أؤمن جيداً بأن الوقت لايزال سائحاً لدى جميع الأطراف المتصارعة والتي تشكل مراكز قوى كبيرة وفاعلة على الساحة الوطنية لمراجعة نفسها والعودة لجادة الصواب ولحظيرة اليمن الأم وتحت مظلة “اليمن للجميع” فجميعنا يعرف جيداً بأنه وخلال ثلاثة عقود متتالية من الزمن كانت كافية تماماً لبناء القوة والجاه والحاشية للأطراف المتصارعة والتي تسمى مراكز قوى فاعلة وعلى حساب الوطن وأبنائه وكل ذلك من ثروات الوطن وخيراته، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد، فمن الصعب جداً تغطية عين الشمس بمنخل، ومن هذا المنطق السلطوي والقناعة التي تولدت لدى الجميع بأن القوى المتصارعة في اليمن ليست قوى درامكية بسيطة أو قوى هامشية يسهل تجاوزها بسهولة وبدون أية خسائر، وإنما هي قوى تتمتع بالمال والسلاح والعدة والعتاد، وبالتالي إذا استمر الصراع فيما بينها وطالت فترة تلك الصراعات فاعتقد بأن اليمن لن يصبح يمناً سعيداً وإنما يمن مدمر يبكيه أبناؤه جميعاً، لأن مجموعة صغيرة استولت وتسلطت عليه ونهبت ثرواته ودمرته بدون خوف أو خجل من الله والوطن وإنما من أجل مصالح ذاتية الجميع أصبح يعرفها، ومع ذلك على الجميع أن يدرك جيداً بأن الوقت لم يفت إطلاقاً وعلى قادة القوى الفاعلة على الساحة مراجعة حساباتهم الدقيقة مع أنفسهم والوطن الأكبر “اليمن السعيد” لا البيت الصغير المدهون بالاحمرار الملتهب بالسلطة والنفوذ والقوة، وبالتالي فالضرورة تقتضي أن يراجعوا بدقة وسرعة حساباتهم واستراتيجيهم السلطوية المتعلقة بمستقبلهم أولاً ومستقبل هذا البلد والمواطن ثانياً.. فاليمن الكبير أغلى من الصراع الأحمر. فالمتابع للأحداث الدرامكية المتلاحقة والتي تدور في الوطن يدرك حجم الصراع وخطورته على مستقبل ككل وليس على الشلة المتصارعة فقط، فالأحداث تنذر بكارثة وقد تقضي معها على الأخضر واليابس، ولن تستثني أحداً من لهيبها ونارها الحمراء، فجميع الأطراف المتصارعة والمنشقين عنهم. لدي قناعة تامة بأن قادة الأطراف المتصارعة سيحتكمون للعقل والمنطق قريباً جداً، لأننا في بلد الحكمة والإيمان، ويترفع الجميع عن جراحاته وانتقاماته الشخصية، من أجل اليمن والوطن الأم.. وأؤمن جيداً بأن الرئيس السابق قادر على تهدئه الأوضاع، والعمل معاً.. ومع كل الأطراف المتنازعة في الساحة الوطنية من أجل إنقاذ اليمن من هذا المنزلق الخطير والمخيف.. والوقوف بشموخ وعزة وإباء أمام المؤامرات الداخلية والخارجية وكل من أجل اليمن.. ولدي يقين لا يقبله شك بأن الوطن العظيم اليمن والواسع كالبحر سيجمع الأخوة الأعداء على حبه وبنائه ونهضته ورقية على أسس المحبة والسلام ونبذ الخلاف والعداوة والبغضاء، صحيح قد يقول قائل بأن عدم وجود قوة ثالثة وضاربة “تسمى قوة الردع” للأطراف المتصارعة في الساحة الوطنية قد يشكل عائقاً كبيراً أمام الأمن والاستقرار في اليمن، ولكنني أؤكد بأن الجميع يدرك عواقب الاستمرار في تدمير