أجمع مجلس النواب، أمس، بمختلف كتله على رفض التهديدات الأميركية للرئيس السابق، الزعيم علي عبدالله صالح، بفرض عقوبات عليه وطلب مغادرته لليمن. وأصدر المجلس بياناً أعلن فيه رفضه لكل الممارسات والضغوط التي تصدر من قبل السفارة الأمريكية ضد أي مواطن يمني، بما في ذلك الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والمجلس يعتبر ذلك تدخلاً سافراً في الشئون الداخلية اليمنية وانتهاكاً لسيادة البلاد ودستورها والقوانين والأعراف الدولية. كما استنكر المجلس التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية اليمنية السياسية والأمنية والعسكرية وغيرها. وأكد المجلس أن على جميع الجهات المختصة، وفي مقدمة ذلك رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، تحمُّل مسئولياتهم الدستورية في الحفاظ على سيادة وأمن واستقرار الوطن وأبنائه. ودعا المجلس كافة الأحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى الإعلان عن رفضها القاطع لجميع أشكال التدخلات الأجنبية في شئون اليمن الداخلية، والوقوف صفاً واحداً في حماية المصالح الوطنية وتحقيق السلم الاجتماعي. وهاجم عدد من أعضاء مجلس النواب السفير الأمريكي في اليمن "ماثيو تويلر"، داعين رئاسة الجمهورية، ممثلة بعبدربه منصور هادي، لإعلان موقف واضح مما وصفوه بالتدخل السافر للولايات المتحدةالأمريكية في الشئون اليمنية. ووقَّع أغلب النواب الحاضرين الجلسة عريضةً تدعو رئاسة النواب إلى إصدار بيان رافض لتدخل أية جهة خارجية في الشأن اليمني، وعدم السماح للمساس بأي مواطن أو بسيادة اليمن، وتضمينه تحديد الرئاسة اليمنية موقفاً من التدخلات الأجنبية، وتأكيد مرجعية القضاء اليمني حيال المواطنين اليمنيين. من جانبه قال نائب رئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام، عزام صلاح، إن الطلب الأميركي للرئيس صالح بمغادرة اليمن كان القشة التي قصمت ظهر البعير في التدخل الأجنبي السافر في مختلف المجالات. ودعا صلاح البرلمان والرئاسة إلى تحديد مواقف واضحة من التدخلات الأجنبية، بما فيها الدور السلبي للمبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر. بدوره طالب النائب في حزب التجمع اليمني للإصلاح، منصور الزنداني، بإصدار بيان من مجلس النواب يتضمن رسالة تفيد بأن السفير الأمريكي في اليمن لم يعد مرغوباً فيه على الأراضي اليمنية. وقال الزنداني: "ليحمل هذا السفير حقائبه ويرحل، وليقدم هو وحكومته اعتذاراً لليمنيين". وأضاف أن البرلمان واليمنيين لن يقبلوا تحت يافطة المكايدات السياسية أن تحدد الولاياتالمتحدة مصير حياة أي مواطن يمني، مطالباً النواب بمباشرة سلطاتهم الدستورية في حماية اليمنيين. وزاد بأن الخبث خرج من السفارة الأمريكية، ليس فقط بخصوص الرئيس السابق بل وبمؤامرات إشعال الحروب في اليمن، حسبما قال. ودعا الزنداني إلى اصطفاف وطني، دون رعاية دولية، يشمل الحوثي والمؤتمر وحلفاءه والمشترك وجميع المكونات السياسية. فيما قال أمين عام حزب العدالة والبناء، عبدالعزيز جباري، إنه مهما تم الاختلاف أو الاتفاق مع الرئيس السابق فإنه لا أحد يقبل من الولاياتالمتحدة الأميركية أن تطلب منه مغادرة اليمن. مشيراً إلى أن الطلب له بالمغادرة مخالف للأعراف الدبلوماسية. من جهته طالب عضو تكتل الأحرار المقرب من الحوثيين، عبدالسلام زابية، الرئيسَ هادي بتحديد موقف من الطلب الأمريكي، باعتباره هو من يقف وراء الطلب، حسب قوله. وقال: "الطلب للرئيس صالح بالمغادرة معيب في حقنا مهما بلغت الخصومة.. والرهان على أمريكا رهان خاسر". وأضاف: "لن نسمح للعملاء وسفراء الدول العشر بالتدخل في شؤوننا وتسييرنا.. وعلى جمال بنعمر أن يرحل من اليمن". وأعلن زابية رفضه للتدخل الأميركي الذي وصفه ب"السافر" في اليمن، مشيراً إلى أن الحكومات اليمنية هي من فتحت المجال للتدخلات الأجنبية. من جهته قال النائب المستقل ناصر عرمان: إنه لا أمريكا ولا غيرها تستطيع أن تفرض على الشعب اليمني ترحيل مواطن عادي، فكيف برمز وجزء من التاريخ السياسي لليمن".. وواصل: "حتى لو صدر قرار من مجلس الأمن فنحن من يستطيع اتخاذ القرار بترحيل السفارة الأمريكية من أرضنا". في السياق أكد النائب محمد بكير صلاح أن التدخل الأميركي في اليمن يتنافى مع كل الأعراف الدولية. وقال: "إن طلب السفير الأميركي للزعيم علي عبدالله صالح بالمغادرة أو أي شخص يسيء لليمنيين جميعاً". وأكد بكير أن الرئيس صالح سيحميه اليمنيون، مطالباً الخارجية الأميركية بتقديم اعتذار لكل اليمنيين. النائب البرلماني عبدالوهاب معوضة أيضاً طالب بمغادرة السفير الأميركي من اليمن والمبعوث الأممي جمال بنعمر. وقال معوضة: "إن جمال بنعمر لا يأتي إلى اليمن إلا وتحل كارثة في البلاد". فيما قال النائب صادق علي يحيى أبو يابس: "إنه لا أمريكا ولا غيرها تستطيع أن تنال من الزعيم، لأننا كلنا معه والشعب معه". فيما اقترح النائب الخضر العزاني تقديم الشكر للسفير الأميركي لأنه وحَّد البرلمان بمختلف مكوناته السياسية برفضها للطلب الأمريكي، حسب قوله. وقال: يجب على الرئيس هادي إعادة السيادة لليمن، مالم فإن الشعب سيحل مشاكله بنفسه. كما دعا العزاني جميع الأحزاب السياسية للاجتماع وحل الأزمات التي تواجهها البلاد. بدوره وصف النائب إسماعيل السماوي الطلب الأميركي ب"المعيب". وقال: "يجب على الرئيس هادي أن يعلنها صراحة للدول الخارجية ويقول لها قفي عند حدك وكفى تدخلاً في سيادة اليمن". إلى ذلك قال النواب أحمد ناصر شايع، وعلي اللهبي، وناجي عتيق، وصالح الشرجي، وعبده ردمان، وعبدالله الخلاقي، إن الرئيس السابق محمي بالدستور والشعب اليمني .