دعا زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي إلى لقاء قبلي موسع تحتضنه العاصمة صنعاء نهاية الأسبوع، مشيراً إلى ضرورة وضع حد لما وصفها بالإشكالات المعيقة لتشكيل الحكومة وارتفاع منسوب خطر القاعدة، وتفعيل ورقة الحراك الجنوبي لغرض الابتزاز من بعض القوى في الداخل والخارج. واتهم عبدالملك الحوثي في كلمة له بثتها قناة (المسيرة) التابعة له، قوى سياسية بعرقلة تشكيل الحكومة، وأنها تسعى إلى الاستفادة السلبية من اتفاق السلم والشراكة لإفشال أية جهود رامية لإيقاف التدهور الأمني والاقتصادي، متعهداً ب"تشكيل الحكومة" وسعي جماعته إلى ذلك (بكل الوسائل المشروعة) مهدداً بفضح الأطراف المعيقة وفتح ملفاتها وإحالتها للقضاء. يأتي ذلك فيما لا تزال أحزاب اللقاء المشترك ترفض قبول صيغة التقسيم الوزاري (9 للمؤتمر وحلفائه، 9 للمشترك وشركائه، 6 للحراك، 6 لأنصار الله) التي توصلت إليها الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية المشكلة من مختلف القوى وهي الصيغة التي وقع عليها رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي قبل أن يعلن الإصلاح تراجعه في بيان صادر أمس الأول عن الأمانة العامة. وتطالب أحزاب المشترك اعتماد المساواة في توزيع الحقائب بين جميع المكونات الموقعة على اتفاق السلم والشراكة. وكان قيادي في تكتل أحزاب المشترك قال ل"اليمن اليوم" الأربعاء إن المشترك يطالب ب(12) حقيقة وزارية. وأعلن الحوثي أن معظم حقائب مكون أنصار الله ستؤول إلى جنوبيين. وفي إشارة إلى المواقف المعيقة لتشكيل الحكومة قال زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي في سياق كلمة أمس: "كنا نتوقع أن الكل سينفتح بمسئولية على كل الشعب، وأن تكون مصلحة البلد فوق كل المصالح الضيقة المحدودة والفئوية"، وزاد "لم نكن نعتقد أن الانتماء الحزبي الفئوي قد بلغ حداً لدى بعض القوى وجعلها لا تتعاطى مع الأوضاع بواقع المسئولية". وأشار عبدالملك الحوثي إلى أن التمسك بالانتماء الحزبي الفئوي وكذلك العامل الخارجي شكلا عائقاً كبيراً أمام تشكيل حكومة الشراكة الوطنية، الذي تعهد بتشكيلها. وقال إن جماعته ستدفع بكل جد نحو تشكيل الحكومة ولن تقبل العودة إلى مساوئ المحاصصة التي أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار، وحولت أجهزة ومؤسسات الدولة إلى مغانم يتسابقون عليها، على حد تعبيره. كما أشار إلى أن القوى التي لا تريد أن تدرك أن ما بعد 21 سبتمبر يختلف عما قبله هي مخطئة. وفيما تخوض جماعته معارك ضارية ضد تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وتحديداً في مناطق مديريات رداع وقيفة، قال عبدالملك الحوثي إن خطر القاعدة يتعاظم، وان هناك تحضيرات تجري –حالياَ- وتستهدف إسقاط بعض المناطق في يد القاعدة وتسليمها معسكرات للجيش والأمن ومقدرات الدولة. وقال إن تحرك جماعته لمواجهة عناصر (القاعدة) جاء بعد تقصير الجهات الرسمية في دورها للدفاع عن الجيش ومكون أنصار الله. وكشف عن طلب تقدمت به جماعته إلى الرئيس هادي لإعلان الحرب رسمياً على تنظيم القاعدة، وأن "اللجان الشعبية" ستكون مساندة للجيش والأمن في هذه الحرب إن تطلب الأمر ذلك. وقال: سنكون إلى جانب الجهات الرسمية في حالة ما وقفت أمام مسئولياتها، مشيراً إلى أن الجهات الرسمية تدرك ما يخطط له تنظيم القاعدة. وتساءل لماذا لا يتخذ الرئيس قرارات مسئولة للتصدي لتلك العصابات وتقوم المؤسسة العسكرية بضربهم، ونحن سنكون إلى جانبهم في حال ما ثبت أنهم يقومون بدورهم بمسئولية في البيضاء وإب. وتحدث عن ملف القضية الجنوبية متهما قوى محلية وإقليمية ودولية بتحريك هذا الملف وقال إنها تريد الجنوب لها لا للجنوبيين. وأضاف أنه وجماعته مع الحل العادل للقضية الجنوبية، متهماً قوى وصفها ب"المرتزقة" تعمل على إثارة المخاوف في أوساط أبناء الجنوب من تمدد الحوثي، موضحاً "هؤلاء يسعون لاستغلال القضية الجنوبية وليس لإنصاف أبناء الجنوب، بل استغلال قذر وانتهازي". وقال: "بإمكان الرئيس والحكومة أن يتخذوا قرارات تلبي تطلعات الشارع الجنوبي، وأن الوقت الآن مهيأ أكثر من أي وقت مضى". ونصح زعيم جماعة أنصار الله، عبدالملك الحوثي "نجل الرئيس هادي والأحزاب السياسية إلى إعادة النظر في الحملات الإعلامية التي تتبناها ضد الثورة"، على حد تعبيره. وأضاف إن "الأموال التي يصرفها نجل الرئيس هادي جلال عبدربه هي من أموال الفساد".