استهدف الطيران الحربي، أمس، مواقع لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في محافظة الجوف بعيداً عن النطاق الجغرافي للمعارك الدائرة هناك منذ أواخر يونيو الفائت، والموزعة على جبهتين، الأولى مديرية الغيل والثانية مجزر ومفرق الجوف. وقالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن الطيران الحربي قصف في الحادية عشرة قبل الظهر المجمع الحكومي لمديرية المطمة. وتضاربت الأنباء حول سقوط قتلى وجرحى جراء القصف، حيث قالت وسائل إعلام حزب الإصلاح (الإخوان) إن القصف استهدف معسكراً تدريبياً للحوثيين، وأسفر عن مقتل وجرح العشرات، فيما قال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي في المديرية إن القصف ألحق أضراراً بسور المبنى، مشيراً إلى أنه شاهد بنفسه من منزله أطقمَ تابعةً للحوثيين وهي تخرج من المبنى باتجاه صعدة عقب القصف بلحظات. وبخصوص مصير موظفي السلطة المحلية وما إذا كانوا بداخل المجمع، خصوصاً وأن القصف تم في وقت الذروة في الدوام الحكومي، قال المصدر إنه لا وجود للسلطة المحلية في جميع مديريات الجوف عدا حزم الجوف عاصمة المحافظة وبوجود نسبي، وذلك منذ أحداث 2011م. وأضاف أن حزب الإصلاح (الإخوان) والحوثيين تسابقوا مطلع 2011م للسيطرة على مقار الدولة العسكرية والأمنية والمدنية، حيث سيطر الحوثيون على المجمع الحكومي لمديرية المطمة وبقية مرافق المديرية، كما سيطروا على موقع الصفراء العسكري في الحدود الإدارية بين مأربوالجوف، فيما سيطر الإصلاح بمساندة كبيرة من مقاتلي تنظيم القاعدة على المجمع الحكومي لأكبر مديريات الجوف "مديرية خب والشعف" وأنشأوا لاحقاً في ذات المديرية، وتحديداً في منطقة لبنات، معسكراً تدريبياً مشتركاً بينهم والقاعدة، ولا يزال تحت سيطرتهم حتى اللحظة، كما سيطروا على معسكر اللواء 115 مشاة ومعسكر الأمن المركزي في حزم الجوف، عاصمة المحافظة. وتعد المطمة التي استهدفها قصف الطيران، أمس، إحدى المديريات الهامة التي تقع تحت سيطرة الحوثيين منذ أحداث 2011م. وفي سياق المعارك، أمس، أحرز الحوثيون تقدماً كبيراً في جبهة مفرق الجوف، فيما توقف زحفهم باتجاه عزلة الرايسة في جبهة مديرية الغيل بفعل تدخل الطيران الحربي. وقالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين واصلوا، أمس، تقدمهم في منطقة الجفرة وسيطروا على (الخانق) وهو ممر ترابي هام أشبه بفرضة نهم.. ويربط مناطق مأربوالجوف بالعاصمة صنعاء دون المرور بفرضة نهم. وكانت المعارك في جبهة المفرق وصلت إلى منطقة الحريشا على الخط العام الرابط الجوفبمأرب قبل أن يتجه الحوثيون بسير المعارك في الجنوب الغربي. وفسَّر ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في قيادة المنطقة العسكرية الثالثة ومقرها مأرب، هذه الخطوة من قبل الحوثيين بأن لها احتمالين، إما أن الحوثيين فضلوا الذهاب في الجنوب الغربي والسيطرة على مناطق الجفرة وصولاً إلى مديرية حريب القراميش وصرواح، أو أن الغرض من ذلك هو السيطرة على مناطق الجفرة لتأمين قواتهم في الحريشا عند مواصلتها الزحف في الخط العام والسيطرة على آخر نقاط الإصلاح هناك. وقال المصدر العسكري إن الاحتمالين واردان، إلاّ أنه رجَّح أهمية الخيار الأول لكون السيطرة على الخانق وهو ممر ترابي هام السيطرة أيضاً على مناطق في مديرية حريب القراميش يعني التفافهم على موقع الإصلاح في فرضة نهم من جهة مناطق مأرب، إلى جانب التفافهم على ذات الموقع من جهة مناطق الجوف. وذكرت مصادر الصحيفة أن اثنين من مقاتلي حزب الإصلاح (ناصر محمد جحزة، مرضي مبارك مسفر) قتلا في معارك أمس وأصيب العشرات، فيما تتحفظ جماعة الحوثي على الضحايا في صفوفها. وفي جبهة الغيل، تواصلت المعارك ولكن بشكل أخف مما هي عليه في اليومين الماضيين. وتنحصر المعارك في عزلة الرايسة آخر معاقل (الإصلاح) في المديرية ومسقط رأس رئيس شورى الإصلاح في المحافظة الشيخ الحسن أبكر. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن نجل الشيخ أبكر (علي حسن أبكر) قُتل في معارك أمس بهجوم شنه الحوثيون على موقع يبعد أقل من كيلومتر عن منزل أسرته. وبحسب المصادر فإن 4 قتلوا إلى جانب نجل أبكر، وهم (هيثم القعود، إبراهيم الخظاني، هادي شهران، علي محمد حسين)، والمصابون (عبدالغني عبدالله شعلان، مهدي صالح الحاج، جميل محسن ناصر روبه، مجاهد عبده علي الحبيشي، بلال ناصر أحمد الخولاني، عادل ناجي محمد حسن القرشي، فرج سالم المعطري، هادي حمد المعطري، معجب محمد أحمد السداسي، صالح أحمد همام، يحيى علي وسعان، علي محمد هادي الغريبي). إلى ذلك قالت مصادر قبلية بوادي صحراء حضرموت ل"اليمن اليوم" إن مجموعة من مقاتلي تنظيم القاعدة غادروا، أمس، مديرية القطن على متن أكثر من 10 سيارات بكامل أسحلتهم إلى محافظة مأرب للمشاركة في القتال ضد جماعة الحوثي في منطقة الجفرة. وبحسب المصادر فإنه من بين العناصر التي غادرت عناصر تحمل الجنسية الأجنبية. وأضافت المصادر أن قيادات تنظيم القاعدة المتمركزة في وادي سر والمناطق الريفية التابعة لمديرية القطن قامت بتوجيه خطباء المساجد في تلك المناطق بحشد أبناء القبائل للمشاركة في الحرب ضد الحوثي، أو كما أسموه (المد الشيعي) في مفرق الجوفمأرب، وأجبرت القيادات الإرهابية بعض أئمة المساجد بإلقاء محاضرات تحريضية ضد الحوثيين وإباحة دمائهم، مشيرة إلى أن العناصر تمكنت من جمع عدد من مسلحي القبائل للمشاركة في المعارك.