كلما قاربت خزائن دول الغرب وأمريكا على الإفلاس فإنهم يبدعون دوماً في اختراع حكايات وقصص عن أخطار تحيق بالعرب والمسلمين وربما العالم، حتى يجنوا أكبر قدر من الأموال، مستغلين سذاجتنا وغباء معظم قادتنا الذين ينجرَّون وراء تلك الأكاذيب والإشاعات، بل أنهم يعتبرونها حقيقة واقعة لا محالة، وبالتالي يبدأون في ضخ الأموال للقضاء على العدو القادم والخطر الكبير، بحسب اعتقادهم. فمن الخطر والمد الشيوعي في روسيا ومن ثم الصين، إلى خطر القاعدة وإيران وأمراض الخنازير والطيور والبقر وكورونا وايبولا، وصولاً إلى العدو الأخطر كما يقولون داعش، تفنن الغرب في إثارة مخاوفنا ومخاوف قادة الأمة التي يفترض أن يكونوا على قدر كبير من الفهم والعقل، لكنه مفقود وغير موجود فيهم، وبناء على تلك التخويفات يبدأون في فتح خزائن العرب وأرصدتهم بحسابات مفتوحة وينتهكون سيادتنا ويضربون شعوبنا بكافة أنواع الأسلحة ويجربون فينا الأنواع الجديدة منها ويجعلون منا حقول تجارب لها، ونحن في صمت مطبق خوفاً من تلك الأخطار، بل إننا نساعدهم ونمدهم بكل المعلومات التي يطلبونها عن بلداننا وأهم المناطق والمواقع فيها ليدخلوها ويضربوها ويعبثوا بها كما يريدون. هل تعرفون أن تلك الدول تكسب المليارات جراء تخويفنا ببعض الأمراض التي يتم إطلاقها من معاملهم ومختبراتهم لتكون فزاعة يستطيعون من خلالها تشغيل تلك المراكز والمختبرات العلمية والطبية عبر بيع العلاجات والأدوية لتلك الأمراض المزعومة، وهكذا كلما نقصت أموالهم أخرجوا لنا مرضاً جديداً أو قديماً، وهكذا دواليك. أمريكا والغرب لديهم مراكز دراسات وأبحاث سياسية واجتماعية واقتصادية تقدم لهم ولقادتهم رؤى واستراتيجيات ونصائح حول التعامل مع أعدائهم ومع حلفائهم وكيف يمكن أن يستفيدوا من الغباء المطبق للكثير من قادتنا، كما يستغلون ذكاء بعض الناس فينا لمصالحهم، بينما مراكز الأبحاث لدينا يتفنَّن أصحابها في كيفية جلب الفائدة المادية لأنفسهم فقط، وبعضهم ينسخون دراسات وأبحاثاً أجنبية موجهة لنا وتحقق أهدافهم المخبأة داخل تلك الدراسات والأبحاث. الآن هناك حملة كبيرة ضد ما يتم تسميته تنظيم الدولة "داعش"، حشد لها الغرب تحالفاً دولياً كبيراً بإمكانيات العرب وأموال وسلاحهم، ويجري ضرب بلدان عربية وانتهاك حرماتها وسيادتها، وفي الأخير ستنتهي هذه الحملة بكل هدوء دون القضاء على داعش، بل سيتم تحويله إلى مسمى آخر، كما كان هذا العدو يسمي القاعدة، وهكذا، فهم من صنع القاعدة والنصرة وداعش وكل التنظيمات والحركات الإرهابية، كما أنهم من أطلق الأمراض من مختبراتهم ومعاملهم ليكسبوا من ورائها الكثير، ونظل نحن نعيش في تخلف وخوف وقلق من تلك الفزاعات التي تبيض لهم ذهباً وتجعلنا نقتل بعضنا البعض بأموالنا وأسلحتهم التي نشتريها بمليارات الدولارات من خزائننا التي يتم تحويلها من التنمية إلى الحرب والتدمير لبلداننا.