يتحدث الإخوان ومصطفوهم عن الشعب والملايين الذين خرجوا للحفاظ على الجمهورية والثورة، وهو مكر معهود لجماعة التنظيم الإرهابي حين يلعبون بمقدس الدين كما تشاء مصالحهم.. فيذكرون "الثورة" ولا يحددون أي ثورة يقصدون؟. - يُضمرون معنى 11 فبراير كثورة قادوا بها الوطن إلى الجحيم وارتفعوا معها فوق سبتمبر وأكتوبر وحققت لهم ما كانوا يحلمون، ولكن مكر الله فوق مكرهم، يحاولون استقطاب فطرة أعضاء المؤتمر الشعبي العام للخروج دفاعا عن ثوابت المدرسة التي قرأوها في مناهج التعليم، ويزرعون في الطريق حيلة الاصطفاف لردع الحوثي الذي طغى واستكبر!. - في المقابل يحيط "عبدالملك الحوثي" خطابه السادس خلال أسبوع بالشكر للمؤتمر الشعبي متحدثاً باسم "الشعب" والملايين التي أدهشت العالم تحقيقاً للاءاته الثلاث.. وكلما مررت بالشوارع والمساجد والأزقة أجد الشعب في مكانه، لم يهتف بالصرخة ولم يعبد "العِجل" ويؤمن ب"السامري".. الشعب هنا واقف حيث تركته عاصفة التاريخ وطوفان نوح، صامت، حزين وجائع.. يخشى بحكمته الخروج لتأييد هذا على ذاك فتندلع شرارة فتنة عظيمة تأكل ما تبقى من فتنة ربيع 2011م الموحش!. - لا أرجو لأحد الحديث عن الشعب فهو يأكل ويتنفس ويموت ويدفن دون سابق إنذار.. تأخذه عواصف الحلم والأمل، وتنهره السياط اللعينات من كل طرف يتحدث باسمه ولا يملك أحدٌ الحق في تمثيل 25 مليون مواطن ما لم تخلقه مؤسسات التمثيل الانتخابي التي تتعطل لأجل هذا الحُمق بين "رفاق الربيع" والتهديد البالغ مداه، وترى رجال دينهم يفتشون الكتب وينبشون الآيات المقدسة لإسقاط ما يشاؤون منها على خصومهم ويجعلون مقاصدهم هي مقاصد الشريعة. - الشعب الذي يتحدث عنه أولئك وهؤلاء ميت الآن.. إنهم يخولون أنفسهم التعبير عن أشباح وأرواح لا تملك الحق في الانتخاب والاقتراع، مثلهم كمثل "العريفي" الذي تحدث فراعني عن ملائكة الجيش الحر وهم يقاتلون الجيش العربي السوري العظيم. - اليوم يتحدث "عبدالرقيب عباد" خطيب جمعة 18 مارس 2011م عن الشرعية الدستورية، ويحرم إسقاط المحافظات، واحتلال المنشآت والمرافق وكلها خيارات سقطت مع اختفاء "خالد بن الوليد" الذي استحضروه في منصة التغيير ليقاتل "صالح"، وحسناً فعل الحوثيون بمنع رؤيا "علي" أو "الزهراء" في شارع المطار بالعاصمة صنعاء، ولو فعلوا ذلك لأدركنا وفاتهم كما مات إخوة لهم من قبل. - أنا الشعب.. لا أحد يمثلني وهو ينقلب على خيار الانتخابات الدستورية للمؤسسات التشريعية المعطلة.. وربما يكون خروج "الحوثيين" إلى الشارع مقدمة للتوافق على الصندوق الانتخابي الذي افتقدناه بسبب إصرار الإخوان على الشرعية الثورية!!.. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم!. .. وإلى لقاء يتجدد.