قتل شخص وأصيب آخرون في مواجهات اندلعت، أمس، بين الجيش وناشطين في عدن تجمهروا أمام بوابة أكبر ألوية الجيش المرابط في مديرية خور مكسر. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن ناشطين بينهم مسلحون حاولوا اقتحام معسكر اللواء 39 مدرع، الذي يحوي مطاراً حربياً، ومكلف بحماية منشآت أمنية هامة كإدارة الأمن، والأمن القومي، والبحث الجنائي، ومعسكر النجدة، مشيرة إلى إطلاق قوات الجيش النار من أسلحة ثقيلة في الهواء لتفريق المتجمهرين أمام بوابة مقر اللواء، لكنها تعرضت لإطلاق نار دفع بحراسة البوابة إلى الرد المباشر على مصادرها. وأشارت المصادر إلى أن المواجهات أسفرت عن إصابة 3 من المتجمهرين (عصام الوهطي، محمد أحمد قائد، صالح راشد نصر). ولم تشِر المصادر إلى سقوط ضحايا في أوساط الجنود، رغم تأكيدها على إطلاق مسلحين للنار باتجاه المعسكر أثناء محاولة اقتحامه. مصادر في الحراك الجنوبي قالت بأن قتيلاً سقط وأصيب 7 آخرون إثر إطلاق قوات الجيش والأمن النار على مشاركين في مسيرة "سلمية" جابت شوارع مديرية خور مكسر، عقب صلاة الجمعة ومرت بالقرب من بوابة المعسكر، سالف الذكر. وأشارت المصادر إلى حدوث احتكاكات بين المشاركين في المسيرة وجنود في حراسة معسكر اللواء 39 مدرع تسبَّبت بإطلاق النار. كما أشارت إلى تعرض المشاركين في المسيرة لإطلاق نار من قبل موقع عسكري يرابط في جبل حديد، الرابط بين مديريتي خور مكسر وكريتر، إضافة إلى تعرض المسيرة لإطلاق نار من معسكر لقوات الأمن الخاصة، غير أن مصادر أمنية نفت ذلك. وكان الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي أدوا صلاة الجمعة في ساحة العروض في خور مكسر والتي سبق للحراك الجنوبي أن أعلنها ساحة اعتصام مفتوحة حتى تلبَّى مطالبهم المتمثلة في الانفصال، أو ما يسمونه فك الارتباط. في سياق متصل، تحدثت مصادر أمنية في عدن عن توجيهات عليا صدرت في وقت متأخر من مساء الجمعة تقضي بسرعة فض اعتصام أنصار الحراك الجنوبي المرابطين منذ الرابع عشر من الشهر الجاري، حيث شاركوا في مهرجان حاشد للمطالبة بالانفصال. يأتي ذلك في وقت بدأ فيه نشطاء في الحراك الجنوبي تشكيل لجان شعبية في ساحة الاعتصام بخور مكسر عقب صدور توجيهات باعتقال قياديَّيْن في الحراك الجنوبي سمح لهما بالعودة من منفاهما في مصر للمشاركة في الفعالية المتزامنة مع الذكرى الواحدة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر. واتهمت مصادر أمنية القياديَّيْن (حسن بنان، وبجاش الأغبري) بالوقوف وراء أعمال العنف التي تشهدها عدن منذ أيام. ونقلت مواقع مقربة من حزب الإصلاح عن خطيب جمعة الحراك تأكيده على ضرورة تمسك الجنوبيين بمبدأ الاستقلال وسلمية الاعتصام. وكان حزب الإصلاح أعلن، في بيانات رسمية صادرة من فروعه في المحافظات الجنوبية، تأييده للانفصال أو ما أسماه "حق الجنوبيين في تقرير المصير".