ما تم بناؤه خلال السنوات السابقة ولن يقبل الرئيس السابق وتتبخر أحلامه بيمن جديد ومستقبل أفضل في ظل هذه الصراعات الثنائية التي أضرت فعلاً باليمن الكبير والسعيد، فبالله عليكم ما تريدون أن توصلوا من رسائل عند ضرب أبراج الكهرباء وتعطيل عمل المحطة الغازية، وماذا تريدون من ضرب أنابيب الغاز المسال، وكذلك تعطيل تصدير النفط، وزعزعة الأمن والاستقرار، قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من قبل رجال قبائل موالين للنظام السابق والجميع يعرفونهم ويعرفون من يقف وراءهم.. ما ذنب خمسة وعشرين مليون مواطن يعاني من خلافاتكم وصراعاتكم ألا يكفي ما نهب من خيرات الوطن لتقلقوا المواطن في قوت يومه ونور وطنه ومستقبل أجياله، خافوا الله يا أولي الألباب فقد تعبنا وهرمنا فعلاً من تصرفات البعض منكم الغبية والصبيانية.. وأنانيتكم الزائدة على حساب الوطن، فهل نسمع في القريب العاجل والعاجل جداً عن توقيع وثيقة العهد والحب للوطن من جميع الأطراف والابتعاد كلياً عن المناكفات السياسية.. ويحتكم الجميع في هذه المرحلة الحساسة والتاريخية من تاريخ يمننا الحبيب والغالي إلى العقل والمنطق والعيش بسلام تحت مظلة “اليمن للجميع” فلماذا لا توظفون أموالكم التي سلبتموها من خيرات هذا الوطن لخير اليمن وازدهاره ونهضته ورقيه، لماذا لا تبتعدون قليلاً عن المشهد السياسي وتتجهون بثرواتكم الطائلة التي يعرفها الجميع، والاتجاه إلى الجانب الاقتصادي والاستثماري لبدء مشاريع إستراتيجية عملاقة في وطنكم بدلاً من توظيفها في تدمير أبراج الكهرباء وزعزعة الأمن والاستقرار، إن كنتم فعلاً تحبون هذا اليمن وهذا الوطن حقاً، لماذا لا تساهمون في القضاء على الفقر والبطالة، وتنعشون الاقتصاد الوطني وتعيدوا لليمن السعيد سعادته وطيبته “بلدة طيبة ورب غفور” فعلاً لقد حان الوقت لبناء اليمن الجديد وبسواعد كل الرجال الشرفاء والعظماء في هذا الوطن العظيم والكبير بشموخه وكبريائه وأبنائه المخلصين.. وصدقوني إذا ابتعدتم قليلاً عن المشهد السياسي واتجهتم بنوايا وطنية صادقة للبناء والاستثمار والعمل الاقتصادي والتجاري.. بدلاً من تدمير كل ماهو جميل في هذا الوطن.. فالحياة الآخرة تحتاج للعمل الصالح.. يا صالح. أتؤمنون معي بأن وجود قوة وطنية ثالثة وضاربة بالسلم والمحبة والإخاء وتتمتع بقبول شعبي وجماهيري عريض وتأييد عربي وإقليمي ودولي كبير قادرة على الحد من هذا الانفلات ووقف أقطاب الصراع الأحمر عند حدهم، وفرض أجندتها الوطنية على جميع الأطراف في الساحة اليمنية وعلى مبدأ “اليمن للجميع” والوطن أغلى من كل شيء وتعزيز نظريه وشعار “اليمن أمانة في أعناق الجميع” ولنبن اليمن الجديد معاً وجميعاً بسواعدنا وهمتنا وإخلاصنا وحبنا ومن أجل مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة “وربنا يعينك يا عبدربه.. ومنصور إن شاء الله وهادي البال باليمن الجديد والمزهر والمستقر والأمن.