اندلعت، أمس، مواجهات عنيفة في قرية القابل جنوب وادي ظهر مديرية همدان محافظة صنعاء، أسفرت عن سيطرة الحوثيين على معاقل حزب الإصلاح (الإخوان)، وتفجير وإحراق منزل سكرتير اللواء علي محسن الأحمر (العميد صالح عامر) ومقر لحزب الإصلاح هناك ومقتل وجرح 11 من الطرفين، فيما تمددت المواجهات بعد ذلك باتجاه الأحياء الشمالية لأمانة العاصمة وسقوط قتلى وجرحى في صفوف حملة عسكرية كانت متجهة إلى همدان قبل أن يعترضها الحوثيون في منطقة شملان المدخل الشمالي الغربي للعاصمة، ولا تزال الحملة محاصرة. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن المواجهات في قرية القابل بدأت فجراً، وفي الظهر تمكن الحوثيون من حسم المعركة وقتل نجل صالح عامر (عبدالله صالح عامر) ومحمد علي يحيى قنة، ويحيى غراب و3 آخرين وجرح آخرين من مقاتلي الإخوان فيما قتل 2 من الحوثيين وأصيب ثالث. وتبادل الطرفان الاتهامات، حيث قالت وسائل إعلام الإخوان (الإصلاح) إن الحوثيين اعتدوا على أبناء القبائل ونسفوا منزل صالح عامر، فيما قالت جماعة الحوثي إن ابن المذكور نفذ بمساندة مقاتلين من تنظيم القاعدة اعتداء على مقر (أنصار الله) سقط على إثرها (شهيدين) وإصابة ثالث. وفي العصر اندلعت مواجهات في الأحياء الشمالية لأمانة العاصمة وتحديداً في قرية المحجر على خط ضلاع همدان أسفرت هي الأخرى عن سيطرة للحوثيين ومقتل 11 جنديا وإصابة آخرين وفرض حصار خانق على حملة أمنية. ويوجد لجماعة الحوثي تجمع في شملان منذ أشهر وتم تعزيزه بالمسلحين مع بداية الأزمة في صنعاء قبل 4 أسابيع. وقال مصدر "اليمن اليوم" في اللجنة الأمنية العليا لمحافظة صنعاء إن المحافظ عبدالغني جميل أخرج حملة أمنية من قوات الأمن الخاصة (المركزي سابقا)، وبمجرد مرورها من مذبح ودخولها شملان تعرضت لكمين أسفر عن مقتل 11 جنديا وإصابة آخرين قبل أن تتمكن وساطة قبلية من إيقاف المواجهات. مشيراً إلى أن الحملة لا تزال محاصرة حتى اللحظة -منتصف الليل- وتحاول القيادة السياسية سحبها إلى صنعاء قبل أن يتفيد الحوثيون عتادها. وفي المدخل الجنوبي للعاصمة تمكنت وساطة قبلية، أمس، من نزع فتيل التوتر بين الجيش والحوثيين. وقالت مصادر محلية ل(اليمن اليوم) إن عددا من شيوخ قبائل سنحان قادوا، اليومين الماضيين، وساطة لمنع أية مواجهات جديدة بين أنصار الله (الحوثيين) المخيمين في حزيز وقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً)، مشيرة إلى أن الجانبين رفعا أمس كافة النقاط المستحدثة بإشراف أعضاء لجنة الوساطة. وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتياط رفعت نقاطها المستحدثة في نادي الفروسية وأخرى قريبة منه، فيما انسحب مسلحو الحوثي من مبانٍ كانوا يتمترسون فيها بالقرب من النادي. وتوقع مصدر في لجنة الوساطة أن تقوم اللجنة، الساعات المقبلة، برفع بقية النقاط المستحدثة للحوثيين عقب رفع قوات الاحتياط لنقطته المستحدثة في شارع الأربعين. واستحدث الجيش والحوثيون مواقع في منطقة حزيز عقب مواجهات اندلعت الأسبوع الماضي بين الطرفين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وكادت أن تشعل الحرب في العاصمة. إلى ذلك وجهت اللجنة الأمنية العليا، أمس، كافة وحدات الأمن والجيش المرابطة في العاصمة برفع الاستعداد والجاهزية القتالية تحسبا لأي تصعيد، في إشارة إلى أنصار جماعة الحوثي الذين يرابطون في خيام اعتصام داخل الأحياء وعلى مشارف المدينة للأسبوع الرابع على التوالي للمطالبة بإسقاط الحكومة وإلغاء الجرعة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وقالت مصادر أمنية إن التوجيهات التي أتت بالتزامن مع سقوط محافظة الجوف بيد الحوثيين قضت أيضا بتعزيز حراسة المنشآت والمرافق الحكومية ومنع الدخول إلى مناطق "السبعين، مجلس الوزراء، منزل الرئيس، مجمع الدفاع، القصر والقيادة القديمة والداخلية والمالية والبنك ومنع نصب مزيد من ساحات الاعتصام. كما قضت بالاستعداد لمنع أية اختلالات أمنية.