فبعد التوقيع على المبادرة الخليجية والاستفتاء على تولي هادي رئيساً توافقياً لليمن كنا نظن أننا على وشك الانفراج من الأزمة الخانقة التي ألمت بنا لكن وللأسف أننا أدركنا بأننا لم ولن ننتهي من الأزمات فهذا الكلام أقوله اليوم في هذا العام 2014م وذكروني فيما بعد لن يتغير شيء بل من أزمة إلى أزمة ومن صراع إلى صراع ومن شعار ارحل إلى شعار لن يرحل وهكذا، فالكثير منا يعول على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل كما عولنا على وثيقة العهد والاتفاق في عام 1994م التي أقرت بالأردن وكانت نتيجة هذه الوثيقة حربا طاحنة وتحملنا تبعات هذه الحرب حتى اليوم ومؤتمر الحوار الوطني بالتأكيد خرج بوثيقة جديدة وأملنا ألا تكون وثيقة عهد ثانية وحرب ثانية فوالله لا أخفي القول أني أرى التلاعب في المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية بين القوى المتصارعة على السلطة كاتفاقية الطائف بين القوى المتصارعة على السلطة في لبنان تلك الاتفاقية التي قسمت لبنان على أساس طائفي ومذهبي ولم يعم الاستقرار في لبنان حتى الآن قد يقول قائل أن هناك من القوى السياسية في لبنان لها ارتباطات خارجية هي من خربت وأعطت مجالا واسعا للمصالح الخارجية على أيادٍ داخلية لبنانية وخاصة المصالح الإسرائيلية وأرى هذا السيناريو قد بدأ أول مشاهدة في اليمن إبان توقيع المبادرة الخارجية في الرياض فهناك عملاء أو لا أسميهم عملاء بل ممن يرون أن في تدخل الدول الأجنبية مصلحة لليمن هذه العبارات استخدمتها للأدب أفضل من أن أنعتهم بالعملاء ما من شك وأن موقع اليمن الجغرافي يحظى باهتمام بالغ لدى القوى العظمى في العالم وتغليب مصلحة الوطن والمواطن، حتماً نحن ذاهبون للتقسيم الناعم إما تقسيما سياسيا أو جغرافيا وإما سياسيا جغرافيا معاً ولا يمكن أن ننأى باليمن إلا إذا وجدت سياسة خارجية حكيمة متوازنة ومستقلة ومحايدة وأرى أن تغلق الحدود السياسية حتى مع دول الجوار كدولة عمان مثلاً ولو لفترة تتجاوز عشر سنوات تمكننا من بناء اقتصاد وطني قوي ومتماسك لا يتأثر بالمتغيرات الاقتصادية الخارجية وأن نبني مجتمعا قويا متماسكا تسوده قيم المحبة والسلام والتسامح والإخاء وأيضا بناء جيش وطني قوي متماسك للحفاظ على الوطن وأمنه واستقراره ليكون كالصخر تتحطم عليه كل المؤامرات ويتصدى بحسم لكل من تسول له نفسه العبث بمكتسبات الوطن ودرء احتمال أي غزو خارجي على الوطن لأننا في عالم لا تعيش فيه إلا القوة لأن عالمنا اليوم يسوده قانون الغاب، القوي يأكل الضعيف ... ولا أنسى تنمية العقول وخلق إنسان واعٍ مثقف متحضر والاهتمام بالبحث العلمي الذي هو أساس نهضة الشعوب وكم نحن بأمس الحاجة لننهض بالمجتمع اليمني أخلاقياً وفكريا وسياسياً واجتماعياً وحضارياً وتنموياً وثقافياً لنشعر بالسعادة الغامرة في دولة يسودها النظام والقانون.... نعم أقولها ألف ألف مرة فقط أغلقوا حدودنا السياسية وابتعدوا عن الصراعات السياسية الخارجية وعشر سنوات فقط كفيلة بأن نكون قوة عظمى بين الأمم ليتباهى بنا أجيالنا ونتباهى بوطننا مدى الدهر وإلا فإننا إلى تقسيم أقلها تقسيم طائفي وصراع سياسي مذهبي (كما هو الحال في بعض مناطق البلاد) ومن حكومة إلى حكومة ومن صراع إلى صراع ومن تهدئة إلى هدنة وإلى ما شاء الله وللأسف الشديد أصبحت دائماً أكرر المقولة السائدة في وقتنا الحاضر (اليمن وطن بلا وطنيين) لأنها حقيقة حتى وإن هي مرة. ومعذرة لو أضفت (صفر دين صفر أخلاق) لأن من يحمل الدين يحمل أخلاقا ومن يحمل أخلاقا يعمل لأمته ولشعبه ووطنه.